مناسبات

نظرة أمير المؤمنين إلى العيد

 من علامة صلاح الحال في شهر رمضان؛ الحزن على فراقه عندما يكون الانسان مؤمناً ومصلحاً لكل ما فسد من دينه؛ حتى يستعد ليوم العيد والوفود فيه إلى الله سبحانه وتعالى؛ وحتى لا يحرم من فوائده،  فإن الحرمان في هذا اليوم خسران عظيم.

فإذا كنت أيها المؤمن راضياً لدخول شهر رمضان وصومه وعبادته، ومحباً له، ومراقباً لإتيان  الأعمال العبادية الواردة في هذا الشهر الكريم، ومجداً في ذلك، ومعتقدا بفضله ونفعه وكرامته، فلا بد أن تحزن من فراقه ويعزّ عليك خروجه.

فالعيد ما هو إلا تعبيرعن وقت اختاره الله -سبحانه وتعالى- من بين الأيام لاطلاق الجوائز والانعام على العباد ليجتمعوا على أخذ الهدايا والعطايا، ولعل أحب ما في هذا اليوم ان يحسنوا ظنهم إلى ربهم.

الخاسر الخائب في مثل هذا اليوم من غَفِل عن معنى العيد، واشتغل فيه بالتزيين والتصفيق للناس، الله -سبحانه وتعالى- ندب عباده يوم العيد ليجتمعوا على اخذ الهدايا والجوائز والعطايا.

📌 المرجح ان فكرة العيد منطلقة من المفهوم الإسلامي من إظهار الإخلاص لله، والتسليم له والتضحية في سبيله والسير حسب منهجه المقدس، وعيد الفطر هو احتفال ديني، وسرور عن تقبل الله تعالى صيامنا و قيامنا

إن عيد الفطر والاضحى المباركين من الأعياد الإسلامية، ومناسبة دينية واحتفالية، وتنحصر في اعتبارات عدة منها.

اليوم الذي ينتهي فيه عبادة مهمة في الإسلام كالصيام والحج؛ والايام المهمة و في التأريخ الإسلامي والتي تعطي رمزية واضحة عن إظهار الفرح والسرور بولادة احد الأئمة المعصومين، عليهم السلام، او يوم الغدير، او فتح مكة، أو يوم المبعث النبوي، او يوم تنصيب الإمام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه، وغير تلك الأيام المقدسة.

كما أنه اليوم الذي تكتمل فيه طاعة الله، ولا يعص الله فيه -جل شأنه- قال أمير المؤمنين، عليه السلام: “كل يوم لا يُعص الله فيه فهو عيد”.

ويوم الجمعة من كل أسبوع هو عيد أسبوعي، فيه من المزايا ما لم يخص فيها يوم آخر من أيام الاسبوع.

بيد أن الاعتبارالوحيد الذي تشرع فيه صلاة العيد هو الأول من شهر شوال، وفيه عيد الفطر، والعاشر من شهر ذي الحجة، وفيه عيد الاضحى، وبقية الاعتبارات ليس فيها صلاة العيد، وإنما فيها احتفال ديني، وإظهار الفرح والسرورفي حدود الشريعة،  وينبغي ان لايكون الاحتفال فيه ما يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية المقدسة.

والمرجح ان فكرة العيد منطلقة من المفهوم الإسلامي من إظهار الإخلاص لله، والتسليم له والتضحية في سبيله والسير حسب منهجه المقدس، وعيد الفطر هو احتفال ديني، وسرور عن تقبل الله تعالى صيامنا و قيامنا وجميع الأعمال التي يتضمنها.

قال الإمام علي، عليه السلام، عن عيد الفطر: “إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه”.

اذن؛ يجب أن يكون العيد مصداقا لهذا الكلام الأبوي، فالذي لم يصم او لم يتسنَّ له الصيام دون مبرر شرعي، فهو بعيد كل البعد عن العيد ومفهومه الإسلامي.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا