عندما يسمع الناس بمرض التيفوئيد يتبادر الى الاذهان أنه ناشئ من التعرض لأشعة الشمس القوية، لاسيما في فصل الصيف، (ضربة شمس)، بينما هو مرض بكتيري، ويسمى؛ حُمى التيفوئيد، او الحمى المعوية، وهو من الامراض المعدية، و المشتركة بين الانسان و الحيوانات، و يعد من الامراض الخطيرة و المسببة للوفاة ما لم يتم معالجته في مراحله الاولى.
ينتشر حمّى التيفوئيد في افريقيا و جنوب آسيا بشكل كبير، اضافة الى انتشاره في ومناطق اخرى من العالم، و كانت اول حالة إصابة مشخصة مختبريا في الولايات المتحده الامريكية، و يتراوح اعداد المصابين بحمى التيفوئيد سنوياً حوالي 22 مليون شخص، بينهم حوالي 220 الف حالة وفاة.
العلامات السريرية
تعتمد الاعراض او العلامات السريرية الظاهرة على المرض على عدة عوامل منها كمية البكتريا، او الجرعة المأخوذة من الجراثيم، كما تعتمد على مناعة المريض، و العضو او الجهاز المصاب في الجسم، وكلما زادة كمية البكتريا كلما ظهرت الاعراض بشكل أسرع، ومن ثمّ ترتفع نسبة خطورة المرض.
تبدأ الاعراض في الاسبوع الاول بشكل غير مميز، وهي عبارة عن التهاب معوي قولوني بعد حوالي 12 الى 24 ساعة من التعرض، او تناول الطعام، او المياه الملوثة بالبكتريا، و يصاحبة حمّى، وشعور بالغثيان، والقيئ و اسهال بين متوسط الى اسهال شديد و ظهور طفح جلدي على البطن ويتطور المرض في الاسبوع الثاني، فيلاحظ على المريض علامات الجفاف بسبب الاسهال مثل الشحوب و جفاف الجلد و قد يصاب المرض باليرقان و الامساك بسبب الجفاف.
واذا تاخر التشخيص و العلاج في هذه المرحلة يتطور المرض في الاسبوع الثالث الى تسمم دموي وانثقاب الامعاء و الاتهابات في القلب و الرئة و قد يصل الى التهاب الدماغ ( السحايا ) و وظهور اعراض عصبية.
منشأ المرض و مصادر الاصابة
عرفنا أن مرض التيفوئيد هو مرض بكتيري ناشئ عن بكتريا السالمونيلا التي لها عدة اجناس منها؛ التيفويد، و النوع المعوي، و هذان النوعان يسببان الحمى المعوية في الانسان وايضا يصيبان الحيوانات، والطيور، و يمكنها الانتقال من الحيوانات الى الانسان واصابتة مثل طيور الزينة و الحيوانات الاليفة.
هنالك مصدران للإصابة بحمّى التيفوئيد:
المصدر الأول: لحوم الدواجن المجمدة بشكل غير صحيح والمكشوفة، و اللحوم الملوثة الموجودة في بعض المطاعم غير المهتمة بتخزين اللحوم وطهيها بشكل جيد، وقد اثبتت الدراسات ان البيض، و خاصه القشور يُعد عامل للانتقال الجراثيم بين الدواجن والانسان.
المصدر الثاني: المياة الملوثة او غير المعقمة، و ايضا تُعد الخضروات و الفواكهه مصدر للاصابة عند غسلها بمياة ملوثة، او ملامستها لايدي غير معقمة.
ويمكن للأشخاص المصابين ان ينقلو الاصابة (من إنسان الى اخر) عن طريق الملامسة .
العلاج
عند ظهور أعراض مشابهه لهذه المرض خاصة بعد تناول أغذية معينه مشكوك بها يجب مراجعة الطبيب لأخذ الإجراءات الازمه، وإذا كانت الاعراض خفيفة و لا توجد درجات جفاف عالية، فينصح باخذ كمية جيده من المياة والعصائر لتعويض النقص الحاصل بسبب الاسهال و وتخفيض الحرارة و التقليل من الاطعمة الدهنية، لأنها صعبة الهضم، واستبدالها بالخضروات.
أما إذا كانت الحالة شديدة مصاحبة للحرارة عالية، تكون محاليل وريدية هي العلاج الأنسب لتفادي مضاعفات الجفاف الخطيرة، وينصح باخذ خافضات الحرارة المهدئات و إعطاء المضادات الحيوية المناسبة للقضاء على المرض و غالبا تتحسن حالة المريض بين ٢ الى ٧ أيام.
الوقاية
من اهم خطوات الوقاية هي الإبتعاد عن الأغذية والمياه الملوثة، والتأكد من مصادر مياة الشرب، وغسل اليدين جيدا بعد الخروج من دورة المياه، التي تُعد هي الاخرى مصدراً ناقلاً للاصابة.
ومن اجراءات الوقاية؛ غسل الخضروات والفواكهه جيدا، خاصة الكرفس والرشاد وغيرها، وايضاً؛ غسل لحوم الدجاج جيدا و تعقيمها بالملح أو الخل قبل طهيها، و عدم إعادة تجميد اللحوم، لأن اذابتها تزيد من نمو البكتريا لذا يجب طهيها على الفور ثم غسل اليدين جيدا بعد التعامل مع اللحوم .