أكد نجل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، على ضرورة نصرة مستضعفي الأرض عمومًا، والعراق خصوصًا، عبر التوصيات الكريمة الصادرة من المرجعية الدينية للاهتمام بهذه الشريحة بشكل أكبر.
وطالب سماحة السيد محمد صالح المدرسي، في كلمة له، في نيوزلندا، بمناسبة الولادة الكريمة لصاحب العصر والزمان في ليلة النصف من شعبان، طالب برفع مطالب هؤلاء المستضعفين وزيادة دخلهم ومراعاة احتياجاتهم، خصوصا ذوي الشهداء الذين مهدوا لعودة حضارة بلاد النهرين من جديد.
وسلّط سماحته الضوء على توصيات المرجعية بحقوق الشهداء وذويهم لدورهم العظيم في نهضة العراق المرتقبة، خصوصًا بعد انتصاره على “داعش”.
واستهلّ حديثه حول مكانة المؤسسة الدينية بالقول: إن الحوزة الدينية في العراق كانت و لا تزال المرجعية الأساسية للشيعة في العالم منذ ألف عام من تاريخها العريق، مبينا ان كربلاء و الكاظمية المقدستين مع الحلة الكريمة هن الحواضر العلمية وعواصم العلماء ثم انتقلت إلى النجف الأشرف، و لا تزال الحركة العلمية في تداول بين كربلاء المقدسة و النجف الأشرف تحت قيادة مرجعية حكيمة فيهما.
وأشار سماحته الى إن الشيعة في العالم ينظرون إلى العراق على انه مركز قيادي و محطّ الآمال و الحقوق، مضيفا بالقول: “إن الحوزة الدينية في العراق ركزت على جانب إكرام الشهداء و المستضعفين و مساعدتهم”.
ودعا سماحة السيد محمد صالح المدرسي، الحكومة العراقية، الى أن تضع نصب أعينها بل و في أول أولويات قائمتها زيادة دخل و حقوق ذوي الشهداء من ثكلى و أرامل وأيتام، لافتا الى إن مستقبل العراق يبدو زاهرًا ببركة دماء الحشد الشعبي ونضاله الأخير، وبات من حق ذويهم أن ينالوا التكريم كـرد جميل لدفاعهم المقدس ضد الإرهاب الداعشي المنصرم وبداية حضارة عراقية جديدة.
وتابع سماحته ان الأمر نفسه يشمل ذوي ضحايا التفجيرات والقتل الذين أبيدوا بصورة لا إنسانية في عهد الطاغية المقبور والى مابعد عقدين من ذلك العهد المظلم..».
واضاف قائلا: « إن الشهداء هم صمام أمان أية دولة، و ما الحضارة التي ستبنى إن شاء الله إلا نتيجة تضحياتهم وصبر أمهاتهم وذويهم، و عليه نطالب بـ ” تكريم رسمي لهم ” حفاظًا على الأمانة التي بعنق العراق تجاههم كما حدث في تاريخ الشعوب المنكوبة الأخرى التي حفظت تاريخها وكرامة شهدائها بهكذا تكريم، و إن ذلك لحق شرعي لهم».
وفيما يتعلق بعوائل الشهداء قال سماحته : « إن حق الأرامل و الأيتام لعظيم على كل فئات الشعب، و خاصة على المسؤولين و المتصدين للأمور،
فلو طُرقت أبوابهم و قُبّلتْ أرجلهم و أياديهم فإن ذلك لقليل في حقهم، مضيفا إنهم رمز الشرف والشجاعة والإباء والغيرة، وعليه صار لِزامًا على الحكومة العراقية أن تجعلهم بعين الاعتبار في كل خطوة تخطوها لتخفف معاناتهم، سواءًا كان ذلك خلال سياساتها الداخلية أو علاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى».
و أشار سماحته إلى بعض التغييرات بين العراق وجيرانه قائلًا : « إن ما يُسمى بـ “الاستثمار” من قبل بعض دول الجوار ، ما هو إلا تعويض ضئيل لابد أن يُدفع لعوائل الشهداء، و إن ما يُسمى بـ “المِنح المالية”ما هو إلا جزء بسيط من “دية” ضخمة يجب سدادها لليتامى والأرامل وعوائل المتضررين في العراق، حيث لا يخفى على أحد الويلات التي حلّت بـ العراق نتيجة السياسات العدوانية من بعض جيرانها، و على المسؤولين في الحكومة أن يعطوا كل ذي حقٍّ حقّه، حتى لو كانت هذه المنح تُقدّم تحت مسميات فضفاضة كـ هدايا شخصية للسياسيين إلا انه لذوي الشهداء – خصوصا الذين سقطوا ضحية الإرهاب الوارد من خارج الحدود؛ من انتحاريين و مفخخين- حقٌ صريح في تلك الهدايا».
و أعرب سماحته عن بالغ أسفه تجاه معاناة ذوي الشهداء الظاهرة للعيان حال ذهابهم للمؤسسات الخيرية و الإغاثية تحت مرأى و مسمع المسؤولين، واصفا إضطرار هؤلاء الشرفاء الذين حفظوا عزة و كرامة العراق الى ذلك بانه وصمة عار في جبين المسؤولين أن يتضرر ذوي الشهداء و يُذلَّوا وهم يتنقلون من مؤسسة إلى أخرى تحت لهيب الشمس أو زمهرير البرد طلبًا ليد العون، في حين ان الأموال تُكدّس عند أصحاب النفوذ.