انتشرت في الآونة الاخيرة الكثير من الاخبار عن انتشار مرض الحُمى النزفية، فما هذا المرض؟ وما هي مصادر انتشاره؟ ومدى خطورته؟
انه مرض فايروسي ينتقل من الحيوانات الى الانسان، ويعد من الامراض المشتركة الخطيرة.
اكتشف المرض لأول مرة في العالم عام 1944، وكانت الاصابة الاولى في شبه جزيرة القرم بالاتحاد السوفيتي سابقاً (اوكرانيا حاليا)، أما في العراق فكان أول ظهور له عام 1979، ويستوطن هذا المرض في آسيا وافريقيا والشرق الاوسط بالتحديد.
- طرق انتقاله
قبل التطرق الى طرق انتقال هذا المرض، لابد من معرفة الحيوانات الاكثر عرضة للاصابة به، حيث تعد الابقار والجاموس والاغنام والماعز من الحيوانات الاكثر اصابة بهذا المرض، فضلاً عن اكتشاف حالات اصابة في الخيل والكلاب.
أما طرق انتقال المرض من الحيوانات الى الانسان فهي حشرة القراد، لذلك نلاحظ انتشار المرض في بدايه فضل الصيف لأنه موسم انتشار الحشرات و القراد، مع امكانية تدخل الذباب والبعوض ايضاً في عملية الانتقال، بيد أن القراد الناقل الاساس والحاضن للفايروس، وبما أن القراد يصيب الانسان ايضاً، فيعد احدى طرق الانتقال من الحيوان الى الانسان. ومن الملاحظات التي لابد من ذكرها؛ إنه في حال اكتشفنا إصابة أحد منّا بالقراد، أو حتى حيواناتنا الليفة المنزلية، فمن المهم الحذر من إزالة القراد باليد أو سحقها، فهذه تعد إحدى طرق العدوى أيضا.
📌 طرق الوقاية بالنسبة للمواطنين، ولاسيما ربات البيوت، فان الواجب غسل اللحوم وتقطيعها بسكاكين وأواني خاصة لا تستخدم للخضروات والفاكهة والمواد الغذائية الاخرى مطلقاً
وعن الطرق الاخرى؛ فهي ملامسة الحيوانات المصابة (الدم- اللحم- الجلود)، حيث يُعد اصحاب الماشية والقصابين الاكثر عضة للاصابة بالمرض، وايضاً ينتقل المرض بين البشر في المستشفيات في حالة فقدان التعقيم او الاختلاط بالاشخاص المصابين أو تلامس مع دم المصابين.
- أعراض المرض
تكون أعراض الاصابة بالحمى النزفية مشابهة لأعراض الانفلونزا، منها الحُمى والصداع والخمول و القئ والألم في المفاصل، وعند تطور الحالة الى المرحلة النزفية تظهر فيها علامات نزف من الفم والأنف، و نزف تحت الجلد، و نزوفات داخلية اضافة الى تلف في الكبد والكليه و آلام عضلية شديدة، تعتمد العلامات السريرية، و درجة الاصابة، ما إن كانت خطيرة أو متوسطة حسب كمية تعرض الشخص للفيروسات، وما إن كان مصاب بأمراض أخرى تقلل المناعة كالامراض المزمنة والعضال.
- العلاج والوقاية
بما أن هذا المرض فايروسي المنشأ فالعلاج غالباً ما يكون صعباً ويعتمد الشفاء من هذا المرض على مناعته اضافة الى إعطاء المريض أدوية لتخفيف الاعراض (الحرارة و التقيؤ) و المقويات مثل؛ فيتامين أ، و السوائل لتفادي حالة الجفاف، ومراقبة وضائف الكبد والكلى، اضافة الى الغذاء الصحي المتكامل لرفع مناعته ليتمكن من تجاوز مرحلة الخطر.
أما الوقاية من هذا المرض، فانه يُعد أهم من العلاج، ومن أهم طرق الوقاية؛ القضاء على حشرة القراد والبعوض في مناطق تربية الماشية، وفي المجازر، وايضاً في أماكن بيع الحيوانات، واللحوم، وفحص هذه الحيوانات اذا ما كانت مصابة بالقراد، لان من أبرز مصادر انتشار هذا المرض؛ المجازر ومحلات القصابين، فيجب ان يكون الحيوان مفحوصاً من قبل الاطباء البيطريين لتأكد خلوه من الاصابة.
أما عن طرق الوقاية بالنسبة للمواطنين، ولاسيما ربات البيوت، فان الواجب غسل اللحوم وتقطيعها بسكاكين وأواني خاصة لا تستخدم للخضروات والفاكهة والمواد الغذائية الاخرى مطلقاً، ثم طهو اللحوم بشكل جيد، حينها نكون حصلنا على الاطمئنان بالسلامة من هذا المرض.
وقبل الختام؛ يجدر بنا التذكير بأن أي مرض انتقالي وخطير مهما كان، لاسيما الامراض الانتقالية بين الحيوان والانسان، بالامكان مواجهتها بشكل ناجح والتخلص منها من خلال تعامل علمي مع أقصى درجات ضبط النفس والهدوء بعيداً عن المبالغات والمعلومات المهولة للحالة المرضية التي تسهم في انتشار المرض بدلاً من معالجته والتخلص منه.
بالتوفيق دكتوره زهراء