📌 لكي لا تكون قلوبنا مقفلة
لا أظن أن أحداً منا يودّ أن يكون مقفل القلب، وذلك ليس بشهادة الخلق من أمثالنا، بل بشهادة خالقنا العليم الصادق، فليس لكلام الله تبديل وليس فيه شك أو ترديد. وحول موقفنا من القرآن – كلام الله المجيد – يقول الرب المتعال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}؟ وإذا أردنا أن نترجم الآية بلغتنا، فان الآية تقول: لماذا لا تتدبرون ولا تفكرون في القرآن؟
هل السبب هو أن قلوبكم مقفلة لا تعي شيئاً ولا تهتدي الى سبيل؟
لو خاطَبَنا شخص من البشر مثلنا بهذا الخطاب لقلنا: ربما يكون مخطئاً في كلامه، ربما يكون مغرضاً في خطابه، أما والكلمة من الله تعالى، والله سبحانه لا يمزح، ولا يكذب، ولا يبالغ، بل كلامه عين الصدق والحقيقة.
⚡ عندما يقرأ أحدنا القرآن – سواء في شهر رمضان، أو في كل أيام السنة – من دون أن يتدبر في آياته ويحاول أن يفهم المعنى ويستوعب الخطاب الرباني.. من دون ذلك، يعني أن قلبه مقفل
إذن، عندما يقرأ أحدنا القرآن – سواء في شهر رمضان، أو في كل أيام السنة – من دون أن يتدبر في آياته ويحاول أن يفهم المعنى ويستوعب الخطاب الرباني.. من دون ذلك، يعني أن قلبه مقفل، والقلب المقفل لا يعي مصلحته في الحياة، لا دنياً ولا آخرة، والقلب المقفل يسير بلا هدى، ولا يحقق هدفاً يوصله الى الجنة والى رضوان الله تعالى.
فلنقرأ كتاب ربنا بتدبر، ولنكتب في دفتر خاص ما نستلهمه من الذكر الحكيم، ثم لنفكر في الآيات التي ترتبط بحياتنا مباشرة، ونحوّلها الى برنامج عمل.
إذا سارت حياتنا وفق توجيهات القرآن وبرامجه وهداه فاننا نضمن السعادة في الدنيا والآخرة.
📌 الكتاب – الهدى
لسنا أنعاماً ودواباً تسير في الحياة على غير هدى، بل حتى الدواب والانعام تسير على هدى في إطار حياتها الحيوانية المحدودة، أما الانسان وقد جعله الله أفضل المخلوقات، وسخّر له كل شيء، ومنحه نعمة الإرادة والحرية والاختيار والمسؤولية.. هذا الانسان لا يمكنه إلا أن يسير على (هدى) وترجمة كلمة (هدى) بلغتنا تعني: (خارطة الطريق).
لا يمكن لأفضل المخلوقات أن يسير في ضلال وعمى، أن يعيش في تيه وعَمَهْ، وإذا فعل ذلك فيعني أنه استخف بمقامه وانزل نفسه منزلة الحيوانات والدواب بل اتعس من ذلك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}. {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا، وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا، أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
⚡ لا يمكن لأفضل المخلوقات أن يسير في ضلال وعمى، أن يعيش في تيه وعَمَهْ، وإذا فعل ذلك فيعني أنه استخف بمقامه وانزل نفسه منزلة الحيوانات والدواب بل اتعس من ذلك
إذن، الانسان المستقيم في حياته هو الذي لا يغفل عن حيازة (خارطة طريق) ولكن ليس كل (خارطة) يمكن الاعتماد عليها، بل لا بد أن تكون الخارطة موثوقة لا يشك الانسان في سلامتها، إذ لو كانت الخارطة مشكوكة وغير موثوقة، إذن لارتاب الانسان بها ولا يرغب في الاهتداء بها والسير على اشاراتها؛ إذن يحتاج الانسان الى خارطة يثق بها، ولا تأتي هذه الثقة الا إذا كان مُنشئ الخارطة عليما، صادقاً، حكيما، قديرا.
وخارطتنا في الطريق هي الكتاب الذي يحتوي على الهداية، الكتاب النازل من الرب العليم، الحكيم، القدير، الصادق: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.
فالقرآن هدى وخارطة طريق، وايضاً: لا ريب فيه، بل فيه الثقة الكاملة، لأن مصدره موثوق، ومُنزله حكيم، ومُرسِلُه قدير، وخالقه صادق.
فلنتخذ من القرآن خارطة طريق لحياتنا، ولنهتدي بهداه في سبل الحياة المتنوّعة، لكي نختار الطريق الأصوب الذي يوصلنا الى الله تعالى.
وفي سورة المزمل يؤكد الله على هذه الحقيقة بقوله سبحانه: {إِنَّ هَذِهِ [اي آيات القرآن] تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} والسبيل هو الطريق، فالقرآن تذكرة (خارطة) ويستطيع الانسان أن يتخذها سبيلاً وطريقاً الى الله.