المقطع السابع: “اِلـهي اَعُوذُ بِكَ مِنَ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ”
“إلهي أعوذ بك من غضبك”
یقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}
سؤال يتردد في أعماق قلب كل مؤمن:
هل يمكن للرب، وهو أرحم الراحمين، أن يعذب من خلقه لكي يرحمه؟
يذكرنا الرب -سبحانه وتعالى- في آيات مباركات المرة بعد الأخرى بما جرى على الأمم السالفة التي عصت أمر ربها، وكذبت بالرسل لكي يجيب على هذا التساؤل بأعظم دليل على إمكان الشيء، وهو وقوعه.
أ لم يدمدم الله على ثمود حينما هداهم {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}؟
أ لم يغرق الله -تعالى- قوم نوح بعد أن أنذرهم قائلاً: {يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامي وَ تَذْكيري بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ}، فلم يسمعوا مقالته و آذوه و كانوا لا يلدون إلا فاجراً كفاراً، هنالك دعا النبي ربه قائلاً: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرينَ دَيَّاراً}، فجاءهم عذاب الله -تعالى- {لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَ جَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَ أَعْتَدْنا لِلظَّالِمينَ عَذاباً أَليماً}.
ثم تكرر الأمر مع عاد، حيث بعث الله إليهم {أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ}، فلم يكن منهم إلا أن {جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ عَصَوْا رُسُلَهُ وَ اتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ}، فدعاهم نبيهم المرة بعد الأخرى أن لا يغترّوا بما أعطاهم الله -سبحانه وتعالى- فلم يكن منهم إلا أن {قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَ وَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظينَ}، فأغلقوا نوافذ قلوبهم ليغلقوا على أنفسهم نوافذ رحمة الله ويستحقّوا العذاب {فَأُهْلِكُوا بِريحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ}، ولم يكن العذاب بسيطاً فقد {أُتْبِعُوا في هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ}.
وقوم لوط {إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَ لا تَتَّقُون}، فعصوا أمر ربهم و كذبوا المرسلين، وكلما نهاهم لوط عن باطلهم ومنكرهم، {فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ}، فكانت النتيجة، كنتيجة غيرهم ولكن؛ جبار السماوات والأرض يعاقب كل قوم بحسب جرمهم، فكان عذابهم عظيماً يصفه الرب -تعالى- عنه قائلاً: {فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}.
وغيرهم أممٌ كثيرة ذكر القرآن بعضها، كقوم سبأ والمؤتفكات وأصحاب مدين وغيرهم ولم يذكر الباري البعض الآخر.
-
من هم {أُولُوا بَقِيَّةٍ}؟
ومن خلال دراستنا لهذه الآيات المباركة، التي يبين ربنا فيها قصص إرسال الرسل الى الأقوام بعد أقوام وتكذيبهم بها وما يحل بهم من غضب الله -تعالى- وعذابه، من خلال كلّ ذلك، يتبادر الى الذهن سؤال هام وهو:
كيف يمكن لمجتمع قد خلق الله أبناءه في أحسن تقويم، ينحدر إلى درجة يعذبه الله وهو أرحم الراحمين؟ أو بتعبير آخر يعذبهم ويهلكهم الخالق الذي خلقهم ليرحمهم؟
فما هو الخلل الحاصل في ذلك المجتمع الذي حلّ عليه غضب الرب -تعالى-؟
في الحقيقة هذا الموضوع من الموضوعات المهمة جداً، ونبحثه هنا ضمن سياق حديث أمير المؤمنين، عليه السلام، في هذه الرائعة حيث يستعيذ الإمام فيها من حلول غضب الله عزوجل.
لتوضيح هذا الامر باختصار شديد يجب أن نذهب الى سورة هود، وهي سورة الاستقامة في القرآن الكريم، يقول ربنا -سبحانه وتعالى-: {فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَليلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فيهِ وَ كانُوا مُجْرِمين* وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُون}.
لابد من وجود الـ”ألوا بقية”-كما يسميهم القرآن الكريم- في كل مجتمع؛ مهمتهم الأساسية الإصلاح في الأرض ومقاومة الفساد.
فمشكلة هذه الأمم هي عدم وجود مصلحين يرشدون الناس الى الهدى، فكل مجتمع يرتبط أبناؤه ببعضهم البعض عبر عدة روابط اساسية؛ منها القيم، والمصالح، والقوانين، وكلها تنتظم بأنظمة.
وهذه الانظمة بحاجة الى الحماية، وحمايتها هم أبناء المجتمع، أما إذا كان المجتمع لا يحمي الأنظمة الصالحة، فيفسد من الداخل، ويصاب بالخوار، ومن بعد حين يكون الإنفجار المدمر، مثل ذلك مثل جهاز المناعة في الجسم، فاذا اصيب الانسان بمرض نقص المناعة المكتسب، فسينهار جسمه بابسط فايروس، لأنه لا يمتلك في داخله المناعة.
فالمجتمع هو الجسم، والمصلحون هم دعاماته، وصمام أمان له، ومع ذهابهم تذهب الرحمة الالهية.
فإن أردنا معرفة السبب نجده في قوله -تعالى-: [أَ لَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عادٍ وَ ثَمُودَ وَ قَوْمِ إِبْراهيمَ وَ أَصْحابِ مَدْيَنَ وَ الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ]، فالسبب هو أنهم ظلموا أنفسهم ولم يكن الله -سبحانه وتعالى- قد ظلمهم بعذابهم وحاشا لله -تعالى- أن يظلم.
-
“وحلول سخطك”
إن العذاب الذي نزل بالأمم السالفة، ليس إلا تجلّياً بسيطاً لسخط الله -سبحانه وتعالى- وغضبه.
وإنما يذكرنا الله -سبحانه وتعالى- لكي لا نخذع أنفسنا بما توهمه بعض المتفلسفين أمثال ملا صدرا الذي يرى بأن العذاب من العذب وهو الشيء الذي يستسيغه الإنسان، فلا يؤمن هو وأمثاله من الفلاسفة بالعذاب في الآخرة وكأنهم لم يروا ما فعل الله بهذه الأقوام من قبلهم.
إلا أن عذاب هذه الدنيا ليس بالشيء الذي ينبغي أن يفكر فيه الإنسان، إذا ما قيس بعذاب الآخرة، وما يلاقي الإنسان من محطّات للوصول الى ذلك العالم، فللغضب الإلهي مظاهر، ليس جهنم فقط، بل إن هنالك في القيامة مظاهر أعظم من النار بحيث يسأل العبد: إلهي! مُر ملائكتك أن يطرحوني في نار جهنم!!
إن ما نلاقيه من سكرات الموت، وهول المُطّلع لعظيم؛ فقد روي أنه حينا مات ذر بن أبي ذر، جاء الأب على قبر إبنه ومسح عليه وقال في كلام طويل: “وَ لَوْلَا هَوْلُ الْمُطَّلَعِ لَسَرَّنِي أَنْ أَكُونَ مَكَانَكَ”، وعن النبي، صلى الله عليه وآله: “لَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ فَإِنَّ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ شَدِيد”.
وأعظم من ذلك ما رواه الإمام الرضا، عليه السلام، عن آبائه، عن الإمام الحسين، عليه السلام، قال: “لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عليهم السلام، الْوَفَاةُ بَكَى. فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وآله، أَ تَبْكِي وَ مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وآله، الَّذِي أَنْتَ بِهِ وَ قَدْ قَالَ فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَالَ وَ قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً وَ قَدْ قَاسَمْتَ رَبَّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى النَّعْلَ وَ النَّعْلَ؟ فَقَالَ، عليه السلام،: إِنَّمَا أَبْكِي لِخَصْلَتَيْنِ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ”.
فحتى الحسن بن علي، عليهما السلام، يبكي من هول المطّلع، ففي بعض رواياتنا إن بعض الأرواح تبقى مذهولة إلى قيام الساعة، من هول المطلع وما يراه.
وقد يطول الحديث عن ذلك فإن كان الموت وحده لكفى؛ كيف وما بعد الموت أدهى، فنار جهنم أمرّ، يجب على الإنسان أن يخشاه حقاً.
الإيمان بالآخرة والإيمان بأن النار حق، ضرورة لهداية الإنسان فربنا -سبحانه وتعالى- حينما يتحدث عن الكفار يصف إيمانهم بالآخرة بقوله: [بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ في شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ]. وكلمة “ادّارك” تعني وقف على اعتابها، فعلمهم وصل الى المجرات، ولكنه توقف عن فهم الآخرة لأن الآخرة تحتاج الى الإيمان وليس العلم، ثم هم كانوا في شكّ منها، بل هم لا يستطيعون رؤيتها لانهم كالأعمى الذي لا يبصر الشمس في رابعة النهار.
هل يظن الإنسان حقاً أن باستطاعته تحمل عذاب الله وحلول سخطه؟
يقول الإمام امير المؤمنين، عليه السلام: “اِعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِهَذَا اَلْجِلْدِ اَلرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَى اَلنَّارِ فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ!.. فَإِنَّكُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ اَلدُّنْيَا فَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ اَلشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، وَ اَلْعَثْرَةِ تُدْمِيهِ، وَ اَلرَّمْضَاءِ تُحْرِقُهُ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ مِنْ نَارٍ ضَجِيعَ حَجَرٍ وَ قَرِينَ شَيْطَانٍ؟ أَ عَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَى اَلنَّارِ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِهِ وَ إِذَا زَجَرَهَا تَوَثَّبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِهِ؟”
فجهنم كلمة سهلة على اللسان لكنها أمرٌ عظيم، يكفي أن نقرأ عنها هذا الحديث القدسي الذي أوحى الله -تعالى- إلى بعض أنبيائه: “يا بني آدم كيف تعصوني وانتم تجزعون من حر الشمس والرمضاء؟
وإن جهنم لها سبع طبقات فيها نيران تأكل بعضه بعضا، وفي كل منها سبعون الف واد من النار. وفي كل واد سبعون الف شعبة من النار، وفي كل شعبة سبعون الف مدينة من النار، وفي كل مدينة سبعون الف قصر من النار، وفي كل قصر سبعون الف دار من النار، وفي كل دار سبعون الف بيت من النار، وفي كل بيت سبعون الف بئر من النار، وفي كل بئر سبعون الف تابوت من النار. وفي كل تابوت سبعون الف شجرة من الزقوم، وتحت كل شجرة سبعون الف وتد من النار، ومع كل وتد سبعون الف سلسلة من النار، وفي كل سلسلة سبعون الف ثعبان من النار، وطول كل ثعبان سبعون الف ذراع، في جوف كل ثعبان بحر من السم الاسود وفيها سبعون الف عقرب من النار، وفي كل عقرب سبعون الف ذنب من النار، وطول كل ذنب سبعون الف فقارة، وفي كل فقارة سبعون الف رطل من السم الاحمر.
فبنفسي أحلف! والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور، يابن آدم! ما خلقت هذه النيران إلا لكل كافر، وبخيل، ونمّام، وعاق لوالديه، ومانع الزكاة، وآكل الربا، والزاني، وجامع الحرام، وناسي القرآن، ومؤذي الجيران، إلا من تاب وآمن وعمل صالحا.
فارحموا أنفسكم يا عبيدي، فان الأبدان ضعيفة، والسفر بعيد والحمل ثقيل والصراط دقيق، والنار لَظَىً، والمنادي إسرافيل والقاضي رب العالمين”.
فهذه النار ليست كنار الدنيا، فعذابها لا يعتاده الإنسان؛ ففي حديث عن أمير المؤمنين، عليه السلام، يقول فيه: “إحذروا ناراً لجبها عتيد ولهبها شديد وعذابها ابدا جديد”.
فالنار تجلٍ لإنتقام الله جبار السماوات والأرض، يقول الإمام علي، عليه السلام، في دعاء كميل: “لأي الأمور إليك أشكو ولما منها أضج و أبكي؟ لأليم العذاب وشدته أم لطول البلاء ومدته؟”.
حقاً إن غضب الله -سبحانه وتعالى- “لا تقوم له السماوات والارض فكيف” بالإنسان الضعيف الذليل، فكيف لهذا العبد أن يصل به الغرور حتى يتحدى الرب فيستعجل عذاب الرب.
يقول الإمام السجاد: “الهي إنا لا نتحمل صوت رحمتك فكيف نتحمل صوت عذابك”.
ولذلك كله فإن أمير المؤمنين، عليه السلام، يعلمنا في هذا المقطع من المناجاة أن غضب الله هو مما ينبغي الإستعاذة منه حقاً.
“الهي إِلَى مَنْ تَكِلُنِي يَا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَ أَنْتَ رَبِّي إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي فَيَخْذُلُنِي أَمْ إِلَى بَعِيدٍ فَيَتَجَهَّمُنِي فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ يَا رَبِّ فَلَا أُبَالِي.. غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي وَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ كُشِفَتْ بِهِ الظُّلْمَةُ وَ صَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ مِنْ أَنْ يَحُلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ أَوْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ”.