ذات مرة جلبت لأحد علماء الدين العاملين في الساحة الاجتماعية والثقافية، قوائم باسماء الايتام الذين يرعاهم هو بكل شيء من: ملبس، ومأكل، وتربية، وتعليم، ومساعدات، و رحلات، و زيارات، و تطوير وتنمية، والتكفل بعلاج المريض منهم ومن عوائلهم، وحتى حالتهم النفسية يهتم بها سماحته.
فرأى الاوراق بيدي فسألني عنها، اجبته بانها اسماء الايتام فانحنى لها وقبلها بكل حب و أوصاني كثيراً بهم.
وكان وما زال يخصص جلّ وقته لهم ويهتم بتفاصيل حياتهم، حتى ذات مرة رأى سيارة الأجرة (الخط) التي تنقلهم من بيوتهم الى المراكز الثقافية، ذات موديل قديم فأعرب عن غضبه وقال:
“لا اقبل ان يصعد ابني بسيارة كهذه، وهؤلاء ابنائي ايضاً”.
فوجه بضرورة أن تكون السيارة مناسبة ومريحة لهم لهؤلاء الفتيان والبراعم.
هذه هي أخلاق علمائنا وقادتنا.
في الجهة الاخرى نجد السفهاء والمنحرفين الذين يتهجمون ويتفوهون بكلمات السبّ والانتقاص على مثل هؤلاء العلماء الأفذاذ.
و الحقيقة ان علماء الدين هم فعلاً رجال العطاء والعلم والمعرفة، فهم من يحملون هموم المجتمع ويعملون لاجل حلّ مشاكلهم فيرعون اليتيم ويربونه ويساعدون المحتاج والفقير ويمدون يد العون للمرضى.
اليوم المؤسسات الخيرية والمبرات والحملات الانسانية تجد من يقودها ويعمل بها هم المؤمنين، لاسيما من علماء الدين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله، و برعاية علمائنا ومراجعنا الكرام، في قبال هذا لا تجد دور لمن يسقطون بالعلماء ويتبرصون بهم الدوائر.
من اجل حياة افضل علينا اتباع العلماء ونصرة مشاريعهم الرسالية، فهذا واجب على كل مؤمن رسالي، فنصرتهم هي نصره للدين والمذهب، فالزاهد فيما رغب الناس والعامل للناس والمضحي لهم في سبيل الله ، أحق أن يُتبع، أم من يبحث عن ملذات الدنيا ولا يمتلك الوعي ولا البصيرة، والدين لعقٌ على لسانه، حقاً علينا ان نميّز بين القيادة التي للناس وبين القيادة التي على الناس، فالأولى هي بين الناس لخدمتهم اما الثانية فهي على الناس لاستغلالهم.
لعلماء الدين دور علينا ان لا ننكره، وجاء في الحديث الشريف: “من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق”.
علينا ان نعترف بالدور الكبير لعلماء الدين ولا نَنكره ، وان نكون شاكرين لهم لا ناقمين عليهم.