بيّن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن جائحة كورونا كشفت عن خطورة حالة اللانتماء، حيث عدم استجابة الكثير من الناس لقرارات الحكومات ووصايا الأطباء والحكماء، فيما يرتبط بمحاربة الجائحة، الأمر الذي كبّد البشرية عشرات الملايين من الوفيات والإصابات، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الكبرى، مبيّناً أن هناك أيادي خفية تهدف تفريق الناس وتفتيتهم من تجمعاتهم وإتحاداتهم.
وحّذر سماحته من حالة اللا إنتماء لدى البشرية، التي أخذت بالإزدياد في العصر الراهن، مبيّناً أنه نتيجة خطأٍ في وعي الإنسان حتى يرى الطاعة للحكماء والخبراء أمراً قديماً ويعتبر التمرد فخراً حتى لو كان على الحقائق الأساسية.
وقال المرجع المدرسي في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “لقد خلقنا الله سبحانه شعوباً وقبائل لكي نتعارف ونتعاون، وتتكامل شعوبنا واجيالنا، فالإنسان بفطرته يأنس إلى الإنسان، ويبدأ تكامله مع الآخرين فطرياً من الأسرة الصغيرة مروراً بالأسرة الكبيرة والعشيرة وصولاً إلى القبائل والشعوب، ويتكامل مصلحياً من خلال الإتحادات والمؤسسات والهيئات”.
وكشف سماحته أن أهم ما يوحّد البشرية ويقوي أواصر التعاون بينهم هو الدين، رغم محاولة أبواق الشياطين تصوير عكس ذلك، داعياً هؤلاء إلى الكف عن النفخ في الرماد والمكابرة عن الاعتراف بالفشل في محاولتهم إبعاد الناس عن دينهم وقيمهم، كما لم تستطع الحكومات القمعية إبعاد الناس عن معتقداتهم، الحقيقة التي أكّدتها جموع الملايين التي أحيَت مناسبة استشهاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
وفي ختام كلمته أوصى المرجع المدرسي، بتطوير المؤسسات الإجتماعية من العشائر والمؤسسات الدينية والهيئات الخيرية، وذلك من خلال إيجاد مجلس حكماء في كل مؤسسةٍ منها، يحضر فيه عالم دين، وخبيرٌ أكاديمي وآخر سياسي، مضافاً إلى القائمين على تلك المؤسسة، سواء كان شيخ عشيرة أو رئيس المؤسسة.