مناسبات

ثقافة الانتظار في مواجهة الفساد الثقافي والحقوقي

هذا الفساد الموجه إلى الفكر والعقائد والثقافة الاجتماعية بما يسمونه بالحرب الناعمة، او الغزو الفكري والثقافي للمجتمعات العربية والإسلامية ليخرجوا الناس من دينهم وافكارهم وعقائدهم كما نرى ونسمع في هذا العصر، فالحرب اليوم هي حرب افكار وثقافات، ثم حرب علم وارادات ويريدون فرض ثقافتهم وارادتهم وقراراتهم علينا بالقوة والإكرام.

 وعلى ذلك تجري عملية غسل الادمغة والعقول لدى شرائح الشباب خاصة لأنهم يشكلون رجال المستقبل فيحاولون السيطرة عليهم والتأثير على أفكارهم وغرس قيمهم الفاسدة بدلا عن القيم  الدينية والعادات الحضارية لنا.

🔶 نحن في حالة حرب حقيقية توجّه لاجيالنا لاسيما الضعيفين الشباب والنساء فتراهم يؤكدون على هذه الشرائح الاجتماعية دون غيرها وبالخصوص النساء

فنحن في هذا الحقل الحيوي في حالة حرب حقيقية توجّه لاجيالنا لاسيما الضعيفين الشباب والنساء فتراهم يؤكدون على هذه الشرائح الاجتماعية دون غيرها وبالخصوص النساء، لخبرتهم بأن المرأة اذا صلحت صلح الأسرة والمجتمع، وإذا فسدت، فسدت الحياة كلها ولذا شاعوا مقولة المستشرق الأوربي، ادوارد مونتاغيوا: “اقتلوا كل زينب في المسلمين”، لان زينب تمثل كل امرأة مسلمة وتذكرهم بالعفة والنزاهة وكل القيم الانثوية التي قتلوها في نسايهم.

📌 الفساد الحقوقي

 هذا الفساد هو  أعظم الفساد اذا ضاعت الحقوق بين البشر، وتحولت الدنيا إلى غابة  يقتل فيها القوي الضعيف، وإلى بحر ياكل فيه الكبير الصغير، ولم يظهر مثل هذا المظهر في الظلم والجور في التاريخ البشري منذ ابينا ادم، عليه السلام، وحتى الآن وربما هذا الفساد هو الذي سيؤدي إلى استغاثة العالم بالمنقذ والمخلص لأنهم يعيشون في حالة من الضياع الحقوقي، وإشاعة الظلم العالمي.

🔶 ينتشر الفساد بكل انواعه في مختلف مفاصل الحياة، وهذا ما يدعو الى حمل الثقافة المهدوية في التصدي لكافة انواع الافساد

 وهذا ما سيعم العالم ويؤدي إلى ظهور المصلح العالمي كما تؤكد الروايات الكثيرة كقوله، صلى الله عليه وآله: “القائم بالحق مهدي امتي الذي يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا”.

فالظلم ظلمات في الدنيا والآخرة وضياع الحقوق من أعظم الظلم الاجتماعي لما له من آثار وضعية تفسد الحياة كلها، حيث يختلط الحابل بالنابل، والحق بالباطل، فيضيع الحق على أصحابه وينتشر الباطل باساليبه فتفسد الحياة وتملا الدنيا ظلما وجورا، لان الحق ثابت ولا يبطله شيء.

 وعندما يتوارث الناس الحرام ويعيشون على السحت فسيتحول المجتمع إلى مجتمع يعيش الجاهلية بكل قيمها ومفاسدها وويلاتها، وهذا يستدعي حضور المصلح ليعيد الدنيا إلى الحق، ويشيع فيها العدل بصدق، وتلك هي رسالة الصلاح والإصلاح المهدوية العالمية.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا