قال تعالى : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
إن من أهم مقومات المجتمع الفاضل ودعائمه؛ المسؤولية، والتي تُعد الحصن الذي يحفظ الأمة من الانهيار والركيزة التي ترتكز عليها لبلوغ الكمال والارتقاء.
هذه المسؤولية التي قال عنها ربنا في محكم كتابه: {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، وقال عنها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.
فإذا أردنا ان نحصل على مجتمع فاضل وأمة خيرة علينا أن نوجد روح المسؤولية في أبناء ذلك المجتمع، كل واحد منهم عليه أن يكون مسؤول ويؤدي مسؤوليته.
⭐ إذا أردنا ان نحصل على مجتمع فاضل وأمة خيرة علينا أن نوجد روح المسؤولية في أبناء ذلك المجتمع، كل واحد منهم عليه أن يكون مسؤول ويؤدي مسؤوليته
ومن أبرز مصاديق المسؤولية الإجتماعية التي لابد أن تكون موجودة في المجتمع ومعمول بها بين أبنائه هي ما تبينه الآية الكريمة: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، إنها تبين ثلاثة مصاديق مهمة للمسؤولية الإجتماعية تتمثل في:
أولاً: الدعوة إلى الخير {يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}.
على جميع أبناء الأمة ان يكونوا دعاة إلى الخير، حتى ولو كانوا لايستطيعون أن يفعلونه عليهم أن يدعو إليه، يقول الرسول الاكرم، صلى الله عليه وآله: “الدال على الخير كفاعله”.
والخير يتمثل في التكافل الإجتماعي، ومعونة الفقراء والمحتاجين، ورعاية الأيتام والإهتمام بهم والتعاون بين أبناء المجتمع.
ومن صور الخير أيضاً هو العلم والذي يذكره القرآن الكريم بلفظ الحكمة: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.
يقول أمير المؤمنين، عليه السلام: “لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ”.
إذن؛ العلم هو أحد صور الخير الذي لابد أن يكون من الأمور الشائعة في المجتمع وان يكون هناك تواصي ودعوة بعضنا البعض لاكتساب العلم والتزود به لأنه من الخير الذي يأمرنا الله بالدعوة له.
أما من يدعوا إلى الجهل ويمنع العلم ويحرض على غلق مراكز العلم فإنه يدعوا إلى الشر وليس إلى الخير، ذلك أن العلم يؤدي إلى الخير والجهل يؤدي إلى الشر.
ثانياً: الأمر بالمعروف
المصداق الثاني من مصاديق المسؤولية هو الأمر بالمعروف، والمعروف بكل صوره وأشكاله لابد أن نأمر به، ومن المعروف هو طاعة الله والإحسان إلى الآخرين والإحسان إلى الوالدين والتعاون والصدق والأمانة والكسب الحلال والزواج وما اشبه من صور المعروف المتعددة.
ثالثاً: النهي عن المنكر
والمنكر هو ما يخالف المعروف وهو عكسه، فلابد ان ننهى عن كل ما يخالف المعروف وبصوره المتعددة، كمعصية الله والاساءة والكذب والخيانة والفساد والسرقة والغش والزنا والمفاسد الأخلاقية وغيرها.
⭐ العلم هو أحد صور الخير الذي لابد أن يكون من الأمور الشائعة في المجتمع وان يكون هناك تواصي ودعوة بعضنا البعض لاكتساب العلم والتزود به لأنه من الخير الذي يأمرنا الله بالدعوة له
فإذا أردنا ان نبني مجتمعاً فاضلاً صالحاً تتوفر فيه الحياة الكريمة لابد من جعل أفراد ذلك المجتمع يحملون روح المسؤولية والتي من أبرز مصاديقها الثلاثة الآنفة الذكر، أما إذا غابت روح المسؤولية فإن عواقب ذلك المجتمع تكون وخيمة فقد جاء في أحاديث أهل البيت، عليهم السلام، حثٌ على تحمل مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التهاون بها، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: “لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم”.
ويقول الإمام الصادق، عليه السلام: “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق اللَّه فمن نصرهما أعزه اللَّه ومن خذلهما خذله اللَّه”.