صور شتى تقتصر على المتناقضات خير وشر، صمت وكلام، هدوء وفوضى، حب وحرب، نار وجليد، و هكذا سلبيات وايجابيات تعرف الاشياء بنقيضها.
كل انسان امامه ميزات فيها متناقضين وحسب ما يملأ قلب الانسان يميل اختياره بما يفيض فيه قلبه فتثقل جهة الميزان ويتم الاختيار.
وبما ان رسالة الدين والرسل هي الإنسانية وزرع روح المحبة، والسلام، والخير بين البشرية، كل هذا نعلم عنه لكن لم نسأل انفسنا يوما هل نصنع الخير؟ أم نحارب الشر؟ ليعود بالنفع اكثر للعالم ونتطور أكثر ونحقق التوازن.
أيهما اولى؟
ما أصنعه من خير أو أمنعه من شر لا يؤثر على طاقتي فيعدمها أو يقللها؛ فطاقة الخير والإيجابية اسلوب حياة، كما ذكرتها مدربة الحياة والطاقة والوعي نور فرج: “إن البركات أقوى من اللعنات بكثير”، وبهذا فإن مردود ما أقدمه من خير يعود اليَّ بالخير ويزيد من طاقتي وحيويتي، وطالما إن كلا الأمرين مفيدان ويقدمان الكون نحو الخير مهما كانت الخطوات بسيطة أو الافعال قد تقدم أو لا ولكنها لا تؤخر وهذا له وزنه : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. (سورة الزلزلة/ آية 6- 7).
وبما إن له مردود عليّ فهذا يعني أن له تأثير على أرض الواقع، وإلّا لَم يكن ليعود، وبما إنه في الحالتين ما أصنعه وما أمنعه في نواياي وأفكاري ورسالتي، فإنه لا يأخذ من وقتي، وما أقدمه يضيف لي من ناحية التطور الروحي.
📌 فلنتذكر إن التغيير يحدث وينبع من داخلي من نفسي من شعوري وافكاري
وفي الآونة الاخيرة نجد إن الناس متمسكة ببعض الاراء التي لا تغني ولا تشبع مجرد أمر يعلقون عليه أعذار وتبريرات عدم القدرة على الفعل، فنجد الكثير من يقول: “إفعل خيراً شراً تجد”، او : “إفعل خيراً وارمه في البحر”، متناسين، قول النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله: “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
وهذا أمر غير منطقي جدا، أن استشهد في مثل في وقت ضيق، أو في وقت عملت خيراً ووجدت عكس الأثر ما لا أرغب، كأن قدمت مساعدة لشخص لكنه لم يقدرها أو تكلم عني بسوء، حقيقة الأمر لا يتوقف عليه ربما الخير الذي أجده ليس من نفس الشخص، فقد يعود عليَّ في وقت آخر أكن في شدة أو ضيق في أمَّس الحاجة الى مساعدة، وفي حالة العدالة لا تعود المساعدة بنفس الحجم بل مضاعفة، فقد يكون مردود الخير في موقف آخر ووقت آخر.
وكل إنسان مهما ارتفعت مكانته ومهما قدم الخير يجد من الناس من ينتقده ومن يُسَّقط من إمكانياته ونواياه، ولكن هل هذا الأمر كافيا لأكن مثلهم؟
فلنتذكر إن التغيير يحدث وينبع من داخلي من نفسي من شعوري وافكاري، ليس من الخارج من قبيل أحداث، أشخاص، مواقف، فلماذا نسمح لهم ان يأخذونا في مجراهم؟ وأنا أعلم يقينا إن نهرَ أفكاري ونواياي صافياً ونقياً بشدة تتلالأ فيه أشعة الشمس الذهبية.
كيف استمر بفعل الخير مع وجود انتقاد أو أشخاص لا يقدرون ما أقدمه؟
أفعل الخير دون شروط، لا انتظر مقابلا، عندما أتحلى بالهدوء والسلام والمحبة بداخلي اطمئنان، وكل ما أفعله بحب ورضا النفس وهذا هو شعور بالوفرة عكس الانتظار شعور شحة وندرة، لا احتاج لمردود ولا انتظر ما أفعله من طيب نواياي وفطرتي وهذا أيضا من نعم الله عليّ.
“الخير ورود امنحها للكون ويوما ما ساحصل على زجاجة العطر النقية”.
- في هذه النقطة حصدت ثمرتين:
1- لن أسمح بكلام أو فكرة سيئة من أي شخصٍ تؤثر علي وتخفض طاقتي وتأخذ من وقتي ولا أجعل الوقت ملامة ونحيبا فعلت كذا وكذا، ووجدت كذا ولماذا ولماذا، فإني بذلك أوقفت حربا إن صح التعبير، فالحرب الفكرية داخل عقلي هي ما تؤدي إلى حرب على أرض الواقع مع غيري، وبذلك قصرت من دائرة السلام والخير. وحفظ السلام من الغايات السامية.
2- حافظت على سلامي وهدوئي وهذا ما يزيد من عزمي وطاقتي لأنفع نفسي وغيري، وبهذا افسح المجال أمام نقاط الخير ليتجسد فكراً أو واقعاً، والاحتمالات اللامحدودة للخير تزداد وإن كانت درجات السلم صغيرة فالقلب عبارة عن بذرتين بذرة سوداء شر، او بذرة تجمع طاقات الظلام، وبذرة بيضاء خير تجتمع فيها طاقات النور.
الاثنان يتصارعان من أجل النمو لا البقاء وأي سلاح مهما شعرت بضآلته فهو نافع ضد الشر ويساهم في الارتقاء.
وهذا التغير أو التفكير لو ٱتبعه البشر لتقدم الكون خطوات وخطوات وهذا ما يجعلنا في سلم التطور والرقي والنقاء الروحي وفتح الاحتمالات للبهجة والمحبة والسلام.
📌 ومن المهم ذكره؛ إن علينا أن نفكر في بذرة الخير ونسلط التركيز عليها لتنميتها وترك الجانب الآخر
ومن المهم ذكره؛ إن علينا أن نفكر في بذرة الخير ونسلط التركيز عليها لتنميتها وترك الجانب الآخر، لأن بتركيزنا عليه يخدعنا العقل الباطن، فهو لا يفهم النفي فينمي الجانب الغير مرغوب فيه (انا لا اريد بذرة الشر ان تنمو)، فبدلا من الحدة من نموها ستنمو بدلا من أن اقضي عليها أو الاصح أوقف نموها أجعلها تنمو أكثر فالافضل التركيز على بذرة الخير والتأمل فيها .
- اصنع الخير أم أمنع الشر؟
صنع الخير أمر واضح اي معروف يقدمه الانسان له دوره.
لتوضيح الجانب الاخر منع الشر: خلال سيري في الشارع وجدت قطع زجاح متكسر في الطريق، وهذا فيه احتمالات الشر، فنواياي بازالتها ورميها في المكان المخصص هو منع شر وتأثير هذا الفعل لا يتوقف عند هذا الحد، فهو لم يوقف شراً فقط، بل يتعدى ذلك فهو بنفس الوقت هو صنع خير.
فبالمقارنة بالحالتين؛ في حال تركتها بالشارع فإن احتمال وقوع حادث من سيارة أو سقوط طفل عليها أو جرح شخص وهكذا، وممكن أن الشخص الذي يتعرض للحادث له دوره في المجتمع؛ كإستاذ لديه محاضرات سواء في الجامعة، أو في ندوة ما، أو طبيب له أعماله مما يعطل أو يلغي بعض أعماله سواء عملية جراحة او أستشارة وفي هذا يكون شراً متسلسلاً لا يقف عند نقطة واحدة.
وفي حالة ازالة الزجاج ثمة احتمالات الخير:
1- راحة ضمير واطمئنان .
2- ضمان سلامة الجميع.
3- مساعدة انسانية لعمال النظافة فالنظافة مسؤولية الجميع والحفاظ عليها واجب.
4- وأنا ازيل الزجاج قد يراني طفلي أو طفل آخر في الشارع ويتعلم مني بفعل لا بقول، فبذلك غرست روح التعاون وحب الخير في ذهنه .
والخير المترتب بعد ذلك متسلسلاً أيضا، فعلى الانسان أن لا يستصغر الخير فما يترتب عليه يفوق التصور. فالخير ورودا امنحها للكون يوما ما سأحصل على زجاجة العطر النقية.