الهدى – وكالات
رأى مراقبون ان التصعيد المفاجئ للتحالف السعودي الاخير لم يكن سببه الخسارة الوشيكة لجبهة مارب على نحو مجرد، وانما للشعور الطاغي بان النظام السعودي يخسر معركته، وهي مسألة أصبحت معلنة سواء من اطراف سعودية او أمريكية، وابرز ما يدل على ذلك، تداول الحديث عن حل تبحث عنه الرياض للخروج من ورطتها في اليمن، فهي لم تستطع انجاز وعدها بحسم المعركة خلال أسابيع، كما ان تفوقها التقني والتسليحي بعد صفقات سلاح كبيرة ابرمتها مع واشنطن لم تنفعها بشيء ولم ترد عنها الضربات الباليستية والطيران المسير القادم من اليمن، حتى مع الرادارات والباتريوت الأمريكي، هذا الى جانب باقي الانفاق اليومي الكبير.
ويؤكد الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس فرحات، أن هذه الأسلحة رغم أنها باهظة الثمن إلا أنها “لم تحقق النتيجة المرجوة منها، نظراً لغياب التخطيط السليم للمعركة وخصوصاً ترافُق الحرب البرية مع الهجمات الجوية”.
ويقول العميد فرحات “يبدو أن السعودية حتى الآن، ورغم طول أمد الحرب والخسائر الكبيرة التي تكبدتها وظهور حركة أنصار الله كقوة كبيرة مجهزة بالصواريخ البالستية والدرونز، ما تزال تعتقد أن بإمكانها كسب الحرب.
وهذا الوهم الذي أشار اليه العميد فرحات يصفه الخبير العسكري العميد المتقاعد شارل أبي نادر بـ”الانكار”.
وتساءل ابي نادر على إثر عملية “توازن الردع الثامنة” التي استهدفت العمق السعودي، هل تختار الرياض البقاء في مستنقع الضياع واللاتوازن في حرب غريبة، أرادتها خاطفة أو نزهة قصيرة، لتجد نفسها تعيش في دوامة قاتلة، قد تمتد لأجيال طويلة لو بقيت تعيش حالة الإنكار وعدم الاعتراف بالفشل وبالهزيمة وباتخاذ القرار الخاطئ؟”.
وأكد ابي نادر “أن أكثر ما يمكن أن تكسبه -السعودية- في الحرب، هو فقط إطالة الوقت قليلاً، وربما أيضاً إسقاط عدد أكبر من الشهداء اليمنيين بين المدنيين أو المقاتلين”.
وفي علاقتها مع الأميركيين، يقول العميد ابي نادر “تعيش الرياض حالة إنكار بسبب ما تمارسه معها واشنطن من ابتزاز مالي ومعنوي على المكشوف، من خلال ما تخلقه الإدارة الأميركية من فرص ذهبية لتوقيع المزيد من عقود التسليح الضخمة معها بمليارات الدولارات.”
ويخلص الى ان الرياض تعيش حالة إنكار بسبب ما تمارسه معها واشنطن من ابتزاز مالي ومعنوي على المكشوف، من خلال ما تخلقه الإدارة الأميركية من فرص ذهبية لتوقيع المزيد من عقود التسليح الضخمة معها بمليارات الدولارات.
المسؤولة عن مكتب اليمن في الخارجية الأميركية، تيريز بوستيل، كشفت عقب زيارة لها برفقة المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، إلى الرياض، أن “السعوديين يبحثون عن طريقة للخروج من الحرب في اليمن”، وأعربت عن قلق بلادها من تقدّم «أنصار الله» في مأرب «ما يؤدي إلى عرقلة عملية السلام»، حسب زعمها، كما اعتبرت أن «كلفة انسحاب السعودية بشكل مفاجئ من حرب اليمن ستكون مرتفعة على الأرجح،، وقد تَدخل دول أخرى مثل قطر وتركيا والإمارات إلى الساحة لانتهاز الفرصة، وقد يطول أمد الصراع».
من جهته، شدّد مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، كينيث إيفانز، خلال لقائه دبلوماسيين من دول خليجية على أن «هناك فرصة، وإنْ غير سهلة لإنهاء الحرب في اليمن»، مشيراً إلى أن ليندركينغ زار الرياض مؤخراً و«يرى أن السعودية تريد إنهاء الحرب، وأن الجيش واللجان قد يكونون مستعدّين لإنهاء الحرب وفقاً لشروط من بينها فتح مطار صنعاء، فتح ميناء الحديدة، تقاسم الموارد المالية».
وفيما لم يورد إيفانز أيّ تعليق سلبي حيال شروط صنعاء التي تحدّث عنها، يرى بان الجيش واللجان “يعتقدون بأنه يمكنهم تحقيق انتصار في مأرب، لذلك لن يقدّموا تنازلات في هذه المرحلة».