لعل كثير منا يتذكر تلك اللحظات المؤلمة والمشاهد المفجعة التي كنا نرى فيها كيف يذبح ويسحل الشهيد الشيخ حسن شحاته من قبل عصابات السلفية الوهابية في مصر، ليس لشيء فعله سوى ولايته لمحمد وآل محمد.
هذه المشاهد والتي كانت في مثل هذه الأيام تعود بذاكرتنا إلى تاريخ طويل من الإجرام بحق أتباع مدرسة الولاية، أتباع مدرسة الغدير، أتباع مدرسة أهل البيت، من قبل بعض أتباع منهج السقيفة.
لم أكتب هذه الكلمات لإثارة الطائفية ـ كما سيتهمني بعض المتأثرين بالإعلام العربي ـ وإنما أريد تذكير الشباب بأمور ثلاثة:
🔶 أولاً: عليكم أن تعرفوا قيمة هذه الولاية التي أنتم عليها، فهي لم تصلكم إلا بتضحيات الأخيار ودماء الأبرار من شيعة محمد وآله الأطهار.
🔶 ثانياً: إذا عرفنا قيمة هذه الولاية علينا أن نؤدي حقها وشكرها، فنكون زيناً لهؤلاء، ونكون خير خلف لخير سلف ولا نكون كما قال القرآن في أقوام {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.
فقد أمرنا الأئمة عليهم السلام، أن نكون زيناً لهم لا شيناً عليهم، وقالوا لنا أن القبيح من كل احد قبيح ومنا أقبح لقربنا منهم عليهم السلام، وهكذا علينا أن نكون دعاة لهم بغير ألسنة.
🔶 ثالثاً: من طحن صدر الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء، لن يتورع من سفك اي دم آخر، فلا تمنعه القوانين والأنظمة ولن تمنعه الأخلاقيات والمحاضرات الثقافية، وإنما الذي يمنعه من تكرار جريمته هو شيء واحد فقط وهو: المنعة والعزة، هو ما يعبر عنه بسياسة القوة الرادعة، فحين تكون قوياً يخشاك ولذا أمرنا القرآن بالإعداد فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة}، فالسلاح قوة، والعلم قوة، والإقتصاد قوة، والأواصر الإجتماعية والتجمعات الإيمانية وتنظيم المجتمع قوة.
وإذا ما حصل الشيعة على شيء من هذه المنعة والقوة فعلينا أن لا نفرط به لبعض الأفكار الخاطئة التي تبثها قنوات الفتنة وأبواقها، بل علينا أن نعالج مواطن الخلل فينا وأن نزداد قوة ومنعة لا للتعدي على الآخرين بل لمنع الإعتداء من قبلهم.