الهدى – وكالات
لاقت الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي بحق الشعب اليمني سيما في الحديدة وسنعاء وصعدة استنكاراً واسعاً من قبل منظمات إنسانية دولية ومحلية، داعيةً إلى وقف التصعيد غير الإنساني والذي حصد أسفر عن مئات الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية.
المندوبة النرويجيّة لدى الأمم المتحدة، مونا جول، للصحفيين، إن الغارات الأخيرة للتحالف “غير مقبولة”، مضيفة بالقول “نحن قلقون للغاية… وندعو إلى نزع فتيل التصعيد وضبط النفس”.
من جهته، مدير مكتب مسؤول الشؤون الإنسانية في صعدة، مجد الدين الرازحي قال: إن “هناك العشرات من الضحايا تحت الأنقاض حتى اللحظة”.
وأضاف الرازحي: “دعونا المنظمات الدولية لمعاينة موقع المجزرة للوقوف على هول الجريمة”، مؤكداً أنه “لم يتم التجاوب من جانب المنظمات الدولية مع دعوتنا لزيارة موقع المجزرة حتى الآن”.
رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان، فيوليت داغر، بدورها أكدت أن “المجزرة تدل على هستيريا من جانب الخاسرين”.
وفي حديث صحفي قالت داغر إن: “هدف التحالف السعودي هو وضع اليد على اليمن لكنه لن يحقق ذلك”، مبينة أن “فشل التحالف في تحقيق أهدافه يؤدي إلى المزيد من الجرائم”.
وأشارت إلى أن “المرحلة الحالية ترسم توازنات جديدة ستعيد لليمنيين حقوقهم”، وأن “الصهاينة هم من يديرون الحرب على اليمن من الخلف”.
إلى ذلك، قال المتحدّث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بشير عمر، لوكالة الصحافة الفرنسية: “هناك أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح” في “مركز احتجاز” في صعدة، معقل الحوثيين، مشيراً إلى أن “الأرقام في تزايد”.
وأضاف عمر أن الحصيلة تستند إلى “أعداد القتلى والجرحى الذين وصلوا إلى مستشفيين تدعمها اللجنة في صعدة وهما مستشفى الجمهورية ومستشفى الطلح”.
رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في اليمن أحمد مهات أكّد في بيان أنّ “مستشفى الجمهورية في المدينة تلقّى حتى الآن نحو مئتي جريح”.
وأشار إلى أنّ المنظمة “تبرعت بمعدات طبية للمستشفى”، مضيفاً “نعلم أن هذا ليس كافياً للتعامل مع كل الإصابات”.
وأفادت منظمة “سيف ذا تشيلدرن” الدولية التي تتّخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرّاً لها، بأنّ 3 أطفال على الأقل استشهدوا في غارة جوية على الحديدة غرب اليمن.
مجموعة “نت بلوكس” التي تتعقب أعطال شبكات الإنترنت على حسابها على “تويتر”، أعلنت “انقطاع الاتصال بالانترنت في كل اليمن” بعد الغارات.
في سياق متصل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غارات التحالف على مركز اعتقال في مدينة صعدة اليمنية الجمعة وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ودعا لإجراء تحقيقات سريعة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة.
كما دعا غوتيريش في تصريحات للصحفيين إلى وقف التصعيد في اليمن وإنهاء ما وصفها بالحلقة المفرغة التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وأضاف أن اليمن يحتاج إلى وقف لإطلاق النار وفتح الموانئ والمطارات، وبدء حوار جاد لحل الأزمة في اليمن.
ويشن التحالف السعودي حملة عسكرية واسعة على اليمن بعد أيام قليلة على استهداف أنصار الله بصواريخ وطائرات مُسيّرة أبو ظبي في الإمارات، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار.
وهو الأمر الذي تسبّب بارتقاء مئات الشهداء والجرحى جرّاء غارات للتحالف السعودي التي تستهدف المدنيين بشكل عشوائي إلا أن مجلس الأمن اليوم دان ما وصفه “بالعدوان الإرهابي الوحشي على أبوظبي وعلى مناطق أخرى من السعودية”.