الهدى – متابعات
نظمت ممثلية المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله في كربلاء المقدسة مجلساً تأبينياً على أرواح شهداء القطيف والأحساء الذي قتلتهم أيادي الظلم من حكام آل سعود، وذلك يوم الأربعاء في 16 مارس/ آذار الجاري، حيث حضر المجلس حشد من علماء الدين وفعاليات المنطقة.
وأشارت حركة كتائب حزب الله العراقية الى “أن ما يتعرض له أتباع أهل بيت النبوة (عليهم السلام) على يد حكام بني سعود في أرض نجد والحجاز هو برهان واضح على مدى وحشية هذه العصابة وتعطشها للدماء بل ويثبت خطر وجودها على الإنسانية”.
وأكدت الحركة في بيان لها “أن ما ارتكبه الكيان السعودي من جرائم ومجازر بحق الأبرياء من بلد الحرمين الشريفين والعراق واليمن، وفي كل بلد أدخل به مرتزقته وأفكاره الوهابية الخبيثة بحماية ورعاية صهيونية، إنما يؤكد أنهم السبب الرئيس في عدم استقرار المنطقة”.
وكانت أوساط ومحافل سياسية عراقية مختلفة قد أدانت حملة الإعدامات الجديدة التي نفذتها مؤخرًا السلطات السعودية الحاكمة ضد عشرات المواطنين من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في مدينة القطيف.
واعتبرت أن حملة الإعدامات الجديدة نفذت بدوافع طائفية مقيتة، وهي تمثل استمرارًا لحملات سابقة، استهدفت خلال الأعوام الماضية الكثير من رجال الدين والناشطين والمطالبين بالحقوق المدنية الأساسية ممّن ينتمون الى مذهب ديني معين.
وفي السياق نفسه، اعتبر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي هذا الفعل انتهاكًا صارخًا وتجاوزًا لكل القوانين والأعراف والقيم والمبادئ، مؤكدًا في بيان له إدانته للنهج الدموي الذي طال مِن قَبل الشيخ نمر النمر وجمال خاشقجي وآخرين، لافتًا الى “أن الإعدامات لم تكن يومًا سبيل نجاة لأي نظام ظالم، أو تحفظ استقرار أي بلد ينتهجها، أو موضع تشريف يعزز ارتباطاته الخارجية، بل على العكس من ذلك، هي تمثل انتهاكًا صارخًا لكل القيم والأعراف الإنسانية”.
وطالب المجلس الأعلى في بيانه المجتمع الدولي بإدانة ذلك الفعل، ومطالبة سلطات المملكة باحترام مواثيق حقوق الإنسان، ووقف تنفيذ الإعدامات الظالمة بحق الأبرياء.
أما قوى الإطار التنسيقي، فقد أكدت في بيان صدر بعد اجتماع لقياداتها “إدانتها لهذه الجريمة المخالفة لمبادئ الديانات السماوية كافة والقوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”.
وجاء في بيانها: “إننا في الوقت الذي ندعو فيه المنظمات الحقوقية الدولية إلى أخذ دورها الحقيقي والتزام جانب الحياد وعدم الانجرار خلف سياسات المصالح الضيقة وتوجيهات الأنظمة الحاكمة، نؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة وضمان عدم تكرار حدوثها”.
يُذكر أن السلطات السعودية نفذت الجمعة حكم الإعدام ضد واحد وثمانين شخصًا من بينهم 41 من مدينة القطيف، بتهمة الإرهاب وفق أوامر ملكية عليا، وبحسب ما ادعت وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلًا عن وزارة الداخلية “فإن المتهمين منتمون لتنظيم “داعش” و”القاعدة” وأنصار الله الإرهابية، وتنظيمات إرهابية أخرى معادية للمملكة، وإنهم عملوا على استهداف دور العبادة وعدد من المقار الحكومية والأماكن الحيوية التي يقوم عليها اقتصاد البلاد، والترصد لعدد من المسؤولين والوافدين واستهدافهم، والترصد لرجال الأمن وقتلهم والتمثيل ببعضهم، وزرع الألغام وارتكاب عدد من جرائم الخطف والتعذيب والاغتصاب والسطو بالسلاح والقنابل اليدوية، وتهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة، وزعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، وإحداث الشغب والفوضى”. ويعتبر هذا العدد من المعدومين غير مسبوق، ويشكل مؤشرًا خطيرًا جدًا على انعدام معايير ومبادئ حقوق الانسان في “السعودية”، علمًا أن الأخيرة، وبحسب منظمة “العفو” الدولية، كانت قد أعدمت في عام 2019 حوالى 190 مواطنًا.