مقولة نقرأها ونسمعها من البعض باستمرار عند حدوث أي مشكلة؛ كحالة طلاق، أو عند وقوع حادث مروري تسبب بمقتل عدد من الافراد، أو عند حدوث غلاء في الاسعار..، حتى أنني سمعت أحدهم قال: أن العراق بلد غير صالح للعيش لأن درجة الحرارة ترتفع في الصيف!
من يطلق هذه الكلمات وغيرها من أن العراق بلد لا يستحق العيش فيه، أو أن السعادة لا تكاد تتحقق ـ حسب ادعائه ـ من يطلق هذه الكلمات ينظر الى تقلبات هذا البلد بعين ساذجة، وأفق ضيق.
صحيح أن العراق شهد تغييراً سياسيا من بعد عام 2003، وكان من المفترض أن ينعكس هذا التغيير بشكل كبير على جميع مناحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، فتكون حالة البلد بصورة افضل مما هو عليه.
فمن يردد هذه المقولة (العراق بلد غير صالح للعيش)، يغفل أو يتغافل عن الاوضاع السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد، فما من شك أن تقلبات الاوضاع السياسية لها صلة مباشرة بالحياة الاقتصادية للشعب.
فالعراق من بعد الاحتلال لم يتعافَ بالشكل المطلوب، وهذا ما لا يجب إغفاله حين النظر الى الاوضاع الاقتصادية والسياسية، ثم أن البلد دخل في دوامة الطائفية المقيتة، والتي لا شك أن للاحتلال يد في تأجيجها واشعالها.
- هل المشاكل في العراق دون باقي البلدان؟
من يريد المقولة الآنفة الذكر يزعم أن العراق هو البلد الوحيد الذي يعجُّ بالمشاكل والصراعات السياسية، وحالات القتل، والفقر، والمجاعة وما شابه، فيتصور ـ مثلا ـ دول الغرب أنها تعيش النعيم المقيم، وأن السعادة منتشرة في جميع ارجاء تلك البلاد، متناسيا، أو ناسيا، أن عشرات الجرائم تحدث بشكل يومي في تلك الدول؛ فمن حالات القتل، والاغتصاب، والحوادث المرورية التي تقع بشكل يومي،
ففي امريكا ـ مثلا ـ وقت خلا خلال 24 ساعة، عدة جرائم، وكان ذلك في السادس عشر من مايو الماضي
– إطلاق نار في بافلو (10 قتلى).
- إطلاق نار في هيوستن (قتيلان و 3 جرحى).
- إطلاق نار في كنيسة بولاية كاليفورنيا.
- إطلاق نار في شيكاغو (قتيل).
- إطلاق نار في ميلووكي (3 قتلى).
وعشرات الجرائم الاخرى تحدث بشكل يومي، ولذا لم نرَ أو نسمع أن أحداً منهم قال: أن بلدي غير صالح للعيش.
وإذا نظرنا الى مرددي هذه المقولة: (العراق غير صالح للعيش)، نجد أن هذه الفئة هي الفئة المُقعَدة عن أي إنتاج، وفي نفس الوقت تكون عاجزة عن تقديم الحلول الواقعية للمشاكل الموجودة.
ولا يوجد أدنى شك أن الذباب الالكتروني لبعض السفارات في العراق يشيع مثل هذه الحالات السلبية في أوساط الشباب، ومن الاسف نجد أن البعض ينساق وراء تلك الشائعات، ولذا لابد من النظر الى الاحداث بشكل واقعي بعيدا عن الإعلام المشبوه، الذي يرسم الصورة الخاطئة لبلد عظيم مثل العراق.