هل نتستطيع التواصل مع الآخرين بشكل صحيح؟
و ما هي نقاط القوة و الضعف في التواصل؟
وكيف يمكن التخفيف من حجم المشكلة؟
فن الاتصال مبني على ثلاث نقاط أساسية :
١ -الكلمة (مضمون الموضوع)، ونسبتها ٧ ٪، ولابدَّ من العناية بمغزى الحديث وبقوة فاعليته، فإذا كان الموضوع غير مهم فله الأثر في ضعف التواصل بين الطرفين .
٢ – نبرة الصوت، ونسبتها ٣٨ ٪، فمن يتكلم بصوت منخفض، وهو يعطي محاضرة، بداية نطلب منه رفع صوته، ومرة أخرى نطلب ذلك، أمَّا اذا استمر بصوته المنخفض انقطع الاتصال بينه وبيننا.
٣ -لغة الجسد، ونسبتها ٥٥ ٪، فمن ينظر للموبايل ـ مثلا ـ أثناء حديثك معه، يوصل لكَ رسالة أنَّ كلامك ممل، وهذا مزعج ويجعل المقابل ينهي الحديث.
ومن يحرِّك يديه بقوة ويتحرك بشكل كبير أثناء كلامه فهذا أمر متعب ومع الاستمرار ينقطع الاتصال أيضاً.
واذا دققنا لاحظنا أنَّ أعلى نسبةٍ؛ نسبةُ لغة الجسد، وأيضاً هيئة الشخص والكاريزما تلعب دوراً هاماً في التواصل وجودته.
صفات الرسالة الجيدة:
في كل تواصل هناك مرسِل، ومرسَل إليه و رسالة، وللرسالة ثلاث صفات أساسية:
١ – أن تكون الرسالة واضحة ومحددة؛ مثال: أن يطلب الزوج من زوجته فيقول لها بكل وضوح أنا لا أحب خروجك من المنزل بدون إذني، لا أن يقلب الدنيا على رأسها كلما خرجت، وهي لا تعلم بدقة ما الذي يزعجه.
٢ – أن تكون قصيرة ؛ بأن يكون الكلام بشكل مباشر ومحدد ومختصر، لا أن أتكلَّم لمدة من الوقت دون أن أخبر المقابل بما أريد بالضبط، بل أقول أحبُّ أن تسمعني عندما أتكلم .
٣ – عدم التشويش؛ فنبرة الصوت، حركة اليدين والجسم، شكل الوجه، كلها مؤثرات تؤثر في وصول الرسالة للمقابل بشكل صحيح، كأن أتكلم بصوت منخفض جداً بحيث تكون مزعجة للمقابل، كثرة حركة الجسم واليدين بصورة مزعجة، عدم النظر للمتكلم أثناء حديثه.
وعندها يكون الاتصال صحيح، يسمى ذلك بالتغذية الراجعة أي أنَّ الرسالة وصلت للمرسل إليه.
لغة الجسد، ونسبتها ٥٥ ٪، فمن ينظر للموبايل ـ مثلا ـ أثناء حديثك معه، يوصل لكَ رسالة أنَّ كلامك ممل، وهذا مزعج ويجعل المقابل ينهي الحديث
مهارات التفاوض مع الآخرين:
توجد بعض الأمور التي يمكن أن تساعد وتدعم مهارات التفاوض مع الآخرين ومنها:
١ – الاستماع الفعال :مثِّل الإصغاء مهارة من أهمّ مهارات الاتصال التي يجب استخدامها أثناء التفاوض مع الآخرين بطريقة صحيحة، حيث يساعد حسن الاستماع على جمع المعلومات الهامة من الشخص المقابل، وهو طريقة فعالة وقوية للتواصل، وصفة أخلاقية علينا أن نجعلها ملكة من مَلَكاتنا كما الصدق و اللطف وغيرها، ولكنها مهارة قلَّ من يتقنها مع أنها مهمة جداً، فإذا لم تستمع لمن حولك لن تفهمهم.
قال أمير المؤمنين، عليه السلام: “تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ“.
وللأسف؛ إن كثيراً من العلاقات الحميمة؛ علاقة إخوةٍ فيما بينهم، أو علاقة أمٍ بأبنائها، أو أبٍ بأولاده، وصلت إلى مراحل سيئة والسبب في ذلك عدم الاستماع.
كما أنَّ عدم الاستماع يضيع الوقت والجهد ومرات المال، ويؤدي إلى سوء الفهم بين الزوجين أو الأصدقاء أو الأهل، ونرى أنَّ الكل يريد الحديث والكل لايريد الاستماع.
٢ – الزمن :حيث يعدّ الزمن حليفاً للمفاوض إذا قام باستغلاله بالشكل المناسب من خلال عدم الاندفاع في الحصول على حلّ سريع بل اتخاذ خطوة خطوة في صعود السلم.
٣- التعاطف :وذلك من خلال محاولة فهم عواطف الآخرين، وأسباب سلوكهم، لفهم وجهة نظرهم
٤ – التأثير :من خلال استخدام كافّة المهارات السابقة في محاولة لفهم الآخرين والتأثير عليهم
أثناء التعرُّض لمشكلة أو اصطدام مع أحد، أنت أمام خيارين؛ إمَّا أن تتعامل بفعل أو بردة فعل ولكل منها نتائجها.
الاستماع الفعال: مثِّل الإصغاء مهارة من أهمّ مهارات الاتصال التي يجب استخدامها أثناء التفاوض مع الآخرين بطريقة صحيحة، حيث يساعد حسن الاستماع على جمع المعلومات الهامة من الشخص المقابل
لذلك علينا أن نساعد أنفسنا للسيطرة عليها، وهناك قانون يسمى بقانون الثواني العشر، فحين تأتيك الرغبة في الردِّ سريعاً على كلام سمعته أو موقف كنت فيه، توقف عشرة ثواني وتنفس بعمق ثم قرر ماذا ترد، خصوصاً حين يكون الكلام في وسائل التواصل وليس مباشر، وحين تقرر أن تأكل وأنت تعلم أنك أكلت بما فيه الكفاية، أيضاً توقف عشر ثوان وجرِّب التنفس العميق، وحين تقرر أن تشتري دون تخطيط مسبق توقف عشر ثوان وانظر، هل ممكن تأجيل ذلك أم أنَّه ضروري فعلاً، وحين تريد أن تتواصل مع الجنس الآخر فقط لأن الفرصة مناسبة توقف عشر ثوان وفكر في العواقب، وإذا أردت أن ترفع يدك لتضرب طفلك تمهل عشر ثوان وغيرها، فالكثير من ردات الفعل تستطيع التحكم بها بمجرد التوقف لمدة ومن ثَمَّ القرار.
تقنية المواقع الثلاثة :
وهي تعتمد على عملية التخيل.
الموقع الأول: النفس
الموقع الثاني: الآخر
الموقع الثالث: المراقب
لتطبيق هذه التقنية يلزمك ثلاثة كراسي أو مواقع
أولاً: حدد المشكلة أو الموقف الذي يسبب لك انزعاج من شخص معين (صديق،أخوك،أختك) وضعه في عقلك.
إجلس في موقعك أنت الآن نفسك، حدد نزاع أو اختلاف في وجهات النظر مع شخص، أنت الآن جالس تستمع إلى الحوار، وترى بعينك المشهد بكل تفاصيله مع الشخص الآخر، فالصورة أمامك الآن والحوار على أشده ماهو أحساسك تجاه الشخص والموقف؟ حدد شعورك.
ثانياً :انتقل إلى موقع الشخص الآخر الذي بينك وبينه مشكلة (الكرسي الثاني) أنت الآن هو، والآن تخيل الموقف من وجهة نظره هو، انظر إلى نفسك جالس يتكلم، وينفعل، ترى المشهد نفسه..تراقب نفسك الآن.
ماهو شعورك تجاه نفسك الآن؟
هل هو الشعور نفسه في الموقع الأول؟ ربما وجدت ما لا يعجبك
وإن كنت في خصومة أو جدال مع الشخص المقابل، فستجد أنَّ هناك ماتود لو لم تفعله.
ثالثاً: انتقل إلى الكرسي الثالث كمراقب لك ولصديقك، الآن أنت تنظر إلى ما يجري بينهما، تستمع إلى النقاش. ماهو شعورك الآن أيضاً؟
سوف تلاحظ أنَّه مختلف أيضاً؛ وستلاحظ أنَّ المشكلة قلَّت بنسبة عالية، وهذا بسبب رؤيتك لها بأكثر من وجهة نظر، وبعيون مختلفة، وعند وضوح أخطاء الذات (الصوت مرتفع أو لغة جسد مزعجة، ردات فعل مستفزة)، وعند معرفتها والاعتراف بها ستتمكن من تلافيها في المرات المقبلة، وأيضاً فهمك للآخر يساعدك في طريقة التعامل معه وأحياناً إعطاءه الأعذار.