الهدى – خاص
استضاف منتدى القرآن الكريم، يوم الخميس الماضي، في ملتقاه الاسبوعي ،نجل سماحة المرجع محمد تقي المدرسي، دام ظله، السيد صادق المدرسي، في منطقة الحبيبية بالعاصمة بغداد
وتطرق السيد المدرسي حديثه الذي كان عن (بناء الانسان الرسالي)، ان الإنسان هو المسؤول عن تربية نفسه، مبينا ان من لم يكن له واعضاً من نفسه لم ينفعه وعض الناس كما جاء في الحديث عن أمير المؤمنين “عليه السلام”.
وأضاف ان الانسان ربما يواجه في مسيرة حياته عوامل متعددة تدخل عليه وتصوغ منه شاكلة معينة وشخصية معينة ولكن ما ميز الإنسان عن سائر المخلوقات أنه بالإمكان تغيير شاكلته وتغيير شخصيته وبالتالي كما أن الله سبحانه وتعالى أعطى هذه الإمكانية للإنسان من جهة وَكَّل الإنسان أو جعل هذه المسؤولية على الإنسان أنه لا بد أن يربي نفسه وهذه التربية لها كلام وأوجه متعددة من الحديث مرة نتحدث عن التربية الروحية مرة نتحدث عن التربية الأخلاقية مرة نتحدث عن التربية النفسية وإلى آخره ولكل واحدة من هذه الأقسام أيضاً حديث متشعب .
وأوضح إن خلقة الروح معقدة جداً فحينما يتكلمون علماء الطب أو علماء الأحياء عن خلقة جسد الإنسان فيتكلمون عن النظام العجيب الذي يحكم جسد الإنسان وإن هذا كله إذا كان الكلام عن الجانب الروحي وفهم روح الإنسان ونفسه الباطنية فإن هذا الكلام ضئيل جداً لأن نسبة التعقيد الموجودة في جسد الإنسان أقل بكثير من نسبة التعقيد الموجود في روح الإنسان.
وتابع ان أي منهج أراد أن يفسر العمليات النفسية من جهة أو البناء الإنساني الباطني من دون رؤية السماء ومن دون الفلسفة الإلهية لخلقة الإنسان والنظرة السماوية للإنسان فإنه لن يصل إلى أي شيء بل لا يزيده كثرة المسير إلا بعداً عن الهدف .
وفيما يتعلق بنقاط تصحيح المسير، بين السيد المدرسي ان النقطة الأولى هي تصحيح المسير، اما النقطة الثانية فهي تتعلق بإصلاح الشاكلة لأن الآفات الروحية التي يصاب بها الإنسان تؤدي إلى ضنك في المعيشة، مضيفا ان النقطة الثالثةترتبط بتنقية المحيط .
ولفت السيد صادق المدرسي في ختام حديثه الى ان كل ما سبق يحتاج أولا إلى الاهتمام ومن ثم للمعرفة، مستشهدا في ذلك بقول أمير المؤمنين “عليه السلام” حيث يقول: (أعظم الجهل جهل المرء أمر نفسه).