الهدى – كربلاء المقدسة
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، الحركات السياسية في العالم الإسلامي، إلى الإهتمام ببناء أنفسهم ضمن منهج الوسطية والتي تعني الإستفادة من هدى الوحي ونور العقل والتجارب الحضارية، مبيّناً، أن على الحركات الإسلامية أن تكون رائدةً في العمل بالتراث الإسلامي من جهة من دون أن تتحول إلى سلفية جامدة، ورائدة في الإستفادة من مكاسب الحضارة الحديثة، فالوسطية تعني التوسط بين التشدد والتطرف من جهة، وبين الميوعة والإنبهار بالآخرين من دون إستيعاب واقعهم من جهة أخرى.
وأشار سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، إلى أن الشعوب الإسلامية رفضت الحركات السلفية المتوغلة في تقليص التراث من دون الإنفتاح على العصر من جهة، كما أنها رفضت الإتجاهات السياسية العلمانية التي تركت الدين والتراث والقيم من جهة أخرى، وأن الحركات التي استطاعت استيعاب دروس التراث واحترام الأصالة، وانفتحت في ذات الوقت على منجزات العصر ومكتسباته، استطاعت أن تكسب ثقة الشعوب الإسلامية.
وبين المرجع المدرسي، أن المنطقة تعيش اليوم تجربةً جديدة عن حركةٍ أستوعبت في غيابٍ من التخطيط جزءاً أساسياً من بلاد المسلمين في أفغانستان، داعياً هذه الحركة إلى ما يلي:
أولا: ترك التشدد، والذي سوف ينتهي بهم إلى التقلص ومن ثم الديكتاتورية والقمع، والإنفتاح على العصر مضافأً إلى الإنفتاح على مختلف الطوائف الموجودة في افغانستان.
ثانياً: ترك الإعتماد على الشرق والغرب، مبيناً أن تجربة الإعتماد على الشرق في التسعينيات من القرن الماضي كانت خاطئة، كما ان الاعتماد على الغرب في الأونة الأخيرة اثبتت فشلها، حيث انسحبت قواتها من البلاد بطريقةٍ عشوائية وفاضحة حين لم تجد لبقاءها في افغانستان جدوى.
ثالثاً: تعيش افغانستان في سباتٍ حضاري كبير، منذ تحول طريق الحرير عنها، وعلى من يحكم افغانستان في المستقبل، أن لا يؤلي جهداً في تطوير إمكانات هذا البلاد من استخراج معادنه، وتفعيل الطاقات البشرية فيه، والاهتمام بالتعليم والتعليم العالي، والتقدم في المجالات الصناعية والزراعية والتجارية المختلفة، مضافاً إلى ايجاد علاقات متوازنة مع دول العالم، ولا سيما مع الدول المجاورة لها.
رابعاً: الإهتمام أولاً بجوهر الإسلام وتطبيق قيمه السامية، التطبيق الذي سوف يؤدي بالبلاد إلى التقدم، مبيناً أن الإسلام يعني الاستقلال والحرية والعدالة والقسط، وبعد تطبيق تلك القيم التأكيد على المظاهر الإسلامية وشعاراتها، إذ أن المحتويات والمضامين الحقيقية أهم من المظاهر.