شهد لها بالعلم الإلهي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، والائمة عليهم السلام؛ قال النبي الأكرم: “انا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة علاقته والائمة من بعدي عموده يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا”.
وعرفت بعلمها حتى أنه اُطلق عليها العليمة، والعالمة، الحكيمة، وغيرها من الالقاب الدالة على مكانتها العلمية العالية ان الله ـ تعالى ـ أكرم اهل البيت، عليهم السلام، وجعلهم اساس الدين وعماد اليقين وأثبت لهم حق الولاية وخص بهم لواء الخلافة ليفي إليهم القاصرون ويلحق بهم الناقصون.
كانت السيدة من أهم اركان اهل البيت عليهم السلام، اما علمها المكتسب فقد تعلمته من المعلم الأول في الإسلام والدها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كانت تستفسر منه عن الكثير من الأمور، حتى بعد زواجها تزوره ليرفدها بالعلم.
ونتيجة ما كسبتْ من علم خلّفت لنا ما يسمي المورخون بمسند فاطمة وكتب المورخون كتبا بهذا العنوان جامعين فيه الأحاديث التي نقلتها السيدة فاطمة، عليها السلام، عن والدها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبعض من سيرتها معه.
بالإضافة إلى فضائلها وفضائل اهل البيت عليهم السلام، إذ جمعت المؤلفة انتصار العواد في كتابها السيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، سبعة كتب لمورخين مختلفين تحت مسمى: مسند فاطمة، مصحف فاطمة، فضلا عن المسند خلفت، عليها السلام، مصحفا ورد ذكره في العديد من الروايات التاريخية ولم يذكر احد الرواة بأنه راه وإنما سمعوا عنه من الائمة، عليهم السلام، لانه بحوزتهم.
كانت السيدة الزهراء، من أهم اركان اهل البيت عليهم السلام، اما علمها المكتسب فقد تعلمته من المعلم الأول في الإسلام والدها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كانت تستفسر منه عن الكثير من الأمور، حتى بعد زواجها تزوره ليرفدها بالعلم
إذ ان السيدة، عليها السلام، دفعته إلى أمير المؤمنين، عليه السلام، فلما مضى صار الى الحسن، ثم إلى الحسين، ثم عند أهله حتى يدفعوه الى صاحب الأمر الإمام المهدي، عجل الله ـ تعالى ـ فرجه ـ.
وهذا فيه دلالة واضحة الى ان المصحف انتقل من الإمام علي، عليه السلام، حتى وصل إلى يد الإمام المهدي، عجل الله ـ تعالى ـ فرجه، واختلف الرواة في تحديد مصدر المصحف؛ عن الامام الباقر، عليه السلام: “فلما أراد الله ـ عز وجل ـ أن ينزله عليها امر جبريل وميكائيل واسرافيل ان يحملوا المصحف فينزلوا به عليها وذلك في ليلة الجمعة من الثلث الثاني من الليل فهبطوابه عليها وهي قائمة تصلي فما زالوا قياما حتى قعدت فلما فرغت من صلاتها سلموا عليها وقالوا: السلام يقرؤك السلام ووضعوا المصحف في حجرها.
فقالت لهم: الله السلام ومنه السلام واليه السلام وعليكم يا رسل الله السلام ثم عرجوا إلى السماء فما زالت من بعد صلاة الفجر إلى زوال الشمس تقرأه حتى أتت على اخره”.
محتوى المصحف
خلفت السيدة فاطمة، عليها السلام، مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها املاء رسول الله، صلى الله عليه وآله، وخط علي، عليه السلام، رغم اختلاف الروايات إلا انه كلها تدل على أن مجاري في هذا المصحف، انزله الله خصيصا للسيدة، عليها السلام، بعد استشهاد رسول الله، صلى الله عليه وآله، وتوارثه الائمة من بعدها.
عن الامام الصادق، عليه السلام: “فيه ما يكون من حادث وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة”، وقال ايضا: “اما انه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون”.
وأما الصحيفة فهي صحيفة فاطمة، عليها السلام، فإنه أشار بها إلى ذكر الوقائع والفتن والملاحم وماهو كائن الي يوم القيامة يتبين لنا من الروايات ان صحيفة السيدة فاطمة، عليها السلام، احد معاجز الائمة، عليهم السلام، وتحتوي على تاريخ الأمم السابقة ومن يحكمون فيها.
فضلا عن العديد من أسرار الكون لايعلم خبرها الا الله ـ عز وجل ـ وقد اطلع الله بعض هذه الأسرار للسيدة، عليها السلام، هذه السيدة فاطمة الزهراء، ولدت بإرادة الهية استثنائية، لتكون تجربة عملية لرسالته السماوية، إذ جسد فيها اسس ومناهج وتعاليم السماء لتكون شاهد حق على مدى صلاحية تلك التعاليم للتطبيق العلمي في استمرار الرسالة الإسلامية، فكانت كما ارادتها السماء مثالا حيا وانموذجا صالحا للمرأة وأسوة حسنة يقتدي بها الرجال والنساء.