بسببه تسود روح الحقد والبغضاء، ويتعكر صفو العلاقات المجتمعية تحدث فجوة بين فئات المجتمع وصنوفه، و يثير سخط الناس ويشعل فيهم نار الكراهية.
وبسببه ايضاً؛ يجعل من يتصف به منبوذاً، و ربما معزولاً عن الناس، وبموجبه يستبد الإنسان، وقد يصل به الامر الى اذية من حوله.
و يصبح حب الظهور والانانية ابرز ما يميز السلوك، فيجنح الإنسان الى الرغبة العارمة الى سماع المديح والثناء وان كان كاذباً في محاول منه للتغطية على نقائصه وعيوبه، ولا يهتم بتهذيب نفسه، وتلافي نقائصه، ما يجعله هدفا لسهام النقد.
انه مرض التكبر الذي اصبح ظاهرة مجتمعية تفتك بآدمية الإنسان وتخلق فوارق طبقية غير منطقية لما لها من الاثر السيئ الذي لا يرضاه كل لبيب على وجه المعمورة.
يقول احد المختصين النفسيين يقول ان “التكبر صفة نفسية ليس لها علاقة بما يمتلك الإنسان ولا بما يفعل من إنجازات فهناك من يحقق الكثير من النجاحات و الإنجازات لكنه يحافظ على صفة التواضع مدى حياته
الدراسات النفسية التي أجريت لمعرفة سيكولوجية التكبر تقول: إنها من اكثر السلوكيات البشرية خبثاً، فهو سلوكية غير اخلاقية لها اسبابها النفسية التي جعلت منها ظاهرة تستشري في عالمنا المعاصر حتى صرنا نستغرب من كون احد ذو مال او جاه او منصب او شهادة غير متكبر في الوقت الذي كان فيه التكبر يمثل نسب ضئيلة جداً.
وفي السياق ذاته يقول احد المختصين النفسيين يقول ان “التكبر صفة نفسية ليس لها علاقة بما يمتلك الإنسان ولا بما يفعل من إنجازات فهناك من يحقق الكثير من النجاحات و الإنجازات لكنه يحافظ على صفة التواضع مدى حياته، وهناك من يحقق في حياته أمور بسيطة فيظن أنه هو الأفضل والأذكى”، وهذا الرأي اعتقد انا شخصياً بأنه مصيب و اتبناه عن قناعة لاتفاقه مع الشواهد التي اراها في مجتمعنا كل يوم.
يعيش المتكبرون في شك بأنفسهم بسبب تدني مفهوم تقديرهم لذواتهم وذلك الشك يجعلهم يفكرون في الولوج نحو التكبر على الآخرين لتعويض الثقة بالنفس المصطنعة وغير الطبيعية، غير آبهين للنتائج والاثار ومنها نظرة المجتمع الى المتكبر.
ومن غباء المتكبرين انهم قد يحققون بعض الإنجازات في حياتهم التي تُعد في نظره إنجازات عظيمة لكنها في الحقيقة غالبا ما يراها الناس بسيطة، كأن يحصل على شهرة أو منصب أو شهادة جامعية أو نجاح في مشروع معين؛ مثل هذه الإنجازات غالبا ما تجعل المتكبر يزداد إعجابا بنفسه.
من المهم عدم منافسة المتكبر لكونه يبحث عن الافضلية دائماً فالانسياق معه ومجاراته يُعزز من نظرته الفوقية لنفسه
صفات الإنسان واخلاقياته سواء كانت ذميمة او كريمة هي انكاس طبيعي للنفس البشرية، فالكريم يُمتدح، و يُراد له ان يصبح سمة غالبة، أما الذميم فيراد له ان يبحث في اسبابه ومحاولة ايجاد حلول او معالجات له، وهنا سنمر بأكثر المسببات لمرض التكبر وهي:
اولاً: انعدام الامن النفسي لدى الشخص المتكبر مما يجعله في حالة تخبط بسبب شعوره بالضعف الداخلي وبتدني قيمته.
ثانياً: مقارنة الإنسان لنفسه بالآخرين وهذه المقارنة ستجعله يبالغ في تقدير ذاته مما يجعله يعيش حالة من ضعف الادراك الواقعي لكون يفكر دائما في المحافظة على قيمة ذاته التي يراها مرتفعة.
ثالثاً: مغالات الإنسان ورفضه تقبل الحقائق كما هي والميل الى تخيل النفس على حالتها المثالية وهو بذلك يفرط في الإعجاب والزهو بها، ونحو ذلك من مثيرات الأنانية والتكبر لدى الإنسان للأسف.
رابعاً: وقد يكون التكبر ناشئ بباعث العداء او الحسد مما يدفع المتصفين بهذه الصفة على تحدي دائم مع الاقران او المحيطين رغم انهم لم يعلنوا هذا الصراع لكنه يظهر جلياً خلال السلوكيات سيما في المناسبات العامة.
كيف نواجه المتكبرين؟
من اهم المعالجات التي يمكن ان تردع المتكبر هي:
اولاً: عدم الالتفات الي تصرفاته التي يريد من خلالها جذب النظر وتجاهل حديثه وعدم الاشتراك معه مجاملة ليستشعر حجم الخطأ الذي يقوم به، وهذا التجاهل سيطفئ توهجه مع ايصال رسالة رمزية له تدعوه الى ان يتوقف عن هذا السلوك غير المحبب.
ثانياً: اعادة الثقة للنفس هي احدى مفاتيح حل مشكلة انعدام الامان النفسي وبالتالي ايقاف سلوكية التكبر.
ثالثاً: من المهم عدم منافسة المتكبر لكونه يبحث عن الافضلية دائماً فالانسياق معه ومجاراته يُعزز من نظرته الفوقية لنفسه.
رابعاً: يستطيع الإنسان مقاومة تكبره عبر مجالسة الفقراء ومشاركتهم افراحهم كما احزانهم وأن يحرص أن يقضي كثيرا من حاجاته بنفسه ليكسر شوكة التعالي التي بين جنبيه.