خلق الله ـ سبحانه وتعالى- الانسان وخلق الى جانبه الحيوان الذي ثبت علمياً منذ أمد بعيد مدى تأثيره الايجابي على حياته من نواحي عدّة، لعل أبرزها؛ توفير المأكل، والملبس، والتنقّل، اضافة الى الاستفادة منها كعامل مساعد لانجاز مختلف الاعمال، ولدى قرائتنا القرآن الكريم في سورة النحل، نجد الوصف الرائع للغاية من خلق الحيوانات بعد خلق الانسان: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ}.
ومع تطور الفكر البشري ارتقت الفائدة من الحيوان الى مراتب عليا عندما تمكن الانسان من استخراج الدواء من الحيوان لمعالجة الامراض التي يعاني منها البشر.
الإسلام يحفظ حقوق الحيوان
وتميّز الاسلام في أنه وضع أحكاماً وقوانين لطريقة التعامل مع الحيوانات بشكل عام، كما فرض أحكاماً تندرج ضمن مصطلحات اليوم بـ “حقوق الحيوان”، تدعو الى العطف عليها، وتجنب تعنيفها، وفيما يروى عن النبي الأكرم والأئمة المعصومين، صلوات الله عليهم، الكثير من الشواهد الدالّة على اهتمام أهل البيت، عليهم السلام، بالحيوان، لاسيما الحيوانات الأليفة والداجنة، منها قصة النبي الأكرم مع الهرّة التي وجدها نائمة على ردائه، فبقي جالساً ولم يوقظها، وما يروى اهتمامه بالدجاج والخراف، و لعل أشهر ما يروى عن النبي الأكرم ما شاهده ذات مرّة من مكاشفات الغيب، أن امرأة تعذب في النار فسأل جبرائيل عن شأنها فقال: إنها دخلت النار بسبب هرّة حبستها حتى ماتت جوعاً.
أثبت الباحثون في معهد التأهيل في جامعة روستوك بألمانيا، وقسم البيئة والصحة الحيوانية في السويد، وقسم البيولوجيا السلوكية بجامعة فيينا، أن المربين للحيوانات الأليفة يكونون أقل عرضة للاكتئاب
أما عن الأئمة المعصومين، عليهم السلام، فهناك شواهد عدّة، أبرزها الالتفاتة العظيمة لسيد الشهداء الامام الحسين، عليه السلام، في تلك اللحظات الحاسمة والعصيبة عندما اصطدم بجيش الحر الرياحي، فالجميع كانوا يفكرون بالمواجهة العسكرية، وما تؤول اليه الاحداث، واذا بالامام الحسين يأمر بأن يُسقى اصحاب الحر بالماء عندما لاحظ عطشهم الشديد، ولم يكتف بهذا، بل أمر بأن “رشفوا الخيل ترشيفا”، وهي التفاتة ذات دلالة علمية رائعة تكشف عن معرفة الامام بضرورة ترشيف وجوه الخيل بالماء قبل إروائها.
وهناك روايات عن أمير المؤمنين وعن الامام السجاد، عليهما السلام، تنهي عن ضرب الحيوان او قتله دون سبب، إلا لغرض الصيد، او توقّي مخاطره وأضراره.
الحيوانات الأليفة ومعالجة حالات الكآبة
ما نريد تسليط الضوء عليه في هذا المقال، الآثار الايجابية لتربية الحيوانات الأليفة في حياتنا اليومية، فإلى جانب الفوائد الاقتصادية المعروفة لتربية الدواجن والاسماك والماشية، وما تحققه من أرباح بمليارات الدولارات لعديد من دول العالم، وكما يفعل الشيء نفسه، وبشكل محدود بعض العوائل في بيوتها ومزارعها، فان ثمة آثار ايجابية على الصحة النفسية للانسان، تتركها حيوانا أليفة وجميلة مثل بعض طيور الزينة ومنها؛ “البلبل”، و”الكناري” وغيرها، حيث تضفي بتغريداتها واصواتها العذبة، أجواءً من البهجة والارتياح.
وقد توصل الباحثون الى نتائج مهمة في الآثار الإيجابية لتربية الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية والبدنية للانسان.
فقد أثبت الباحثون في معهد التأهيل في جامعة روستوك بألمانيا، وقسم البيئة والصحة الحيوانية في السويد، وقسم البيولوجيا السلوكية بجامعة فيينا، أن المربين للحيوانات الأليفة يكونون أقل عرضة للاكتئاب، كما توصلوا الى فوائد عدّة لتربية هذه الحيوانات على نفسية الانسان منها؛ تقليل التوتر والقلق، وتخفيف الشعور بالوحدة، بل وتوصلوا ايضاً وجود علاقة بينها وبين تراجع الاصابة بالسكتات القلبية، وهذا أمر طبيعي، لان أغلب السكتات القلبية، وأمراض الجهاز الوعائي (الأوعية الدموية)، تأتي من الضغوط النفسية والتوتر العصبي المستمر، وذهبت هذه البحوث الى أبعد من هذا عندما ربط بين تربية الحيوانات الأليفة وإطالة عمر الانسان، وهذا بسبب ما تثيره هذه الحيوانات من مشاعر المرح والودّ والعطف في حياة الانسان.
الآثار الايجابية للكبار والصغار
تربية الحيوانات الأليفة وتوفير الطعام والشراب والمكان المناسب يحفّز في نفس صاحبه مشاعر السلام والودّ، وتجاوز المشاكل الجانبية التي تشغل اذهان الكثير هذه الايام، كما تفتح لصاحبها آفاق علمية في هذا الجانب مع المختصين للتعرّف على تفاصيل غاية في الاهمية عن علاقة الحيوان بالانسان، فيما يتعلق بالامراض المشتركة بين الحيوان والانسان، وطريقة التعامل الصحيح مع هذه الحيوانات، كما يكسب الكبار بالسن قوة المناعة وتحسين المزاج بفعل أجواء المرح والارتياح مع هذه الحيوانات.
الفوائد التي نجنينها من تربية الحيوانات على الاطفال والمراهقين فكثير من الابحاث أكدت أن الحيوانات المنزلية تعلم الاطفال الرحمة والرأفة والتعاطف مع الآخرين لان الحيوانات تكون محبة لصاحبها
أما الفوائد التي نجنينها من تربية الحيوانات على الاطفال والمراهقين فكثير من الابحاث أكدت أن الحيوانات المنزلية تعلم الاطفال الرحمة والرأفة والتعاطف مع الآخرين لان الحيوانات تكون محبة لصاحبها، ولا تعصي الأوامر، ولا تشتكي او تفتعل المشاكل، بالمقابل فهي تعلم الاطفال والمراهقين عدم العدوانية والشراسة في التعامل، وبالنسبة للبالغين تعلمهم تحمل المسؤولية والاهتمام وتطوير ذاته وتحفيز مشاعره بانه مسؤول عن كائن حيّ له روح، ثم استشعاره السعادة والفرح عندما إطعامه والاعتناء به.
بالنهاية؛ نتمنى من الجميع ان يكونوا سبباً في توعية الناس على العطف والرفق بالحيوان وتقليل العنف غير المبرر تجاهه، والانتباه الى ان العنف اذا الصبح عادة ضد الحيوان قد يكون سبباً للعنف والاسلوب العدواني في المجتمع فكما لتربية الحيوان اثار ايجابية في تقليل التوتر والاكتيئات فان العنف ضد الحيوان –خاصة عند الاطفال- يؤدي الى تنمية مشاعر العدوانية والعنف لديهم .
عاشت ايدج دكتوره زهراء مقال لطيف فعلا ياثر ع تربيه و يعلمنا تحمل مسؤوليه 👏♥️