كَلِمَاتُ أَيْتَامِيْ تَرِنُ بِمَسْمَعِيْ
هَمَسَاتُهَا أنَّاتُهَا فِيْ المَضْجَعِ
كَحَمَائِمٍ سَجَعَتْ بِنَوْحٍ مُحْزِنٍ
وَالنَّوْحُ فَنُّكِ يَا سَبِيَّةُ فَاسْجَعِيْ
إِنْ جَنَّ ليلٌ جَنَّ شَوْقُ صَغِيْرَةٍ
فَرَمَتْ شِفَاهَاً بِالشِّكَايَةِ لَاْ تَعِيْ
وَلَكَمْ سُؤَالٍ حِرْتُ عِنْدَ جَوَابِهِ
فَيُجِيْبُ عَنِّيْ بِالنِّيَابَةِ مَدْمَعِيْ
وَكَأَنَّ قَوْلَةَ كَرْبَلَاْ لَمْ تَرْوِهَاْ
فِيْ فَهْمِ فَقْدِ الأَهْلِ عِنْدَ المَصْرَعِ
أَوَلَمْ تُجِبْ هَذِيْ الرِّمَاحُ وَمَا حَوَتْ
مِنْ أنْجُمٍ أَفَلَتْ بِحِيْنِ المَطْلَعِ
أَنَا صَدْرُ كُلِّ حَزِيْنَةٍ وَيَتِيْمَةٍ
أَنَا أُمُّ كُلِّ مُصْيِبَةٍ لَاْ تَجْزَعِيْ
وَلَكَمْ سَمِعْتُ مَوَاجِعَاً عَايَنْتُهَا
وَمَوَاجِعاً لَمْ أُحْصِهَا مِنْ مَانِعِ
وَنَشِيْدُ أَطْفَالٍ وَنَعْيٍ مُثْكِلٍ
وَنَشِيْجُ حُبْلَىْ أَوْ صُرَاخِ الرُّضَعِ
دَامَتْ مَنَاحَةُ لَيْلِهَا بِنَهَارِهَا
وَأَنَا الرَّحَىْ وَالقُطْبُ تَطْحَنُ أَضْلُعِيْ
وَيَدَايَ كَالعَبَّاسِ مَحْضُ وِسَادَةٍ
وَسِقَايَةٍ وَطِبَابَةٍ خَلُصَتْ مَعِيْ
فَإِذَا طَفِقْتُ لَمَدِّ كَفِيَ لِلسَّمَا
أَلْفَيْتُ طِفْلَاً فِيْ الفَلَاةِ وَقَدْ نُعِيْ
أَوْ جَاءَ يَدْرُجُ فِيْ صَلَاتِيْ مَاسِحَاً
كَفِّيْ بِقَامَةِ رَأسِهِ بِتَضَرُّعِيْ
فَإِذَا انْفَتَلْتُ أَتَوْا جَمِيْعَاً وَانْثَنَوْا
شَمُّوْا يَدِيْ قُبَلَاً فَبَلُّوْا مَدْمَعِيْ
يَا عَمَتَّاهُ وَعِطْرُ كَفِّكِ بَلْسَمٌ
مِنْ عَمِّنَا العَبَّاسِ ضَاْعَ بِأرْوَعِ
أَأُخَيَّ لَوْ عَلِمُوْا بِكَفِّكَ بَذْلَهَا
رَمْزُ العَطَاءِ وَفِيْ السَّنَامِ الأَرْفَعِ
مَا كَانَ مِثْلُ قِرَاكَ مُتَصِلَ النَّدَىْ
قُطِعَتْ يَدَاكَ بِذَاكَ أَمْ لَمْ تُقْطَعِ
وَيَظَلُّ ذِكْرُكَ يَا كَفِيْلِيْ بَلسَمٌ
مَا دَرَّ مِنْ كَلِمٍ لَهُمْ فِيْ مَسْمَعِيْ
19 صفر 1443 هجرية