الهدى – كربلاء المقدسة
اعلن مفتش آثار وتراث كربلاء المقدسة، أحمد حسن جابر، بداية تشرين الثاني الجاري، عن البدء بعملية تسييج المواقع الاثرية في محافظة كربلاء المقدسة.
وقال جابر في بيان ورد عنه، اليوم، انه “بعد توفر التخصيصات المالية من الهيئة العامة للاثار والتراث لعام ٢٠٢١ قامت كوادرنا من الوحدة الهندسية بالمفتشية ببدأ العمل بتسيج كنيسة الاقيصر في كربلاء المقدسة في منطقة عين التمر بالقرب من حصن الأخيضر”.
واضاف جابر ان “اعمال التسيج تهدف الى الحفاظ وحماية المواقع الاثرية من التجاوزات وعمليات السرقة”.
وعلى بعد نحو 70 كيلومتراً من مركز مدينة كربلاء، جنوبي العراق، تقع بين تلال وكثبان رملية، في واحة عين تمر، إحدى أبرز المعالم التاريخية المكتشفة في المنطقة، وهي كنيسة الأقيصر التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس للميلاد.
واكتُشف موقع الكنيسة من قبل خبراء آثار عراقيين نهاية سبعينيات القرن الماضي، وتعد فعلياً آخر الاكتشافات في تلك المنطقة، وجرى توثيق جملة دراسات حولها، تشير إلى أنها شيدت في القرن الخامس للميلاد، من قبل الطائفة النسطورية في ظل دولة المناذرة اللخميين.
وتضم الكنيسة التي يطلق عليها حالياً كنيسة الأقيصر (تصغير لكلمة قصر) قاعة ضخمة وممرّاً في الوسط، مع ما يبدو أنها كراسي مبنية للمصلين، مع غرف على الجوانب وممرات للمشاة، وتنتهي بمحراب في نهاية الممر، يتجه رأسه إلى بيت المقدس، وهو نفس الاتجاه لمقدمة الكنيسة التي تنحرف قليلا باتجاه الشمال الغربي حيث القدس.
وبنيت الكنيسة على الطابوق المفخور، وهو البناء العراقي القديم في جميع حضارات وادي الرافدين البابلية والأكدية والسومرية والآشورية، وصولاً إلى الحضارات المتأخرة.
كما كشفت التنقيبات عن وجود مدفن في محيط الكنيسة وقبو تحت الأرض، وتظهر كتابات بالسريانية على بعض الجدران.
وتعرض الموقع بعد الاحتلال الأميركي للعراق إلى عمليات عبث واسعة من قبل لصوص ومهووسين بالبحث عن الكنوز، وتعرضت الكنيسة وحرمها إلى تخريب وحفر ونبش من قبل تلك العصابات، ولغاية الآن لم تقدم أي من الحكومات المتعاقبة في السنوات الثماني عشرة الماضية أي مبادرة للحفاظ على الموقع وإزالة التشوهات منه أو منع العبث به، بما في ذلك تخصيص قوة أمنية لمنع وصول اللصوص إلى المكان.