مناسبات

في ذكرى وفاته.. السيد موسى المبرقع الرضوي جد السادة الرضويين

في مثل هذا اليوم من عام ٢٩٦ للهجرة، أي قبل ١١٤٧ عاماً، توفي في مدينة قم المقدسة، السيد موسى المبرقع الرضوي، رضوان الله عليه،  عن عمر ناهز ال ٨٢ عاماً.

  و كانت ولادة السيد موسى المبرقع الرضوي في عام ٢١٤ للهجرة في المدينة المنورة، و قد خرج منها عندما كان في الثانية و الأربعين من عمره، مُيَمِّماً وجهه شطر الكوفة، و منها إلى قم المقدسة و ذلك عام ٢٥٦، و هو أول من قدم اليها من السادات الرضويين  حيث عاش فيها ٤٠ عاماً، و توفي فيها، و دُفن هناك.

     والسيد موسى المبرقع الرضوي إبن الإمام محمد الجواد، عليه السلام، أخو الإمام علي الهادي، عليه السلام، عم الإمام الحسن العسكري ، عليه السلام، و قد عرف بهذا اللقب لأنه كان يضع برقعا على وجهه باستمرار.

  و كان للإمام الجواد، عليه السلام ، أربعة أبناء ؛ هم : أبو الحسن الإمام الهادي، عليه السلام ، و أبو أحمد السيد موسى المبرقع، و أبو أحمد السيد الحسين، و أبو موسى السيد عمران؛ و بناته : السيدة فاطمة، و السيدة خديجة، و السيدة حكيمة،  و أمهم ” أم ولد ” يقال لها “سمانة المغربية “. 

   و كان للسيد موسى المبرقع الرضوي من الأبناء؛ أبو القاسم السيد الحسين، و السيد علي، و السيد أحمد، و السيد محمد، و السيد جعفر؛ و عَقِبُه من ولده السيد أحمد.

    و قد برز في أحفاد السيد موسى المبرقع الرضوي الأوائل عدد من العلماء، و الفضلاء، و النقباء، و أمراء الحج؛ من بينهم الأمير السيد محمد بديع خادم الرضوي، المتولي الشرعي للمشهد الرضوي الشريف، و إليه يرجع الأعيان و الزوار و القصاد، و كان مرجعا لأهل البلاد. 

إنتشر أحفاد السيد موسى المبرقع الرضوي في قم، و طهران، و همدان، و قزوين، و خراسان، و في كشمير، و الهند، و باكستان، و افغانستان،  و العراق، و الشام،  و اليمن، و الكويت ، و في جملة من البلاد العربية و الإسلامية و غير الإسلامية.

و السيد أحمد الرضوي، نجل السيد موسى المبرقع الرضوي، كان نقيب السادة الطالبيين في قم، و كان يُعد من أشراف سادات أهل البيت، عليهم السلام.

و من أحفاد السيد موسى المبرقع الرضوي، السيد عبد الله إبن السيد موسى إبن السيد أحمد، نقيب قم، إبن السيد محمد الأعرج، إبن السيد أحمد، إبن السيد موسى المبرقع الرضوي؛ و قد توفي في مكة المكرمة، و دفن فيها.

و عندما هاجر السيد موسى المبرقع الرضوي إلى قم و استقر بها، إلتحقت به أخواته؛ السيدة زينب، و السيدة أم أحمد، و السيدة ميمونة، و سكنَّ معه، و تُوفينَ هناك، و دُفنَّ بجوار عمتهن السيدة فاطمة المعصومة، عليها السلام.

و مرقد السيد موسى المبرقع الرضوي في قم مزار المؤمنين، و يقع في بقعة ” چهل أختران ” ؛ أي : الأربعون كوكبا ، و قد دُفن في هذه البقعة الشريفة  لاحقاً، بعض السادة الرضويين من أبنائه و أحفاده ، و أبناء و أحفاد بعض الأئمة ، عليهم السلام؛ تجاوز عددهم المائة؛ بينهم ٤٠ رجلا، و ٤٠ إمرأة، و ٢٠ طفلا؛ و لذا سُمّيت تلك البقعة ببقعة ” الأربعون كوكباً “.

و يعود تاريخ بناء مرقد السيد موسى المبرقع الرضوي إلى عهد الشاه طَهْماسب الصفوي.

و السيد موسى المبرقع الرضوي جدّ السادة الرضويين، و إليه ينتهي نسب أكثرهم، و منه إلى الإمام الجواد، ثم الى الإمام الرضا ، عليهما السلام.

و كان المرحوم والدنا العلامة الخطيب السيد سجاد الرضوي يحتفظ بشجرة نسب موثقة؛ و لكن تم رميها و مجموعة من الوثائق و المستندات و الكتب الدينية في البئر في منزلنا رقم ١|١|٦٣ الذي كان يقع في محلة باب النجف في كربلاء  المقدسة خوفا من أزلام صدام الذين اقتحموا  البيوت أثناء الإنتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١.

و كان المرحوم والدنا يرينا شجرة النسب تلك، و يقول أن نسبنا ينتهي الى الإمام الرضا، عليه السلام، بعد ( ٣٦ ) ظهرا. و قد نقل لنا سماحة العلامة السيد حسين  البرقعي الرضوي، أحد أئمة  الجماعة في الصحن الحسيني الشريف، قبل عدة سنوات، أنه رأى شجرة نسبنا تلك عند المرحوم والدنا.

و السيد موسى المبرقع الرضوي عالمٌ، راوٍ، ثقة، و قد روى عنه الشيخ المفيد ( أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان )  في كتابه الشهير ” الإختصاص ” ، و روى عنه الشيخ الطوسي ( أبو جعفر محمد بن الحسن ) في كتابه الشهير ” تهذيب الأحكام  “، و روى عنه إبن شعبة الحراني (الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة) في كتابه الشهير ” تُحف العقول “، و آخرون.

و في كتابه ” منتهى الآمال “، وصف العلامة المحقق الشيخ عباس القمي، أعلى الله مقامه، السادة الرضويين بأنهم : ” من أعظم طوائف السادات و أكثرهم عزا و شرفا “(١).

و في فتوىً له، جواباً على سؤال من بعض المؤمنين قبل نحو ١٣٠ عاماً، وصف المرجع الديني الأعلى، السيد محمد حسن الحسيني الشيرازي المعروف ب ” المجدد الكبير “، أعلى الله مقامه، نزيل سامراء المقدسة، السادة الرضويين بأنهم :  “من أعظم و أعرق طوائف السادة الأشراف ؛ زادهم الله شرفاً و سؤدداً “(٢).


المصادر:

١ – منتهى الآمال للشيخ عباس القمي، ج٢، ص٤٥٦.

٢ – أضواء على حياة السيد موسى المبرقع و ذريته للسيد مرتضى الرضوي الكشميري.

عن المؤلف

جواد السيد سجاد الرضوي

اترك تعليقا