“الجسد هو دابة الروح” ـ كما ورد في معنى حديث ـ عن أهل البيت، عليهم السلام، هذه الدابة التي تتطلب منك الاهتمام والرعاية بكل جوانبها، لاسيما والعالَم بأسره يمرّ بأزمة صحية متميزة بعدم وجود العلاج وأنما علاجها في الوقاية.
إذن لابد من أن نطرق باب الوقاية لتُخبرنا كيف نتمسّك بها، فمفهوم الوقاية إجمالا ان يبتعد الانسان عن منطقة الخطر والضرر بكل أنواعه الوجودية. والدين الاسلامي أحاط الصحة العامة بشكل بديع لانظير له حيث انه لم يترك شاردة ولاواردة الا ذكرها.
بدءاً من النظافة الجسدية والنفسية والاهتمام بغسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده، والاهتمام بنوعية وكمية المأكول والمشروب، وكذلك الرياضة والحث عليها من خلال العمل والسعي وتجنب الكسل والركود، ولهذا تلاحظون في الكثير من الروايات التي تنهى عن الضرر تختتم بـ -لا يلومنّ إلا نفسه ـ .
الانسان يومياً يقوم بتنظيف بيته وجسمه وملابسه، وجميع ما يتعلق بأموره المادية، لكن هل نحرص على نظافة قلوبنا وأرواحنا؟
اما النظافة النفسية ولكون النفس البشرية أكرم المخلوقات فلقد أهتم الباري تعالى في تقويمها من خلال القرآن الصامت والناطق، لنضرب مثالا: الانسان يوميا يقوم بتنظيف بيته وجسمه وملابسه، وجميع ما يتعلق بأموره المادية، لكن هل نحرص على نظافة قلوبنا وأرواحنا؟
وهذا ماأشار اليه مولانا زين العابدين، عليه السلام، في مناجاة التائبين وهي أول مناجاة في الصحيفة السجادية: “إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلّتي وجللّني التباعد منك لباس مسكنتي ”
كم هو وصف رائع وهذا أحد جوانب الاهتمام بالوقاية النفسية من صهر الذنوب والغلّ والحقد وغيرها من الامراض الفتّاكة التي تنمو وتكبر كما هو حال السرطان -والعياذ بالله -.
نعم؛ ولمَ الاستغراب فالبشرية اليوم توقفت وتعطّلت حركتها والكل يعيش في رعب الوباء وغفلنا عن رعب الشقاء .
إذن كفى بهذا الداء منبّهاً ومذكّرا، للنظر في سماء الوقاية لتشرق علينا أشعة الصحة العامّة بعد أن غيّبتها غيوم الغفلة والابتعاد عن مقوّمات العافية كما روي عن الامام الصادق، عليه السلام انه قال” :العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت، وإذا فقدت ذكرت، والعافية نعمة يعجز الشكر عنها”. (روضة الواعظين).