لا يتوانى النظام الخليفيّ عن تصعيد انتهاكاته بحقّ المعتقلين السياسيّين، ضاربًا عرض الحائط حرمة شهر رمضان المبارك، حيث تنقل مصادر أهليّة وحقوقيّة العديد من الشكاوى التي تفضح مقدار ما يتعرَّض له هؤلاء المعتقلون من تضييق وقمع وسوء معاملة.
وفي هذا السياق ذكرت مصادر أنّ الاتصالات انقطعت من المباني 12 و13 و14 بشكل كامل منذ استشهاد الشهيد «عباس مال الله» بتاريخ 6 أبريل/ نيسان 2021 ، إلى أن سمح لبعض الأشخاص خلال هذا الأسبوع بالاتصال، ولا يزال مصير الذين أخفوا قسرًا خلال هجوم السبت الدامي مجهولًا.
وخلال الاتصالات التي وردت من بعض المعتقلين في مبنى 13 ذكروا الأهوال التي قاسوها من تعذيب قاسٍ وحرمان من وجبتي الفطور والسحور وهم صيام، وحتى الماء منعوا منه ولمدة أسبوع، إلى أن قاموا بشرب ماء دورات المياه التي قطعوها عليهم بعد ذلك أيضًا.
وتواردت أنباء عن حرمان إدارة سجن جو المعتقلين من التكييف وتركهم في الحرّ وهم صِيام، لتعمد لاحقًا إلى تشغيلها على درجات عالية من البرودة مع استمرار مضايقات المرتزقة.
إلى هذا يعاني الكثير من المعتقلين من حالات مرضيّة مستعصية يقابلها النظام الخليفيّ بإهمال علاجها وحرمان أصحابها الرعاية الصحيّة، وتعنّت في عدم الإفراج عنهم، ومن هؤلاء «الأستاذ أحمد ميرزا» مريض السكلر الحاد الذي أخفي مع المعتقلين في 17 أبريل، و«جاسم سعيد كويد» الذي يعاني من غدد لا يعرف نوعها وهو يرفض الذهاب للعلاج بسبب الممارسات غير الإنسانية التى يتعرض لها المعتقلون خلال النقل للعيادة، إضافة إلى انقطاع أخباره منذ 11 ابريل.
وأعربت عائلة «فاضل عباس» المصاب بمرض الذئبة الحمراء عن بالغ قلقها عليه حيث إنّ هذا المرض من أخطر أمراض الجهاز المناعي للإنسان ومع تفشي كورونا في السجن تضاعفت نسبة الخطر عليه.
أما المعتقل «جعفر عبد الأمير» فقد غادر مستشفى السلمانيّة وهو لا يزال مصابًا بكورونا ويعاني من مشاكل في القولون، وبعد أن أجريت له عملية منظار اتضح أنّه يعاني من تقرحات في المعدة، ولكنّه نقل إلى الحوض الجاف ولم يستلم أدويته من المستشفى وإدارة السجن تتجاهل وضعه.
وطالبت عائلة المعتقل «مصطفى عبد الكريم» بعرضه على طبيب مختص للكشف عليه، حيث يعاني من آلام مبرحة وانتفاخ في البطن من بعد تعافيه من كورونا، وكلّما طالب بالذهاب إلى المستشفى رفض طلبه بحجّة أنّ لديه موعد خارج المركز وعليه الانتظار حتى يحين.
وتعمد إدارة السجن إلى حرمان «حسن عبد الله حبيب» المصاب بالسكلر أدويته، وهو لديه غدد في البطن والرقبة بدأت واضحة في جسمه وكان من المفترض أن تجرى له عمليّة جراحيّة منذ أكثر من عام.
وقد استنكر المركز الدوليّ لدعم الحقوق والحريّات– عضو تحالف المحكمة الجنائيّة الدوليّة- هذه الانتهاكات مؤكّدًا أنّ النظام يحافظ على صدارته العربيّة والإقليميّة بسجلٍّ أسود في مجال حقوق الإنسان.
وقال المركز في بيان له يوم الخميس 29 أبريل/ نيسان 2021، إنّه «على الرغم من احتفال الإعلام الرسميّ بالتقاء حاكم البحرين بالرموز الدينيّة مؤخّرًا، والإفراج عن بعض السّجناء السياسيين بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن الحقيقة أنّ البحرين مستمرّة في اعتقال النشطاء والمعارضين، كما أنّ الإفراجات كانت لعددٍ قليلٍ جدًا وبحريّة مشروطة».