بحضور نجل سماحة المرجع المدرسي، دام ظله، سماحة السيد مرتضى المدرسي، وجمع من الاساتذة وطلاب كلية الصيدلة في مستشفى الامام الصادق التعليمي، اقامت المستشفى التابعة لدائرة صحة بابل “مهرجان المهدي السنوي الأول” بمناسبة ولادة صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.
وابتدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم وتلى ذلك كلمة قدمها مدير المستشفى رحب فيها بالسيد المدرسي.
وعقب ذلك قدم السيد مرتضى المدرسي كلمة بهذه المناسبة العطرة تطرق فيها الى أمور مهمة حول شخصية الإمام المهدي عجل الله فرجه، ملخصا كلامه بثلاثة محاور أساسية تركزت حول مسؤوليتنا تجاه الإمام الغائب.
وبين سماحته في المحور الاول من كلمته على، أن نعرفه، اي الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، مبينا حول ذلك ان هناك الكثير من المسائل التي يجب على كل واحد منا أن يعرفها، فمن هو الإمام، وما معنى غيبته، كيف آمنا بولادته؟.
واشار سماحته الى ان المعرفة للإمام سلام الله عليه تندرج بما يدفع عن الإنسان الشك، متسائلا بالقول: فهل تعلمون ما هو أعظم بلية يمتحن بها الناس عند ظهور الإمام؟ في الحديث أن من أعظم البلايا التي يمتحن بها الله العباد عند ظهور الإمام “أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُهُمْ شَابّاً وَ هُمْ يَحْسَبُونَهُ شَيْخاً كَبِيراً”.
وفي المحور الثاني من حديثه تحدث سماحته حول “أن نمهد له”، مبينا حول ذلك اننا “لو تأملنا كلمة الإنتظار، فنجد أن فيها جانب إيجابي، المريض ينتظر البرئ، يعني انه غير مرتاح لواقعه، وينتظر الشفاء، فإنتظار بدون تمهيد خطأ”.
ودعا سماحته الى العمل لترسيخ ثقافة الإنتظار الصحيحة، لربط الناس بإمامهم، بالإعداد لذلك، وإلا فما معنى أن نقرأ: “ونصرتي لكم معدة”..
وفي المحور الثالث من حديثه المتعلق بـ”أن نعيش معه”، قال سماحة السيد مرتضى المدرسي “اليوم تطور شركات التكنلوجيا الكبرى ما يسمى بالواقع الأفتراضي، وقبل أيام استحوذت شركة كوكل على شركة صناعة نظارات الواقع الافتراضي بحوالي ثلاثة مليارات دولار، كل ذلك ليكون بإمكان الإنسان أن يعيش في بيئة غير هذه البيئة التي هو فيها”.
واردف سماحته بالقول “لا أريد الخوض في هذه التكنلوجيا ومخاطرها، لكن ذكرت ذلك لتقريب الفكرة التي أود بيانها، وهي أن المؤمن وإن كان يعيش في غيبة الإمام إلا أنه يعيش مع الإمام”.
ولفت سماحته الى أن المحيط قد لا يكون ملائماً للمؤمن الرسالي الذي يحمل اهدافا عالية، بل قد تكون قاتلة له، فهو يحتاج إلى واقع معزز ليعيش مع إمامه وأنصار الإمام، ويخرج من هذه القوقعة التي هو فيها.
وتابع بالقول “خصوصا ونحن في العراق نجد هذه الحالة ومع شديد الأسف، كلما تحدثت مع احدهم يقارن نفسه باقرانه، وكأن هؤلاء هم الصواب، مبينا حول ذلك ان “ربنا امرنا أن نستبق الخيرات، امرنا ان نسارع الى مغفرة منه، المؤمن مبادر لتغيير الواقع، كذب من يقول لك لا يمكن، هؤلاء هم النفاثون في العقد الذين يجب أن نستعيذ بالله منهم”.
وخاطب سماحته الحاضرين بالقول: أنتم اليوم في موقع المسؤولية، اظهروا للجميع بأن الأمر ممكن، يمكن أن تجعلوا من هذه المستشفى نموذجاً على حب صاحب العصر والزمان، ولخدمة شيعة الإمام وبذلك ستكونون من أنصار الإمام.
وتلى كلمة سماحة السيد مرتضى المدرسي، فتح المجال للطلبة الحاضرين لتوجيه الاسئلة المختلفة في الجوانب التربوية والثقافية.