من الناس من يفتخر بكثرة الاصدقاء من حوله ويسعى لزيادة عددهم بشتى الطرق والوسائل، ومنهم يكتفي بعدد قليل من الاصدقاء يختارهم وفق اسس يضعها هو لنفسه وبما يناسب توجهاته الفكرية والنفسية وطريقة تفكيره، ومنهم من يفضل ان يعيش لحاله رافضاً دخول احد في دائرته وحدود حياته، تلك هي قناعات الناس تجاه تكوين الصداقات والاصدقاء بصورة عامة، في مقالنا هذا سنتناول الاسس الموضوعية والمنطقية لاختيار الصديق والمعايير السليمة للصداقة الناجحة لأهمية الصداقة والاقران في حياة الانسان وصعوبة التخلي عنها.
⭐ ماهو الصديق في علم النفس؟
علم النفس درس الصداقات كثيراً وبين مفهوم العلاقات والصداقات وعرف الصديق على انه الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولا من الآخرين كما ينبغي سيما الصديق او الشخص الذي يقع عليه الاختيار ليكون قريب من النفس ومرآة عاكسة للروح.
⭐ مفهوم الصداقة:
مفهوم الصداقة في علم النفس هي: “علاقة ذات حدود واسعة وغامضة وحتى متغيرة، وتعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين وأشياء مختلفة لنفس الأشخاص في أوقات مختلفة؛ للتفكير والتواصل بشكل فعال حول الموضوع يجد الناس أنه من الضروري استخدام الفروق مثل الأصدقاء الحقيقيين، والأصدقاء المقربين، والأصدقاء العاديين، وأصدقاء العمل وغيرهم.
🔶 على الرغم وصف علم النفس للصداقة بالغموض إلا انه يشير الى حقيقة ان الصداقة تنمي مستويات النمو النفسي والصحة النفسية والرفاهية من الطفولة المبكرة حتى سنوات البلوغ الأكبر سناً
ويرى علم النفس ان الصداقة هي أحد الأهداف والدوافع الأساسية للذهن والنفس بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تلبي صداقات المراهقين والبالغين وظائف اجتماعية وإنسانية أخرى، مثل العمل كمصادر للدعم وتوفير فرص للإفصاح عن الذات والعلاقة الاجتماعية القريبة”.
🔶 يجب ان تتصف العلاقة بالالتزام الذي يعد من اكثر الاشياء يهتم به الجميع، فحين تكون العلاقة مغطاة بالمزاجية اصبحت علاقة مصالح وليست صداقة، والمعيار الدقيق والاكثر صوابية لالتزام الصديق هو وقوفه مع صديقه وقت الازمات
على الرغم وصف علم النفس للصداقة بالغموض إلا انه يشير الى حقيقة ان الصداقة تنمي مستويات النمو النفسي والصحة النفسية والرفاهية من الطفولة المبكرة حتى سنوات البلوغ الأكبر سناً، حيث خصص علماء النفس والسلوك الكثير من الاهتمام للصداقة قبل أواخر الستينيات من القرن الماضي، واستمروا بالحديث عنها في جميع منتدياتهم وتجمعاتهم وقد وضعوا محددات لاختيار الصديق، ومن يخالف هذه المحددات في الاختيار فأنه سيفشل وتذهب اختياراته مهب الريح وحينها سيعود الى المربع الاول حيث البحث عن صديق آخر.
⭐ ماهي المعايير التي بموجبها نختار اصدقاءنا؟
في الطبيعي ينبغي ان ختار اصدقاءنا بعناية ومن دون عواطف مبالغ فيها، فحتى وان خضع تكوين الصداقة الى الصدفة لكن الامر لا يعفي من التمحيص والتحقق مما سنقترن به، ومن اكثر الامور التي يجب ان نراعيها هي:
- من حيث الاختيار لابد من الشعور بمن نختارهم بأنهم قريبين منا نفسيا، وهذا الامر هو الذي يجعل الانسان يختار اصدقاءه ويختارونه طوعاً وبكامل ارادتهم وقد لخص احدهم هذا الشعور بالقول “أشعر أن أصدقائي هم عائلتي التي اخترتها”.
- من الامور التي يجب ان نهتم بها عند اختيار الصديق و الاستمرار معه هي الاستمتاع بصحبته حيث يتوفر جو نفسي امن ومريح وعلى العكس تبدأ الصداقة بالتلاشي عندما يصبح قضاء الوقت مع أحد الناس واجباً يجب القيام به ليس الا.
- يجب ان تكون الصداقة متضمنة منفعة متبادلة بين طرفيها و لا أعني المنفعة المادية ابداً بل اعني المنفعة المعنوية والتغير الايجابي المتبادل الذي يحدثه الصديق في الشخصية، اضافة تقديم المساعدة والدعم بكل اشكاله وقت الحاجة لذلك.
- يجب ان تتصف العلاقة بالالتزام الذي يعد من اكثر الاشياء يهتم به الجميع، فحين تكون العلاقة مغطاة بالمزاجية اصبحت علاقة مصالح وليست صداقة، والمعيار الدقيق والاكثر صوابية لالتزام الصديق هو وقوفه مع صديقه وقت الازمات، إذ لا يقدم المساعدة في هذه المواقف سوى الأصدقاء الحقيقيين بصرف النظر عن الصعوبات والانشغالات الأخرى التي تمنعهم من ذلك.
- يجب ان يسامح الصديق صديقه ويغفر له تقصير اتجاه ولا يظن به السوء ويحمله على محمل حسن الظن ويدافع عنه في غيابه كما في حضوره.
- الصديق الحقيقي هو الذي يقدم لصديقه النصيحة حين يرى منه امراً غير سوي ويساعده على تقويم سلوكه وليس الانتقاص منه او انتظار سقطوه وفشله كي يتشفى به.
هذه الفلاتر التي اشارنا اليها هي تحدد كون الصداقة حقيقية ام انها نزوة عابرة ومن يلتزم بهذه المعايير يستحق ان نتخذ منه صديقاً والا فالآخرين هم عابرون نراهم في حياتنا وتلك طبيعة الحياة ترينا الغث والسمين ونحن المعنيين بالاختيار بالدرجة الاساس، فحين لا تنطبق هذه المحددات على العلاقة لا نستطيع ان نقول عنها انها صادقة كاملة وهنا نحن امام خيارين ام التصحيح وتغير الصديق نحو الافضل او الانسحاب لكون الصداقة اسميه ليست حقيقية.