الهدى – متابعات
قال الكاتب علي ال غراش، انه و “مع بداية العام الميلادي تطل الذكرى السنوية لإعدام آية الله الشهيد الشيخ نمر النمر -رضوان الله عليه- وتمر هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة لتلك الجريمة البشعة تحت عنوان” ، لافتا الى انها جريمة قتلت جسد الشيخ النمر، ليتحول إلى شهيد عظيم، وشاهد على ما وقع من جرائم وانتهاكات وحشية وقتل أبرياء… وما سيقع من تغيير”.
واضاف آل غراش في مقالة نشرت على موقع تقريب، وتابعتها مجلة الهدى، ” إن جريمة قتله ظلما ساهمت في احياء ذكر الشهيد النمر أكثر وأعظم، وانتشار فكره وكلماته في كل عام حيث انها تزداد اتساعا ويتعرف الكثير من أبناء الوطن والخليج والعالم العربي والعالم الكبير أكثر وأكثر مما أن كان حيا بجسده فهو حيا بفكره ومنهاجه، برغم محاولات السلطة وإعلامها بتشويه سمعة الشيخ والترويج لكل مخالف للحقيقة، ولكن الله -سبحانه وتعالى- قد اظهر الحقائق عبر وسائل كثيرة جدا، وقد أخذت الناس تبحث عن كلمات الشيخ الموجودة على برامج التواصل بالصوت والصورة ليتعرف الجميع أن الشيخ كان حاملا لهموم الناس وقد طالب بحقوقهم الإنسانية والوطنية وانه كان مناصرا لقضايا الأمة العربية والإسلامية -وخاصة قضية القدس فلسطين-، ونصرة المظلومين والمضطهدين في العالم، و انه صوت فوق الطائفية بل رمز للمعارض باسم كافة المواطنين شيعة وسنة، بل إنه دافع وطالب بالإفراج عن معتقلي الرأي إخوانه السنة”.
واشار الى ان “تداعيات جريمة سفك دم فقيه الأمة الشهيد سماحة الشيخ نمر باقر النمر -رحمه الله- مازالت قائمة بعدما صبغت بداية كل عام ميلادي بلون الدم لترسيخ الثورة ضد الظلم والفساد والاستبداد والطغيان، لأنها ارتبطت بذكرى جريمة بشعة وحشية قامت بها سلطة الرياض، بإعدام عالم دين يؤمن بالعدالة والحرية والكرامة والتعددية، رجل دين شجاع، سعى للمطالبة بالإصلاح والحصول على الحقوق ورفض الظلم والفساد والاستبداد، ورفض العنف والسلاح .. انه الشهيد سماحة الشيخ نمر النمر -رحمه الله- وقد تم اعتقال وقتل من سار على دربه من الشهداء الأبرار المظلومين، وخاصة الشباب الذين قتلوا معه في نفس اليوم: الشهيد علي الربح والشهيد محمد الشيوخ والشهيد محمد الصويمل”.
وقال “اني أؤمن بأن الشهيد الشيخ نمر النمر قد قتل في اليوم الأول من شهر يناير من عام 2015 المصادف يوم جمعة حيث اعتادت الحكومة السعودية بتنفيذ أحكام الإعدام في هذا اليوم، وهكذا كانت جريمة إعدام الشهيد الشيخ نمر النمر قد قتل في ذلك اليوم ظلما وجورا، ولكن الحكومة اعلنت عن جريمتها قتل الشهيد الشيخ النمر في اليوم الثاني من بداية العام الميلادي؛ بعد قيامها بتنفيذ الجريمة قبل يوم عبر قطع رقبته وفصلها عن جسده الشريف بسيف الإجرام الحكومي ثم اعتقال جثمانه وتغييبه واخفائه ودفنه في مكان غير معروف بلا غسل وتشييع حسب مراسم عقيدته – كما تدعي الحكومة التي لا يمكن تصديق روايتها، بعد كذب روايتها باعتقاله وإعدامه ودفنه بدون حضور اي شخص من أهله أو محامي، وليس معلوم الكيفية التي تمت بها”.
وتابع بالقول ان “معظم المراقبين والمتابعين داخل الوطن وخارجه لم يتوقعوا ان تقوم سلطة الرياض بإعدام الشهيد النمر؛ لأن هذه العملية ستؤدي إلى مخاطر لا أحد يعلم مداها، نظرا لمكانته الدينية العالية في الحوزة الشيعية وبين العلماء الكبار، ولدى عموم الطائفة الشيعية في الخليج والعالم، والمطالبات الدولية من حكومات ومؤسسات وجمعيات دولية وعالمية حقوقية بعدم إعدامها، وتحذيرها من أن العملية قد تؤدي إلى إشعال المنطقة؛ لكن النظام نفذ الجريمة بدم بارد يعبر عن إرادة الإنتقام من الشيخ النمر، مما شكل الخبر صدمة للجميع ليس فقط لمن يعارضون سياسة النظام السعودي بل حتى من قبل المؤيدين له لم يتوقعوا أن تقدم الحكومة بهذه الجريمة وكيف ستكون ردود الأفعال داخل المملكة وخارجها.
وبين الكاتب في مقاله ان الشهيد الشيخ النمر قدم دمه ليفتح ويمهد طريق التضحية والشهادة في سبيل الإصلاح والعدالة والحرية والكرامة في منطقة الخليج، وستبقى دماء الشهيد النمر وبقية الشهداء الأبرار تنير درب المقاومة لهذا الجيل والأجيال القادمة “.
وشدد على ان “ما حدث باعدام الشهيد الشيخ النمر عملية إجرام شنيعة بقتل روح بريئة، وان عدم تسليم جثته إلى أهله ومحبيه؛ تجعل حرارة الجريمة ..قائمة، وستبقى المطالبة بتحقيق العدالة وبجثمانه ودفنه بما هو لائق لشيخ الشهداء… مستمرة، وعندما يحدث ذلك سيحدث حراكا وثورة، فكلماته زئير أقوى من صوت الرصاص واسمه يرعب القتلة وأعداء الحق والعدالة والحرية والكرامة”.