يقول أمير المؤمنين، عليه السلام: “ما كل مفتون يعاتب”.
هناك مفتونون يجب أن يعاتبوا، ولابد أن يقبلوا النصح، والعتاب، والنقد، فإذا وجّه الآخرون إليك نقداً، او وجهوك الى خطئك، فإن عليك أن تسمع منهم، وعلى الإنسان أن لا يرتاح الى اولئك الذي يطرونه بالمدح دائما، لربما أنهم يتسترون على أخطائه بإطارئهم.
يقول الإمام الجواد، عليه السلام: “المؤمن يحتاج الى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه”. وهذه شروط ثلاث كي تبقى على الصراط المستقيم.
وفي رواية أخرى: “يابن آدم ما زلت بخيرا ما كان هناك واعظ من نفسك”، ويقول أمير المؤمنين، عليه السلام: “ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل”.
📌ليس المطلوب أن تعاتب الاخوان دائما وان تتحول الى ماكينة عتاب، فتشن حربا ضروس على أخيك لمجرد هفوة، فواجبك أن تذهب اليه وتعاتبه وحده
وقال الإمام علي الهادي، عليه السلام: “عاتب فلانا وقله: إذا اراد االله بعبد خيرا إذا عوتب قَبل”. أما الإنسان المفتون الذي لا يقبل نصيحة فإنه يسقط في الإمتحان.
كثير هم الذين يرفضون النصحية، فيصل العاتبون الى حالة يتركون فيها المُعاتَبين الذين سرعان ما يسقطون في الفتنة، فإذا رأيت أحدا لا يعاتبك، أو يرشدك، او يهديك، ويشير إليك بالصلاح، ذلك يعني أن الناس آيسوا من إصلاحك.
يقول الإمام الصادق، عليه السلام: “أحب اخواني إلي من أهدى إليّ عيوبي”، ويقول أمير المؤمنين، عليه السلام: ليكن أحب الناس اليك من هداك الى امر ارشدك وكشف لك عن معايبك”.
ويقول عليه السلام: ” من مدحك فقد ذبحك”، فالإنسان يخطئ وليس معصوما، والمؤمن يجب أن يكون مع أخيه عادلا؛ إذا أحسن قال له: بارك الله فيك، وإذا أخطأ عاتبه. المؤمن للمؤمن كالمرآة تكشف عن المحاسن والجمال، كما تكشف عن القبح والعيب.
يقول الإمام الصادق، عليه السلام: “المؤمن مرآة أخيه فأذا رأيتم من أخيكم هفوةً فلا تكونوا عليه إلبا وكونوا له كنفسه انصحوا وارشدوه وترفقوا به”.
ليس المطلوب أن تعاتب الاخوان دائما وان تتحول الى ماكينة عتاب، فتشن حربا ضروس على أخيك لمجرد هفوة، فواجبك أن تذهب اليه وتعاتبه وحده، وترشده وتهديه، ولذا لابد في هذه الحالة من الرفق واللين، ويجب أن تبقى شخصيته وهيبته على حالها، لا ان تسقطها بمجرد أنه ارتكب خطأً يمكن تداركه بإرشاده الى الصواب.
📌 المجتمع الناجح هو الذي يكمّل بعضها بعضا، عبر النصح والارشاد والتوجيه
المفتون من المؤمنين يجب أن يُعاتب وعلى المؤمنين أن يقبلوا العتاب، وليس مطلوبا ان يسمع الإنسان المديح دائما من إخوانه، يقول امير المؤمنين، عليه السلام: “فأنا لست فوق أن اخطئ”، نحن نعرف أن الإمام معصوما لكنه يخبر اصحابه ويعلمهم أنهم ليسوا فوق أن يخطئوا، وهذا الحديث لنا أيضا، فهو موجه الينا كحكام ومحكومين، علماء أم جهال، موظفين كبار أم مراجعين صغار، فمن صفات المؤمنين أن ينبهوا بعضهم البعض، يقول الله ـ تعالى ـ: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. والمجتمع الناجح هو الذي يكمّل بعضها بعضا، عبر النصح والارشاد والتوجيه.
- مقتبس من محاضرة لآية الله السيد هادي المدرسي (حفظه الله).