الهدى – خاص
ما يزال الشيعة في افغانستان يواجهون خطرين يهدد حياتهم بشكل تدريجي، وعلى أمد بعيد؛ الارهاب، والتجويع بسبب سياسات نظام طالبان الذي أطاح بنظام الحكم “الديمقراطي” بناءً على اتفاق بين الجماعة والولايات المتحدة يتم بموجبه تخلّص واشنطن من أعباء وتكاليف الوجود العسكري في هذا البلد نهائياً وتنسحب من افغانستان، بالمقابل تعود جماعة طالبان الى الحكم على انقاض النظام الديمقراطي الذي صنعته اميركا بعد احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 واتهام طالبان بمساندة ودعم تنظيم القاعدة للهجوم على نيويورك وواشنطن.
جماعة طالبان التي تدعي أنها أعادت الشريعة الاسلامية الى افغانستان، تطبق سياسة تمييز وتهميش واضحة بحق الشيعة في جميع انحاء البلاد، ولاسيما في المدن ذات الاغلبية الشيعية المعروفة بـ”الهزارة”، فتمنع عنهم فرص العمل في المراكز الحكومية، كما تضيق عليهم العمل في الزراعة التي تمثل أحد أهم موارد العيش في هذا البلد.
وفي حديث خاص لأحد طلبة الحوزة العلمية القادم من افغانستان حديثاً تحدث لمجلة الهدى بأن جماعة طالبان تدّعي أنها توفر الأمن والاستقرار لشعب افغانستان، ولكن لغير الشيعة، فبين فترة واخرى تشهد هذه المدينة او تلك انفجارات وهجمات ارهابية بالقنابل والاسلحة الرشاشة ينفذها مجهولون، ويسقط فيها العشرات من قتيل وجريح ثم تلقي طالبان المسؤولية على تنظيم داعش بأنه وراء هذه الهجمات.
علماً أن هذا التنظيم كان ينشط بالتعاون والتنسيق مع طالبان بعمليات عسكرية خلال تواجد القوات الاميركية بتنفيذ هجمات مسلحة تستهدف بالدرجة الاولى المراكز الحكومية، والمؤسسات الامنية، وايضاً؛ المساجد والمدارس التابعة للشيعة.
ويشير السيد أنصاري القادم من افغانستان الى أن الشيعة يواجهون تجويعاً منظماً الى جانب الارهاب المنظم عبر سياسات تجويع ومحاصرة وحرمان لكل اشكال العمل والتنمية في مختلف انحاء البلاد، فمن الصعب حالياً على الانسان العادي (الشيعي) توفير الغذاء لعائلته خلال اليوم الوحد، بعد حرمان الجميع من الوظائف والاعمال التي كانوا يعتمدون عليها في النظام السابق، وايضاً؛ في ظل ارتفاع كبير في اسعار المواد الاساسية.
وعن الزراعة المزدهرة في افغانستان يقول أنصاري: إنها من أكبر الفرص لمساعدة الشيعة على تحقيق حياة أفضل، ولكن طالبان تضع العراقيل دائماً في هذا الطريق.
وفي هذا السياق أشار الى وجود فرصة كبيرة للتنمية لشيعة افغانستان من خلال العمل في مناجم الفحم الحجري الموجودة بوفرة في محافظة بلخاب ذات الاغلبية الشيعية، ويشرف عليها الشيعة، وكان يتم تصديره الى باكستان والصين ويوفر للشيعة دخلاً مالياً جيداً. بيد أن طالبان تحاول بشدّة انتزاع هذه المناجم من الشيعة لمزيد من المحاصرة الاقتصادية.
وعن الحالة الانسانية في الوقت الراهن يشيد السيد انصاري بالمؤسسات والهيئات الخيرية التي تعمل على جمع وتوزيع المساعدات على العوائل الفقيرة في البلاد، وهي تقوم بتخفيف أعباء المعيشة على كثير من العوائل ذات الدخل المحدود في البلاد.
وعن المرأة الافغانية تحدث السيد أنصاري الى أن طالبان يحرمون الفتيات من الدراسة الجامعية، و يعدون مرحلة الاعدادية، المرحلة الدراسية الاخيرة في حياتهنّ.
وفي ظل صمت دولي إزاء سياسات طالبان، وغياب المتابعة من المنظمات الانسانية الدولية لما يجري لشعب افغانستان، يرى السيد أنصاري أن الشعب الافغاني بدأ ينفد صبره بسبب فشل طالبان في حل مشكلة البطالة والغلاء في الاسعار مما يجعله حملاً ثقيلاً عليهم يودّون زواله كل يوم.