تربیة و تعلیم

قضايا ومشكلات معاصرة في التربية الخاصة

الحديث عن القضايا والمشكلات المعاصرة في ميدان التربية المعاصرة؛ هو حديث عن الاهتمام غير المسبوق بقضايا الإعاقة والإفراد ذوي الإعاقات، ونتيجة لذلك فقد ظهرت قضايا عديدة لم تكن لتظهر لولا هذا الاهتمام، وفي الواقع فإن مثل هذه القضايا إنما تعمل في مجملها على ان تسهم في التخفيف عن الأفراد ذوي الإعاقات، وتعديل سلوكهم والوصول بهم الى قدر معقول من جودة الحياة على اثر ضمان عدم التحيز ضدهم بسبب تلك الإعاقة التي يعانون منها، ومن ثم يصير من الضروري أن نساعدهم على الاندماج بصورة كلية شاملة في المجتمع، وفي الحياة بكل ما فيها ومن فيها.

 ولذلك لابد من مساعدتهم على استغلال بقايا قدراتهم، وجوانب قوتهم، والحد من نواحي القصور، ومن ذلك ظهرت العديد من القضايا والتي تقابلها في الوقت نفسه مشكلات تتعلق في جانب تربية هذه الفئة، وصار التركيز على تقديمها والعمل على تجاوزها امرا ضروريا، وبحسب حجم التأثير الذي تخلقه إيجابا أو سلبا، فمنها ما يدور حول التكنولوجيا المساعدة التي تخدمهم ومنها ما يتعلق بالتدخل المباشر والمبكر للقضايا الوراثية التي يتسمون بها، ومنها ما يتعلق بالشروط والمتطلبات اللازمة لنجاح الدمج الشامل لهؤلاء الإفراد في مدارس التعليم العام، وزواج هذه الفئة تعتبر من أهم القضايا وأخطرها، وكذلك ومنها ما يتعلق في التأهيل المرتكز على المجتمع.

وقبل تسليط الضوء على مثل هذه القضايا وليس بمجملها لابد ان نقف على فهم وأحاطه بما يتعلق بمفهوم التربية الخاصة أو الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة .

  • التربية الخاصة / مفهومها وتعريفها

إن موضوع التربية الخاصة هو موضوع يهدف الى خدمة الأفراد غير العاديين، الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا عن المتوسط العام للأفراد العاديين في نموهم العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتماما خاصا من المربين بهذه الفئة من الإفراد من حيث طرائق تشخيصهم ووضع البرامج التربوية واختيار طرائق التدريس المناسبة لهم.                      

  • تعريف التربية الخاصة:

البعض ينظر الى التربية الخاصة من زاوية قانونية، والبعض الأخر قدر يراها زاوية أدارية بحته، على اعتبار أنها جزء من النظام المدرسي، والبعض ينظر لها من منظور اجتماعي، أو سياسي على اعتبار أنها أحدى ثمار حركة الحقوق المدنية، او لكونها تعكس التغيرات في الاتجاهات المجتمعية نحو الإعاقة بشكل عام، أما البعض ينظر لها ضمن أطار التعليم وهو جوهر هذا النوع من التربية”

فالتربية الخاصة: هي مجموعة البرامج التربوية المتخصصة التي تقدم لفئات من الإفراد غير العاديين، وذلك بهدف مساعدتهم في تنمية قدراتهم الى أقصى مستوى ممكن، أضافه الى مساعدتهم في تحقيق ذواتهم، ومساعدتهم في التكيف.

  • فئات الأطفال غير العاديين

وجود تسع فئات من الأفراد غير العاديين تنطوي تحت مظلة التربية الخاصة:

  1. الموهبة والإبداع
  2. الإعاقة العقلية
  3. الإعاقة البصرية
  4. الإعاقة السمعية
  5. الإعاقة الانفعالية السلوكية
  6. الإعاقة الحركية
  7. صعوبات التعلم
  8. التوحد
  9. اضطرابات النطق أو اللغة.
  • الأسس التي تقوم عليها التربية الخاصة
  • الأساس الديني: دعت الديانات السماوية والمذاهب الى المساواة في الحقوق والواجبات، كما دعت الى ضرورة رعاية المجتمع لابنائة الضعفاء، فجاء كل ذلك ليمثل أحد المؤشرات الأساسية في أي مجتمع تجاه أبنائه المعوقين.
  • الأساس القانوني: تمثل الإعلانات العالمية والتشريعات والنصوص القانونية التي صدرت عن مختلف المؤتمرات، وهيئات الأمم المتحدة والدساتير والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان التي اعترفت بحقوق المعوقين.
  • الأساس الاقتصادي: يعني الاهتمام بتقديم الخدمات التعليمية العامة والمهنية للمعوقين، وتدريبهم على وفق قدراتهم حتى لا يشكل هولاء عبئا على المجتمع، ان هذه التدابير التربوية توفر لهم فرص التعليم وتعالج بطالتهم عن الإنتاج.
  • الأساس ـ الاجتماعي ـــ التربوي: أي الاهتمام بالفرد ضمن المجموعة التي ينتمي إليها وتعليمة متطلبات العيش الكريم بها.
  • الأهداف التي تسعى التربية الخاصة الى تحقيقها

التربية الخاصة تسعى الى تحقيق خمسة أهداف رئيسية:

  1. التعرف الى الأطفال غير العاديين بواسطة أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل من فئات التربية الخاصة.
  2. أعداد البرامج التعليمية لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
  3. أعداد طرائق التدريس المناسبة لكل فئة من التربية الخاصة، وذلك لتنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية على أساس الخطة التربوية الفردية.
  4. أعداد الوسائل التعليمية التقنية الخاصة بكل فئة من فئات التربية الخاصة، كالوسائل التعليمية الخاصة بالمكفوفين أو المعوقين عقليا، أو المعوقين سمعيا.
  5. أعداد برامج الوقاية من الإعاقة بشكل عام، والعمل ما أمكن على تقليل حدوث الإعاقة عن طرائق عدد من البرامج الوقائية.
  • الاستراتيجيات التي تستند عليها التربية الخاصة

تستند التربية الخاصة على مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن ان تسهم في نجاح تقديم خدماتها، وهي:

  1. الشمول: ان تقدم الخدمات الصحية، والنفسية، والاجتماعية، والتربوية والتاهيلية لجميع الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها وفي جميع مراحل حياتهم.
  2. اللامركزية: أي ان تصبح إدارات التربية الخاصة موزعة على مختلف المناطق، وإلا تقتصر على الإدارات المركزية.
  3. سهولة الوصول الى مختلف الخدمات الخاصة: أي إزالة العوائق التي تحول دون وصول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الى المرافق العامة والخدمات المجتمعية.
  4. الدمج: أي دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة دمجا شاملا وكاملا، وتلبية جميع احتياجاتهم بغض النظر عن شدتها.
  5. الدمج الوظيفي: يقصد به دمج الاحتياجات الخاصة في المدرسة العادي، وتقليل الفروق الوظيفية بينهم وبين اقرأنهم، من خلال مشاركتهم في بعض الأنشطة التعليمية كالموسيقى والفن والأشغال والتربية الرياضية.
  6. الواقعية: ضرورة تطوير الخدمات والبرامج للمعوقين بمستوى التطور الاجتماعي والتقني الاقتصادي والسياسي للدولة.
  7. التكاملية: هي واحدة من الاستراتيجيات التي يجب ان نميز بها التربية الخاصة، وتعني نظرتها الى الشخص المعوق ككائن متكامل، وليس الى جوانب العجز أو النقص فيه.
  8. توفر المهنيين: يتطلب تقديم خدمات التربية الخاصة توافر معلمين مؤهلين على درجة كافية من الخبرة والدراية، وهذا يتطلب إعدادهم متأهل يهم أكاديميا تأهيلا كافيا قبل الخدمة.
  • قضايا التربية الخاصة

أولا: استخدام التكنولوجيا الحديثة مع الإفراد ذوي الإعاقات

يعتبر استخدام التكنولوجيا الحديثة مع الإفراد ذوي الإعاقات من القضايا المهمة في التربية الخاصة وفقا لذلك فإننا سوف نسير في عرضنا لاستخدام الأدوات والوسائل والأساليب التكنولوجية الحديثة مع الإفراد ذوي الإعاقات ويكون ذلك من خلال ثلاثة محاور:

  • أساليب التعرف على أسباب الإعاقة وتشخيصها

مما لاشك فيه أن استخدام الأساليب المختلفة التي إتاحتها لنا التكنولوجيا الحديثة أو ما تعرف بأساليب التكنولوجيا المساعدة، قد جعلت من الأيسر في الوقت الراهن ان نصل الى تشخيص دقيق لأي حالة من الحالات التي نسعى الى تحديدها وتشخيصها، بل وتقييمها وصحة اختيار الأساليب التدخل المناسبة وهي الأمور التي عادة ما يكون من شانها تساعدنا بدرجة كبيرة في تحقيق القدر المناسب من تعديل السلوك.

 ومن صور أساليب معرفة أسباب الإعاقة وتشخيصها هو فحص الحوامل، أو فحص الزوجين قبل الزواج، لمحاولة لتلافي ما ينتج عنه من حالات الإعاقة كمتلازمة إعراض دوان، وغيرها وتشمل الفحوصات لتلافي ذلك فحوص الفرز، أو التصفية، أو الفحوص التشخيصية كالموجات فوق الصوتية للجنين أو فحص السائل الذي يحيط به او فحص الزغب الذي يكسو المشيمة وغيرها.

 وهناك فحوصات بعد ولادة الجنين وتشمل نواة الخلية والسمع والبصر  والدم والقلب والفحص العصبي المتعلق بصعوبات التعلم. ولذوي اضطراب الانتباه والنشاط المفرط.

  • غرف المصادر: إن غرفة المصادرهي فصل يتم تجهيزه بالمواد التعليمية والأجهزة والسائل التعليمية المختلفة؛ أي يتم تجهيزه بمصادر التعلم، أو المصادر التعليمية المختلفة، التي تكون من شانها ان تخدم المراحل التعليمية المختلفة كون المتعلم في التربية الخاصة يقضي معظم يومه في غرفة المصادر التي تتضمن مصادر عامه وخاصة جدا.
  • التكنولوجيا المساعدة: هي التكنولوجية التي تقوم مقام المعوض او ما تسمى بالتعويضية تسهم بشكل كبير في مساعدة هؤلاء الأطفال على تحقيق الأهداف من البرامج المستخدمة، كسماعات الإذن التي تستخدم للصم والكمبيوتر، وكذلك التليفونات الهزازة، أو مكبرات الصوت وغيرها.

ثانيا: الاضطرابات الكروموزمية التشخيص والتقييم والتدخل المبكر:  الحديث عن الاضطرابات الكروموزمية (زيادتها أو نقصانها)؛ هو حديث عن الجوانب الوراثية التي تؤدي الى الإعاقة العقلية والفكرية مما يعيق بقية المجالات التي تتعلق بشخصيته كالتواصل، العناية بالذات،الحياة المنزلية، المهارات الاجتماعية، توجيه الذات، الصحة والأمان، الأداء الوظيفي الأكاديمي، قضاء وقت الفراغ ..، وبما ان الاضطرابات هذه تعزى الى أسباب قبل الحمل وأثناء الولادة، وبعدها فإنها تعتبر قضية مهمة في التربية الخاصة للتدخل المبكر، الذي قد يساعد من تخفيفها من خلال برامجه المختلفة والتي تنعكس بدورها على شخصية الطفل والأسرة والمجتمع.

ثالثا: الدمج الشامل للأطفال ذوي الإعاقات في التعليم العام (المتطلبات والشروط اللازمة لنجاحه)

قد اختلفت الآراء وتعددت المقترحات في سبيل ضم هذه الفئة من المجتمع واحتواءها، وذلك من خلال الإخراج من المؤسسات، أو تحديد الذات، وكذلك الضم أو الاحتواء الكلي(الدمج الشامل)، وبعيدا عن المشكلات التي يفرضها الواقع بإبعاده المختلفة على هذه الفئة، هنالك من دعى الى ضمهم الى التعليم الشامل وفق الشروط اللازمة والتي تتضمن مراعاة كل مما ياتي:

  1. الوقت بالنسبة لهم من حيث الأداء ومن حيث فترات الراحة، ومن حيث الاختبارات، وكذلك المرونة في المكان.
  2. من حيث المكان وما يتعلق بالخصوصية في الاختبار وفي دمجه مع مجموعة صغيرة و تخصيص ما يناسب إمكاناته وقدراته الجسمية الذهنية.
  3. من حيث البدائل: أي توفير ما يمكن ان يعوض عن ما لا يستطيع تقديمه مع اقرانة الأسوياء، ويكون ذلك حتى في الاختبارات من حيث موضوعية الأسئلة التي تتناسب مع ما يستطيع تقديمه.

ومما يسهم في نجاح الدمج الشامل لذوي الإعاقة مع اقرانهم هو توظيف الممارسات المختلفة؛ كفرق الحكماء والإرشاد المشترك، والتدريس التعاوني، وكذلك مما يتعلق بالمناهج التي  يتم تصميمها بغرض تغيير الاتجاهات نحو الإعاقة.

رابعا: زواج الإفراد ذوي الإعاقات:

تعتبر قضية زواج الأفراد ذوي الاعاقات من القضايا التي تهم التربية الخاصة، لأخذ بالاعتبار انهم لا يختلفون عن غيرهم بالإعاقة المحددة، وان قضية التزاوج قضية وأمر اجتماعي له مأخذه وعطاياه، وحتى يكون ناجحا بالنسبة لهذه الفئة، هنالك من اقترح ان يتزوج الفرد ذو الإعاقة من فرد سوي، أو يتزوج الفرد ذو الإعاقة من قرين مثله وبغض النظر عما ذا مكان بينهما فالزواج لابد ان يقوم على:

  1. التقبل .
  2. حسن المعاشرة.
  3. المهنة وما يرتبط بها من مكانه.
  4. القوامه.
  5. الدخل الازم
  6. الجنسية.
  7. النضج الجنسي.
  8. أوجه القصور ذات الصلة بالجهاز التناسلي.
  9. التناسل وتحسين النسل.

خامسا: التأهيل المرتكز على المجتمع: تعد قضية التأهيل بالنسبة للإفراد ذوي الإعاقات من الأمور الضرورية التي تحتل درجة كبيرة من الأهمية وذلك في سبيل إعدادهم للحياة في المجتمع ، ومساعدتهم على الاندماج مع أعضاء المجتمع حيث يتم بواسطة علاج بعض أوجه القصور التي يعانون منها، وتنمية بعض جوانب القوة التي تميزهم واستغلالها استغلالا الأمثل حتى يتم تحقيق الأهداف المنشودة في هذا الإطار ويكون ذلك من خلال التأهيل الاجتماعي والصحي والتربوي والمهني.

  • مشكلات في التربية الخاصة

أولا: قضايا مشكلات قياس وتشخيص الأطفال غير العاديين

بالرغم من الجهود المبذولة في تطوير أساليب القياس والتشخيص في التربية الخاصة من حيث دلالات صدقها وثباتها ومعاييرها، والأهداف المتوقعة من تطبيقها بالرغم من كل ذلك فقد واجهت تلك الأساليب العديد من المشكلات والقضايا المتعلقة بأدوات القياس والتشخيص من حيث فلسفتها وأهدافها، ودلالات صدقها وثباتها وإجراءات تطبيقها ومنها :

  • مشكلات عامه في القياس والتقويم: وتتضمن العديد من المشكلات المتعلقة بموضوع القياس، كقضية استخدام المصطلحات المتعلقة بموضوع القياس وموضوع التقويم والغموض، الذي يكتنف كل منهما وكذلك أداة القياس فهل هي اختبار أو مقياس، أو قائمة تقدير أو ملاحظة وما نوعها وما محاذير استخدامها وهنالك جملة من هذه المشكلات التي تتعلق بأدوات القياس يمكن أجمالها:
  • مشكلة تقييم أداء الفرد وتقدمه باستخدام مقاييس ذات دلالات صدق وثبات مناسبة، أو مشكلة وجود صور متكافئة للاختبار، أو اختبارات فرعية للمقياس ومشكلة تقنين الاختبار، اذ يصعب الحكم على تقدم أداء الفرد في ظاهرة ما، إذا لم تتوفر أدوات القياس ذات الشروط السابقة الذكر، والتي يصعب أحيانا تلافيها.
  • مشكلة إعداد وكتابة تقرير على أداء المفحوص وما هي النقاط التي يجب تغطيتها في ذلك التقرير، اذ نجد الكثير من التقارير والتي تخلو من المعلومات المتعلقة بسبب إحالة المفحوص، أو اسما الاختبارات المستخدمة أو عرض النتائج بطريقة يسهل تفسيرها وتحليلها وكذلك صعوبة وجود توصيات للعمل بها بناء على ذلك التقرير.
  • مشكلة صعوبة تفسير نتائج أداء المفحوص لذويه.
  • مشكلة كفاءة الفاحص وتدريبه وخبراته وقدرته على أجراء وتطبيق فقرات الاختبار عليا للمفحوص مما ينعكس سلبا على أداء المفحوص.
  • مشكلة توفير الظروف الفيزيائية المناسبة لإجراء الاختبار (المكان المناسب والجلسة المناسبة والإنارة والتهوية ودرجة الحرارة…).

أما المشكلات التي تتعلق بالقياس لكل فئة من الفئات يكون ذلك حسب نوع الإعاقة فمنها ما يتعلق بالقدرة العقلية، أو مقاييس الذكاء الذي اختلف في قياسه الكثير، فالتجدد والتطور والتجار بالمستمرة في قياس القدرات العقلية هو ما يجعل قياسها غير ثابتا بحسب نوع المقياس ودرجة صدقة وثباته، فضلا عن العوامل التي تم ذكرها في المشكلات العامة في القياس والتقويم، وهذا يشمل كل من مشكلات الإعاقة السمعية والبصرية وصعوبات التعلم والتكيف الاجتماعي.

  • مشكلات إدارة وتنظيم برامج التربية الخاصة.

الحديث عن مشكلات الإدارة والتنظيم في برامج التربية الخاصة بأخذ بنا الى معرفة الأسباب، التي تؤدي لتلك المشكلات، وان نقص الكوادر وقلة وضع البرامج الناحية يأتي في المستوى الأعلى منها، إلا ان من هام ما تواجهه التربية الخاصة من مشكلات هي طبيعة التطور الذي يحصل في مقاييس الأداء والتشخيص، وكذلك تطور مناهج وبرامج وأساليب التدريس في التربية الخاصة، والتغيير المستمر وظهور التشريعات والقوانين الخاصة.

  • مشكلات الوقاية من الإعاقة

الوقاية من الإعاقة من المشكلات الرئيسية التي تنال اهتمام التربية الخاصة محاولة تلافي حجم المشكلة التي تفاقم حجم الإصابة التي يصاب بها الفرد المعاق، ومن المشكلات التي تواجه التربية الخاصة في سبيل تحقيق هذا المطلب هو قلة البرامج الموضوعة، التي تلافي تعرضهم لأي سبب من الأسباب التي تعيقهم، والتي غالبا ما ترتبط بالتمويل والكلفة التي تحتاج الى ميزانية ليست قليلة، فضلا عن الضغوط النفسية والاجتماعية، التي يعاني منها المعاق ضمن البرنامج المخصص لذلك وكل ذلك مرتبط بما يتوفر لذوي الحاجات منى أماكن وبرامج وكلفة.

ومن ذلك نجد أن الاهتمام بالتربية الخاصة لا يأتي فقط من خلال الاهتمام بوسائل جمع البيانات حول الفئات التي تقع ضمن اهتمامها، من حيث الكشف عن المشكلات وطبيعة ونوع العوق، او الفئة الخاصة التي تتطلب ذلك الاهتمام، بل الاهتمام يأتي من توفير الوسائل والادوات والاستراتيجيات، والطرق الكفيلة بمساعدة تلك الفئات  على إدارة شؤون حياتهم، والعبور بهم الى بر الأمان الذي يضمن سلامتهم.

 وكذلك استثمار طاقاتهم بما يسهم في أثبات وجودهم، من خلال أعداد البرامج التدريبية المتنوعة والمختلفة التي تسهم في بناء شخصياتهم وتعزيز وجودهم وتحقق انسجامهم مع فئات المجتمع الأخرى، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع في أعانتهم من خلال التنسيق الكامل والشامل بين أنظمة ومؤسسات المجتمع المختلفة، كونها مهمة تتطلب إشراك الجميع في انجازها ومشكلة من خلال التعاون يمكن التعامل معها وتجاوزها.

  •  المصادر
  1. الروسان فاروق، سيكولوجية الأطفال غير العاديين، دار الفكر للنشر والتوزيع، ط5، عمان- الأردن، 2001.
  2. الروسان فاروق، قضايا ومشكلات في التربية الخاصة، دار الفكر، ط3، عمان- الأردن، 2013.
  3. صبحي، تيسير، رعاية ذوي الحاجات الخاصة، منشورات جامعة القدس المفتوحة، ط1، عمان- الأردن، 1994.
  4. الصمادي، جميل والناطور، مياده و مياده، الشحومي، عبد الله، تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، منشورات الجامعة العربية المفتوحة، الكويت، 2003.
  5. القمش، مصطفى نوري و السعايدة، ناجي منور، قضايا ومشكلات معاصرة في التربية الخاصة، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1، عمان- الأردن، 2014).
  6. محمد، عادل عبد الله، قضايا معاصرة في التربية الخاصة، دار الرشاد، ط1، القاهرة- مصر2010

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

1 تعليق

اترك تعليقا