بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. (سورة التحريم، الآية:6)
انطلاقاً من الآية الكريمة التي صرحت بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل وتأديبه، يمكن تعريف التربية على أنها؛ عملية بناء وتوجيه واعداد الشخصية الانسانية، وهي فريضة شرعية، وواجب أخلاقي لا ينبغي التهاون فيه.
وبما أن البناء الصحيح للفرد داخل الأسرة، يعتمد على ما يتلقاه من علوم ومعارف وثقافة تكوّن شخصيته، فان نجاح هذه العملية ينعكس مباشرة على نشوء أمة واعية وناهضة قادرة على تحدي الصعاب وتحمل المسؤوليات. وهذا لن يتم إلا باتباع المنهج المرحلي في التربية، ويبدأ من الصِغر وحتى الكِبر، وذلك حسب المراحل التالية:
المرحلة الاولى: الحمل والرضاعة
لا يخفى على الجميع ما لهذه الفترة من أهمية في تكوين الطفل ونشأته، وما تتركه أعمال وسلوكيات الأم على الجنين؛ من الناحية النفسية والجسدية، وقد أثبتت التجارب، التأثيرات الايجابية المباشرة لأعمال تقوم بها الأم، مثل؛ قراءة القرآن الكريم في فترة الحمل، او الوضوء عند الرضاعة.
ومن الواضح أن الطفل في أيامه الاولى يسمع ويفهم الكلام من حوله، ولذا أكد الاسلام على هذه الناحية في الايام الاولى من عمر الطفل، فكان التأكيد على الأذان في أذن الطفل اليمنى، والإقامة في اليسرى، وهذا دليل واضح على وجود قدرٍ معين من الاستيعاب والتفهّم عند الطفل الرضيع بما يسمعه في الايام الاولى من الولادة.
المرحلة الثانية: الطفولة والمراهقة
من الطبيعي ارتكاب الطفل بعض الاخطاء في السنوات الاولى من عمره، نتيجة لعدم اداركه الامور من حوله، فيحتاج الى الارشاد من قبل الأهل في الاسرة، او المعلم في المدرسة، بيد أن المؤسف أن نرى في واقعنا تعريض الطفل للعقوبات القاسية اذا ما أخطأ بشيء، مثل الضرب والاهانة، ويعتقد البعض ان هذا أفضل وسائل التأديب على أن لا يكرر الخطأ ثانية، متجاهلين الآثار النفسية في الحاضر والمستقبل، فضلاً عن الآثار الجسدية التي تستتبع احكاماً شرعية بدفع الديّة في حال ترك آثار شديدة على الجسد.
المرحلة الثالثة: الشباب
وهنا يبدأ الشاب بالاهتمام ببناء شخصيته، مع رغبة بالظهور امام المجتمع وإبراز قدراته، ويكون الميل في هذه الفترة العمرية الى الاستقلالية في التفكير والرأي، وحتى مقتنياته الخاصة في البيت.
في هذه المرحلة العمرية الحساسة يتطلب من الأهل إجراء حالة من التوازن في طريقة التعامل مع الشباب؛ بين المتابعة الدقيقة لميوله ونوع علاقاته من نظرائه الشباب، وبين إعطائه قدراً من الحرية في التفكير والتصرف، حتى لا نقع في محذور التشدد والانغلاق.
ولا ننسى ضرورة عقد الجلسات القصيرة، وربما الطويلة معهم للاستماع اليهم تلبية لاحتياجاتهم، وايضاً الاستماع الى مشاكلهم وما يعانون منه، والمساعدة على تقديم الحلول، بل وحتى الاستماع الى نكاتهم واحاديثهم السارة، ما من شأنه تعزيز العلاقة بين الابوين وابنائهم الشباب، وهو ما يعود بالفائدة العظمى على الطرفين وعلى الأسرة والمجتمع بأسره.
أضيف على ما تفضلت به الكاتبة الكريمة، دور الأم في توجيه وتشجيع الاطفال والاشبال لعمل الخير وللجد والاجتهاد في الدروس ، واكتساب جميع الصفات الحسنة ، الى جانب دور الأب، ولكن لأن الام موجودة اكثر في البيت فهي اكثر تأثيراً على نفسية وطباع الاطفال، ومنها تنبني شخصية الشاب وحتى يكون رجلاً او امرأة. وشكراً