الأخلاق هي قاعدة الدين وهدف البعثة المهدية، “إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق”، وهي ركيزة النهضة الحسينية وصبغتها، التي أطرت كل مسيرتها، إن النهضة الحسينية جسدت الأخلاق السامية في سلوك القائد، والأدب الرفيع في سلوك الأتباع والأنصار فشكلت أكبر مدرسة واقعية للأخلاق الإنسانية والأدب البشري.
وإليك بعض المفردات والوقائع التي تنبئك عن ذلك:
1- العفو والإحسان لقد أعترض الحر وجيشه الذي بعثه اللعين بن زياد طريق الحسين ومنعه من مواصلة طريقه إلى الكوفة ولكن الحسين، عليه السلام، قابل تلك الإساءة بالعفو والإحسان عندما رأى الظمأ على وجوه أعداءه، بادرهم بسقيهم الماء حتى ارتووا بل وزاد على ذلك ورشف خيولهم بالماء، مع علمه بحاجته إلى الماء مستقبلاً، إلا أنه أبى إلا ترسيخ الخلق الإسلامي الرفيع نهجاً وسلوكاً وعقيدة.
وهذا يوجب علينا جميعاً أن نجعل الأخلاق وسنامها العفو والإحسان عدة لتعاملنا مع الأعداء فضلاً عن المخالفين والمعاندين، مهما بدرت منهم تصرفات سيئة ولنكن مثالاً لقوله تعالى: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} ولنتعلم من الحسين، عليه السلام، العفو والإحسان ولنصطبغ بهذا الخلق دائماً وأبداً في كل الظروف حتى يكون سجيتنا وطبعنا:
حكمنا وكان العفو منا سجية ولما حكمتم سال بالدم أبطح
هذا فضلاً عن جعل العفو الدائم في وسطنا الداخلي لا نحيد عنه أبداً حتى نكون مع الحسين، عليه السلام، في نهجه ومسيراته، لا مع أعداءه الغلاظ الجفاة العابسين قمطريراً.
2- التسابق لفعل الخيرات حيث كان أصحاب الحسين، عليه وعليهم السلام، يتسابقون لنصرة إمامهم، والشهادة والدفاع عن حرم رسول الله، صلى الله عليه وآله، وعن قيم الرسالة فلم يتوانوا ولم يتثاقلوا، بل كانوا جميعاً يتسابقون لفعل الخيرات، بل كانوا لا يدعون لحظة إلا ملؤها خيراً حتى بلغ منهم أنهم كانوا في آخر رمق من حياتهم يوصون الآخر منهم بنصرة القيم والدفاع عن الحسين وأهل بيته.
وهذا السلوك يحملنا مسؤولية التسابق لفعل الخيرات ولا ننتظر فعل الغير لها، فليبادر كل واحد منا بعمل خيري يخدم الحركة الرسالية المباركة.