حذّر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، من وجود فتن كبيرة تتعرض لها شعوب المنطقة، بجانب جائحة كورونا الصحية، مبيناً أن هناك فتنة سقوط العملات الوطنية في أكثر من دولة، كما أن هناك فتنة المؤامرات التي تحاك ضد البلاد الإسلامية والشعوب المسلمة، في محاولة لتمزيق البلاد وإثارة الصراعات الدامية.
وبيّن سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، أن الطريق إلى مواجهة هذه المؤامرات يكمن في تصليب شعوب المنطقة ورفعها إلى مستوى التحدي والمقاومة، لأن ذلك هو الطريق الوحيد للعيش بكرامة وإدخال اليأس في قلوب الأعداء، وإلا ينتهي بالشعب أن يكون على هامش الحياة ويستضعفه القريب والبعيد.
وفي الإجابة عن السؤال حول وسائل تقوية الشعوب، قال المرجع المدرسي: “يجب على من يتدبر في نصوص الوحي وكلمات أهل البيت ويتأمل تاريخ الشعوب والأمم، أن يطرح للناس خارطة الطريق للمقاومة”، مبيّناً بعض أركان تلك الخارطة في:
أولاً: التوكل على الله سبحانه، الذي هو رأس كل فضيلة وخير، لأنه مفتاح التخلص من الضغوط وتجاوز العقبات، ولا يمكن لأيةٍ قوةٍ في الأرض أن تقهر المتوكل على الله سبحانه.
ثانياً: الإقتصاد في المعيشة، والذي لا يعني ترك الإنسان للضروريات بل ولا للكماليات حتى، بل يعني أن يكون للإنسان تخطيطاً ومنهجاً لحياته الإقتصادية، محذراً من الأقلام المأجورة التي تحاول سلب الأمة عزيمتها في ذلك، والتي عدّها سماحته إمتداداً لمؤامرات الاعداء الذين اغتصبوا أراضي المسلمين وقتلوا شبابهم.
ثالثاً: تطوير الإنتاج، والسعي إلى أن يكون إلإنتاج أكثر من الإستهلاك، بخلاف ما يريده الأعداء من البقاء متخلفين لتكون بلداننا سوقاً لبضاعتهم، بعد أن يشتروا معادنها الخام من بلداننا بثمنٍ بخس.
رابعاً: أن تزداد الشعوب حيويةً ونشاطاً في تحقيق أهدافها، وترك حالة الإسترخاء والنزهة، مبيّناً، أن الدنيا ليست محلاً للإسترخاء، بل هي ساحةٌ للسعي الدؤوب والتنافس، وأن تتخذ الأمة درساً من تاريخها الحافل بالعطاء، خصوصاً تاريخ نهضة الطف حيث تحدّى السبط الشهيد عليه السلام وأهل بيته كل التحديات، بكل صلابة.