الهدى – وكالات
مع تصاعد الخلاف حول الحجاب في ولاية كارناتاكا الهندية، ظهرت مقاطع فيديو لطالبة محجبة تتعرض للمضايقة من قبل طلاب هندوس يلوّحون بأوشحة الزعفران مرددين هتافات مثل “المجد للإله راما”، لترد عليهم الفتاة -بقوة وحسم- بتكبيرات زلزلت أرجاء الجامعة في مقطع حظي بانتشار واسع.
وكما في الفيديو، كانت الفتاة المسلمة وهي طالبة هندسة بجامعة (PES) بمنطقة مانديا في بنغالور (عاصمة الولاية)، تتجه نحو الكلية حين سار مجموعة من الطلاب يرتدون أوشحة الزعفران باتجاهها وهم يصرخون بشعارات هندوسية.
ولكن وعلى عكس المتوقع، فوجئ الطلاب الهندوس برد فعل الفتاة على هجومهم، حيث هتفت بقوة وشجاعة وهي رافعة يدها وصاحت في وجوههم بأعلى صوتها مرددة “الله أكبر”.
في غضون ذلك، سعت إدارة الكلية للتوسط في المشكلة ووجهت الطالبة إلى مكان منفصل، وشوهدت لاحقًا في مقطع فيديو تشكو من المعاملة التي تلقتها من قبل الطلاب الهندوس قبل أن تشق طريقها إلى قاعة الدراسة.
ونفت الشرطة المحلية أن يكون هناك أي توتر في الكلية، وأضافت أنها ستعمل على ضمان عدم وجود أي تهديد للسلام.
وتحول الخلاف بشأن الحجاب إلى أعمال عنف في الولاية، إذ تم الإبلاغ عن حوادث رشق بالحجارة في عدد من الكليات ومدارس ما قبل الجامعة، وأصيب العديد من الطلاب.
وألقت الشرطة القبض في جنوب الهند على 15 شخصا بعد اندلاع أعمال عنف جاءت عقب احتجاجات في جنوب الهند على قرار حظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية.
وكان قد تظاهر المئات في الولاية في جنوب الهند الاثنين احتجاجاً على القرار، وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المحتجين وهم يرفعون الأعلام الهندية في اثنتين على الأقلّ من مدن الولاية، في أحدث مسيرات احتجاجية على قرار منع ارتداء الحجاب في هذه المدارس.
ومن المتوقع أن تستمع المحكمة العليا في الولاية إلى التماس يطالب بإلغاء القرار قبل أن تقرر إن كانت ستلغيه وتسمح للتلميذات المحجّبات بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
وقالت مديرة المنظمة الإسلامية للفتيات في كارناتاكا سميّة روشان خلال مؤتمر صحافي الإثنين بحسب تقارير إعلامية إنّ القرار يتعارض مع الحقوق التي ينص عليها الدستور الهندي. واعتبرت منع الحجاب تعديا على قرار شخصي لا يؤذي أحداً.
وكانت السلطات الهندية قد أغلقت جميع المدارس الثانوية والكليات في الولاية لمدة ثلاثة أيام، وويقول منتقدو الحكومة الهندوسية القومية إن سياساتها تشجع المتشددين وترهب الأقليات في البلاد.