رأى علماء البحرين أنّه يتعيّن أن تُفتح المآتم مع المساجد في أوّل ما يُفتح من مرافق اجتماعيّة، لأنّ المآتم من مواقع العبادة الرئيسة، والتي ينبغي أن يكون الاهتمام بها مساوقًا للاهتمام بالمساجد.
وشدّد العلماء في بيانٍ لهم على أنّه لا معنى للتلكّؤ في فتح المآتم وفق الاشتراطات والاحترازات الصحيّة، والتي أثبت المجتمع قدرته على التعايش معها والالتزام بها وتحلّيه بالمسؤوليّة الكاملة تجاه التوصيات الصادرة عن الجهات المعنيّة، داعين الجميع، وخصوصًا إدارات المآتم وكافّة الجهات المعنيّة والمجتمعيّة إلى العمل على الدفاع باتجاه فتح المآتم ضمن الاشتراطات والاحترازات الصحيّة المتعارفة.
ونوّهوا إلى أنّه يجب فتح المآتم والمساجد لما لها من دور معنويّ وتربويّ يسهم في تخفيف الأعباء النفسيّة للجائحة، كما أنّها تفتح أبواب السماء لاستجابة الدعاء بزوال الوباء، وفق البيان.
هذا وأصدر سبعون مأتمًا وحسينيّة في البحرين بيانًا مشتركًا أكّدوا فيه أنّ المساجد والحسينيّات هي محالّ ذكر الله، وهي أسمى وأشرف المواطِن المقدّسة، وأندية القرآن المعظّم وتذكار سيرة أهل بيت النبوة المطهّرين.
وأوضح البيان أنّ المآتم والحسينيّات لم تتوانَ منذ بدايات ظهور وباء كورونا “كوفيد- 19” عن اتّخاذ كافّة المواقف والإجراءات اللازمة للحدّ من تفشّي الفيروس المشؤوم، كما لم يتوانَ كبار علماء البحرين وكافّة الخطباء عن دعم الجهود الوطنيّة الرامية لحماية البحرين من آثار الجائحة المريرة، عبر تلك المجالس الحسينيّة المباركة، والمنابر الدينيّة الواعية.
وأشار البيان إلى أنّه بعد عامٍ كامل من وقف المواكب العزائيّة والاحتفالات الدينيّة المقدّسة، وإغلاق أبواب الحسينيّات، دعمًا ومساندةً للجهود الوطنيّة لمكافحة الوباء، لا يتوقّع إنسان أن تذهب قيمة هذه الوقفة الوطنيّة النبيلة أدراج الرياح، لتكون المكافأة بإغفال شأن الحسينيّات، وتعطيل دورها وفعاليّاتها عند السماح لكلّ الأنشطة بالانطلاق، مؤكّدًا أنّ هذه المنابر الدينيّة المقدّسة كانت سبّاقة في إدراك خطورة الجائحة، وفي نشر الالتزام بالتباعد الاجتماعيّ، ولا ينقصها القدرة على الالتزام بالاحترازات الصحيّة، وتوفير كلّ ما يلزم لذلك، كما لا تنقصها الخبرة في إدارة المحافل وتنظيم الجماهير.
ودعا البيان النظام الخليفيّ إلى عدم إبخاس الحسينيّات وجماهيرها الغفيرة دورها وحقّها المقدّس في إحياء شعائرها المعطّلة.