تربیة و تعلیم

لحياة افضل – المقالة الخامسة، كيف تعود الثقة بين الطبيب والمواطن؟

تكلمنا في المقالات السابقة عن مجموعة من العقبات والمشاكل المتسببة في وجود ثغرة عدم الثقة بين الطبيب ومريضه، أيّ بين النظام الصحي والمجتمع، وما له من أثر وضرر على الطرفين.

وبعيداً عن الوقوع في بئر مسلسل الاتهامات، ذكرنا بعض الامور الممكن تقديمها في طريق تقليل فجوة فقدان الثقة بين الطرفين.

لكن كل ما ذكرناه سابقاً مرتبط في ما يستجيب له المجتمع بشقيه المتمثل بالكوادر الطبية، وهي جزء من المجتمع، وبقية افراد المجتمع.

ويظن بعض الاخوة والأخوات إن إصلاح النظام الصحي في المجتمع فقط و فقط بيد رأس الهرم الحكومي، والمقصود؛ المسؤولين الحكوميين، على مستوى رئاسة الوزراء، و الوزراء، كونهم اعلى هرم السلطة.

شخصيا لا اتفق مع هذا الرأي، واعتقد بقناعة تامة أن الامر كله بيد المجتمع وبكل طبقاته، فالكوادر الصحية وكوادر وزارة الصحة والعاملين في النظام الصحي هم من عامة الشعب، وجزء من الشعب ويتأثرون كل التأثر ببقية المجتمع، والمستفيدون من الخدمات الصحية هم افراد المجتمع.

اعتقد، بل اتيقن أن عملية اصلاح النظام الصحي في العراق تحتاج الى حركة تدريجية من داخل المجتمع العراقي، بشقيه، الكوادر الطبية بكل فروعها، وعامة المجتمع المستفيدين من الخدمات الطبية

نعم؛ ربما كل فرد لوحده قد يستصغر تأثيره على البقية، لكن المجموعة المتكونة من عدد من الافراد هم الذين يديرون الدفة يميناً ويسارا.

وكمثال واقعي؛ اوربا التي تمتلك اليوم نظاماً صحياً جيد جدا، وصلت الى ما هي عليه بشعوبها وليس بحكوماتها، بل إن حكوماتها هي نتاج شعوبها.

ومن يعتقد أن الاوربي استلم الامر على طبق من ذهب، فهو واهم، بل تطلب الامر قرابة المئتين سنة من التغييرات التدريجية، آخرها التغيرات التي حدثت ايضا بشكل تدريجي خلال فترة تقارب الأربعين سنة بعد الحرب العالمية الثانية.

وحتى اليوم يوجد بعض الفساد الحكومي هناك، بيد أن الشعب نفسه يتصدى لهذا الفساد و يغيره بالطريقة الديمقراطية المتمثلة بالعملية الانتخابية التي ترسخت في نفوس اغلبية الشعب الاوربي وتيقنوا أن لا بديل عنها.

نعم يوجد الاقلية التي لا تزال تعتقد بان طريقة هتلر و تشرشل هي الافضل، لكنها اقلية لا يقبلها اغلبية المجتمع الذي تعلم من حروب أحرقت الأخضر واليابس.

في النهاية، انا اعتقد، بل أتيقن أن عملية اصلاح النظام الصحي في العراق تحتاج الى حركة تدريجية من داخل المجتمع العراقي، بشقيه، الكوادر الطبية بكل فروعها، وعامة المجتمع المستفيدين من الخدمات الطبية، وهما من يفرضان  على رأس الهرم ما يجب فعله.

عن المؤلف

د. عبد الله حسين البغدادي

اترك تعليقا