أنتقد هيوارد جاردنر في كتابه اطر العقل الذي تم نشره في عام 1983 الاتجاه التقليدي في دراسة الذكاء وقياسه بوصفه عاملا وحيدا ثابتا، وبدلا من البحث عن مقياس واحد لقياس الذكاء كميا حاول جارندر ان يستكشف الطريقة التي يقيم بها الأفراد ثقافات معينة، وكذلك الطريقة التي يقدم بها الإفراد منتجات مختلفة أو يخدمون ثقافاتهم في قدرات متنوعة وبهذا فأن الاتجاه الذي سلكه جاردنر لدراسة الذكاء يكمن في استكشاف الطرق التي تقيم فيها الثقافات المختلفة الأفراد، وكذلك الطرق التي يبتكر بها الأفراد منتجات مختلفة لثقافاتهم. وبالتالي عرف جاردنر الذكاء بأنه:القدرة على حل المشكلات التي تواجه الفرد أو تخليق أنتاج أهمية في جوانب ثقافية متعددة من مثل: الشعر والموسيقى والرسم والرياضة وغيرها من جوانب الثقافة.
يتضح مما سبق أن الذكاء بمفهوم جاردنر ليس موحدا، إنما متعدد، وأن كل فرد يمتلك ذكاءات متعددة، وهذه الذكاءات توضح الفروق بين الإفراد وأن الاهتمام ليس بدرجة ما يملكون من ذكاء بل بنوعية هذه الذكاءات.
كما يؤكد جاردنر على ان الأسوياء من الناس قادرون على الإفادة من توظيف توليفة فريدة من ذكاءات قوية، وذكاءات ضعيفة يستخدمونها لحل مشكلاتهم، أو تشكيل ناتج عملهم. وعلى ذلك فان الاختلاف بين الإفراد يحدث نتيجة اختلافات كيفية في قوة كل نمط من أنماط الذكاءات، وفي طريقة تجميع وتداخل وتحريك هذه الذكاءات عند حل مشكلة ما أو القيام بعمل من الإعمال .
صنف جارندر الذكاء في سبعة أنماط هي: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء المكاني البصري، والذكاء الجسمي الحركي، والذكاء الموسيقي والذكاء الاجتماعي والذكاء الطبيعي وكذلك الشخصي والوجودي
هذا ويتعامل كل نمط من أنماط الذكاء مع نوع خاص من الخبرات فهناك ذكاء يتعامل مع المكان، وذكاء يتعامل مع الكلمة، وذكاء يتعامل مع الأرقام وذكاء يتعامل مع الصوت ودرجاته وذكاء يتعامل مع الظروف الاجتماعية بمكوناتها البشرية والمادية، وقد صنفها جارندر في سبعة أنماط هي: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء المكاني البصري، والذكاء الجسمي الحركي، والذكاء الموسيقي والذكاء الاجتماعي والذكاء الطبيعي وكذلك الشخصي والوجودي.
مفهوم وتعريف الذكاء المنطقي الرياضي
القدرة على استخدام الأرقام بكفاءة مثل الرياضي، المحاسب الإحصائي، وكذلك القدرة على التفكير المنطقي ـ العالم ـ المصمم برامج الحاسب الالي- أستاذ المنطق ـ هذا الذكاء يتضمن الحساسية للنماذج والعلاقات المنطقية في البناء التقريري والافتراضي ـ بما ان …أذن- السبب والنتيجة ـ وغيرها من نماذج التفكير المجرد. إن نوعية العمليات المستخدمة في الذكاء المنطقي الراضي تشتمل على التجميع في فئات التصنيف، اختبار الفروض، المعالجات الحسابية.
القدرات الخاصة بالذكاء المنطقي الرياضي:
- تمييز الأنماط المجردة: وهي القدرة على تمييز الأنماط في البيئة المحيطة بنا سواء في الطبيعة أو أعمال الإنسان: مثل الأنماط الحلزونية، النجمية، المثلثية.
- التفكير الاستقرائي: وهو عملية منطقية تبدأ من الجزء من اجل فهم الكل، وتسمى هذه الطريقة ـ بالطريقة الارسطو طاليسية ـ وهذه العملية عادة يستخدمها العاملين في البحث الجنائي، حيث يجمعون نتق المعلومات الصغيرة المتفرقة ثم يستخدمونها لتكوين صورة كاملة عن الجريمة وتحديد الجاني.
- التفكير ألاستنتاجي: وهذا النوع من التفكير هو عكس النوع السابق حيث يبدأ من الكل من أجل فهم الجزء وتسمى هذه الطريقة في التفكير(الطريقة الأفلاطونية)، ولو أخذنا نفس المثال السابق وهو البحث الجنائي هنا يكون المحقق متأكد من معرفة الجاني ويبحث عن أدلة لإثبات الجريمة على هذا المتهم.
- تمييز العلاقات والروابط: تتميز الروابط والعلاقات بين الأشياء المختلفة، وخاصة العلاقات غير البارزة وتوظيف هذه المهارة للاستفادة منها في شؤون الحياة العادية.
- القيام بحسابات معقدة: وهذه المهارة هي الأهم من ضمن مهارات التفكير الرياضي وهي تتجاوز الحسابات الرياضية التي تتعلمها في المدرسة الى الحسابات التي نستخدمها في حياتنا مثلا من يريد بناء بيت يجب أن يحسب كميات الحديد والاسمنت وغير ذلك.
- التفكير العلمي: هذا التفكير يتكون من عدة مراحل هي: الملاحظة، أصدار الإحكام، موازنة الأمور واتخاذ القرارات والتنفيذ وكلما واجهتك مشكلة ونجحت بحلها فأنت تستخدم التفكير العلمي.
مقياس الذكاء المنطقي الرياضياتي:
1- استطيع بسهولة ان احسب الإعداد في رأسي.
2- الرياضيات أو العلوم من بين المواد الدراسية المفضلة عندي في المدرسة.
3- أتمتع بلعب الألعاب وحل الإلغاز التي تتطلب تفكيرا منطقيا.
4- أحب ان أعمل تجارب صغيرة من نوع ماذا يحدث لو فعلت كذا شي.
5- يبحث عقلي عن أنماط وانتظامات وتتابعات منطقية في الأشياء.
6- أنا مهتم بالتطورات الجديدة في العوم.
7- أومن بأن لكل شي تقريبا تدرجا عقلانيا.
8- أحيانا أفكر باستخدام مفاهيم مجردة بدون استخدام الكلمات والصور.
9- أحب العثور على أخطاء منطقية في الأشياء التي يقولها الناس ويعلمونها في البيت.
10- أشعر باني أكثر راحة حين يتم قياس شي وتصنيفة في قائمته وتحليله أو تكميله على نحو ما.
11- نواحي قوة أخرى منطقية رياضياتية.
استراتيجيات الذكاء المنطقي الرياضي
للذكاء المنطقي استراتيجيات يمكن توظيفها او استخدامها بالشكل المناسب، وثمة أنواع من هذا الذكاء، منها:
- استراتيجية الحسابات والكميات: لم يعد استخدام العمليات الحسابية والمنطقية قصرا على الرياضيات والعوم بل هناك منحى لاستخدامها في موضوعات مختلفة كالمواد الاجتماعية واللغات فمثلما في دروس العوم الإنسانية بشكل عام يحتاج المتعلم الى الوعي بإعداد المفقودين والجرحى في الحروب وعدد السكان لبلد ما أو معلومات عن المناخ أو أكثر الدول تصديرا للنفط وأكثرها احتياجا له…، وعلى كل حال على المعلم أن يكون مدركا ويقضا لأهمية الدلالة الرقمية بالنسبة للأعداد المثيرة للاهتمام ومسائل الرياضيات المتحدية التفكر أينما توجد.
- استراتيجية التصنيف والتبويب: إن استراتيجية التصنيف و التبويب تعد من الاستراتيجيات المستندة الى استيعاب المفاهيم التي تقوم على فهم الخصائص الحرجة لمجموعة من المثيرات أو المنبهات، وتشير مهاة التصنيف الى العمل على تجميع الفقرات والمفردات على أساس من خصائصها الحرجة، أو العمل على وضع المفردات ف مجموعات بناء على خصائصها المشتركة.
وتتضمن مهارة التصنيف عدد كبيرا جدا من المثيرات فمن خلال عملية التصنيف يمكن للمتعلم أن يجعل الأشياء الغريبة مألوفة، حيث ان التصنيف يؤلف بين الأشياء الغريبة لجعلها مألوفة البناء المعرفي للمتعلم.
- استراتيجية التساؤل السقراطي: وفي التساؤل السقراطي يقوم المعلم بدور المحاور والمتسائل عن وجهات نظر الطلبة فبدلا من التحدث مع الطلبة، فإن المعلم في هذه الإستراتيجية يحاور الطلبة مستهدفا الكشف عن الصواب والخطأ في مفاهيم معتقداتهم، والطلبة من وجهتهم يساهمون في الحوار من خلال وضع فرضياتهم، والمعلم بدوره يرشدهم الى اختبار هذه الفرضيات بمزيد من الدقة والوضوح من خلال فن المحاورة والمساءلة المستندة الى المنطق.
- استراتيجية مواجهة الكشف أو المساعدات الذاتية: يعد مجال مواجهات الكشف من المجالات الواسعة والفضفاضة والمنتمية الى مجموعة من الاستراتيجيات، مثل خطوط الإرشاد وقواعد تقليب الصفحات واقتراحات لحل المشكلات المنطقية، ومن جملة مبادئ هذه الإستراتيجية ماياتي: العثور على مماثلات هذه المشكلة التي ترغب في حلها وتفكيك وفصل الأجزاء المختلفة للمشكلة أو اقتراح حل ممكن للمشكلة والرجوع للمشكلة وإيجاد موقف له علاقة بالمشكلة المطروحة ثم حلها.
يتعامل كل نمط من أنماط الذكاء مع نوع خاص من الخبرات فهناك ذكاء يتعامل مع المكان، وذكاء يتعامل مع الكلمة، وذكاء يتعامل مع الأرقام وذكاء يتعامل مع الصوت ودرجاته
كما أنها تؤكد على الاكتشاف والاستقصاء الذاتي من قبل المتعلم للمشكلات التي تواجهه.
- استراتيجية التفكير العلمي: وكما ينبغي ان نبحث عن الرياضيات في كل جزء من أجزاء المنهج التعليمي، كذلك ينبغي أن نبحث عن الأفكار العلمية في مجالات غير العلوم وهذه الإستراتيجية هامه على وجه الخصوص مع التسليم بوجود أبحاث تظهر ان 95% من الراشدين تنقصهم المعرفة الأساسية بالمفردات العلمية ويظهرون فهما ضعيفا لتأثير العلوم في العالم.
وهناك طرق لنشر التفكير العلمي عبر المنهج التعليمي كله، وعلى سبيل المثال يستطيع التلاميذ ان يدرسوا تأثير الأفكار العلمية الهامة في التاريخ، ويستطيعون ان يدرسوا الخيال العلمي واحد العينين تتجه نحو اكتشاف ماذا كانت الأفكار الموصوفة ممكنة التحقق، ويستطيعون ان يتعلموا عن المسائل العالمية أو الشاملة؛ مثل الايدز وتزايد السكان، وأثر الفينة التي تتطلب خلفية علمية حتى يحسن فهمها وفي كل جزء من أجزاء المنهج التعليمي يوفر العلم وجهة نظر أخرى تثرى منظور التلاميذ على نحو ملحوظ.
ومن هذا نفهم ان الذكاء المنطقي الرياضي كأحد أنواع الذكاءات المتعددة التي لابد من تشخيصها لدى المتعلمين والاهتمام بها وتنميتها، من خلال الاستراتيجيات والبرامج الخاصة والمعدة لذلك، من اجل تنمية شخصيته العلمية في التعامل مع المشكلات التي يواجهها خلال مسيرة حياته والوصول به الى نقطة الادارك العلمي او التعامل وفق عمليات التصنيف والتبويب التي تمثل بعدا من أبعاد ذلك النوع، وكذلك من خلال وضع المحتوى المبني على الفهم، من خلال العمليات العقلية كالاستنتاج، والاستكشاف، والاستقراء وغيرها من العمليات العقلية التي نصل بها الى نتائج علمية مبنية على المنطق.
———————–
المصادر
- حسين، محمد عبد الهادي، نظرية الذكاءات المتعددة، دار الجوهرة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2014.
- مجيد، سوسن شاكر، تنمية وتدريس الذكاءات المتعددة للأطفال، دار صفا، الأردن 2009.
- علي ن محمد السيد، اتجاهات وتطبيقات حديثة في المناهج وطر التدريس، دار المسيرة، عمان الأردن.
- حسين، محمد عبد الهادي، قياس وتقييم قدرات الذكاءات المتعددة ط1، دار الفكر، عمان الأردن، 2003.
- نوفل، محمد بكر، الذكاء المتعدد في غرفة الصف – النظرية والتطبيق، دار المسيرة، الأردن، 2007.
- جابر، جابر عبد الحميد، الذكاءات المتعددة والفهم تنمية وتعميق، دار الفكر العربي، ط1، القاهرة- مصر، 2003.
- شوا هين، خير سلمان، نظرية الذكاءات المتعددة نماذج تطبيقية، عالم الكتب الحديث، ط1، اربد- الأردن، 2014.