الهدى – كربلاء المقدسة
اختتم أكثرُ من (30) موكباً عزائيّاً من العاصمة بغداد بكرخها ورصافتها، مراسيمَ عزاء ذكرى رحيل السيّدة أمّ البنين (عليها السلام)، في رحاب المرقدَيْن الطاهرَيْن للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، وذلك مساء يوم أمس الجمعة، (17 جمادى الآخرة 1443هـ) الموافق لـ(21 كانون الثاني 2022م)، وسط إجراءاتٍ تنظيميّةٍ وتنسيقيّة عالية من قِبل قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة في العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية.
ويعد هذا الموكبُ العزائيّ أحد أضخم المواكب التي وفدتْ لتقديم تعازيها ومواساتها بذكرى وفاة سيّدة الوفاء والإيثار أمّ البنين(عليها السلام)، التي شهد إحياءُ مناسبتها هذا العام ازدياداً ملحوظاً في عدد المواكب الوافدة من داخل محافظة كربلاء المقدّسة وخارجها، والتي بدأت نشاطها العزائيّ منذ أكثر من خمسة أيّام.
وعلى وقعٍ شعائريّ حزين وبقلوبٍ يعتريها الأسى، توافدت هذه المواكبُ على شكل كراديس ومجموعاتٍ عزائيّة نحو مرقد الإمام الحسين(عليه السلام)، حيث كانت محطّتها العزائيّة الأولى في رحاب صحنه الشريف، لتنطلق بعد ذلك صوب المُعزّى والمُواسى بهذه المناسبة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، فما لا يزال محبّو أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم يعيشون أجواء هذه الذكرى، لاطمين صدورهم، دامعةً أعينهم، صادحةً حناجرُهم بأشجى القصائد التي لامستْ كلماتُها قلوب جميع مَنْ تواجد في جوار المرقد الطاهر، مستحضِرين من خلالها ما كُتب عن هذه السيّدة العظيمة وعن مواقفها التي خلّدها التاريخ، لتكون علامةً للحزن والوفاء معاً.
يُذكر أنّه بالرغم من اختتام مراسيم عزاء هذه المناسبة، لكن ما زالت بعضُ المواكب متواصلةً بنزولها من داخل كربلاء المقدّسة وخارجها، وذلك انطلاقاً من قول الإمام الصادق(عليه السلام): (أحيوا أمرَنا رحِمَ اللهُ مَنْ أحيا أمرنا)، وللوفاء لهذه السيّدة الجليلة وبيان مظلوميّتها ومنزلتها عند أئمّة أهل البيت(عليهم السلام).