الهدى – كربلاء المقدسة
حذّر المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، من سقوط دول العالم في منزلق حربٍ عالمية جديدة.
وبيّن سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، بأن ويلات الحرب العالمية التي مرّت على العالم قبل ثمانية عقود، قد اختفت من وعي الأمم، بينما لا يزال السياسيون يتذكرونها جيّداً، ويدركون أن ظروفاً مشابهة لما نعيشه اليوم قد دفعت العالم آنذاك إلى تلك الهاوية، قائلاً: “و إذ أسأل الله سبحانه أن يهدي العالم من شرّ الحرب وويلاتها، أنصح نفسي وشعبنا العراقي بأن نعتبر بما جعل العالم اليوم على حافة مأساتٍ جديدة، وذلك بما يلي:
أولاً: إن الحروب المدمرة ورائها تقاطع المصالح، وتنمّر النزوات والعصبيات، مع إنعدام الحكمة، وعلينا أن نعرف بأن العراق الجريح وشعبه الممتحن، قد تعرض لمثل هذه الظروف طيلة العقود التي مضت، فلولا تضارب المصالح لما وقعت الحرب في الشمال، ومن ثم مع الجارة إيران، ولولا نزوات الديكتاتور البائد، لما كان هناك غزواً للكويت، والذي كلّف الشعب العراقي المليارات من الدولارات.
ثانياً: إن علينا أن نعتبر اليوم من ماضي بلادنا، ونعتبر بالأحداث المفجعة في العالم، فنستبدل ثقافة المصالح المتضاربة، إلى ثقافة التعاون والتكامل، وذلك بإعمال الحكمة البالغة، ونكبح جماح النزوات، وذلك عبر التشاور وتغليب مصلحة البلاد العامة على الرغبات الخاصة.
وختم سماحته كلمته بمخاطبة السياسيين في البلاد، بأن يستنزلوا رحمة الله سبحانه بأن يرحموا الشعب، وذلك بأن يتنازل كل طرفٍ إلى أخيه لتغليب المصلحة العامة، وإلا فإن الطوفان سيكون بإنتظار الجميع، والله المستعان.