المرجع و الامة

المرجع المدرسي: لابد أن يكون الخطاب الديني دعوةً إلى الله سبحانه لا إلى العنصر أو الطائفة

أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، على ضرورة تطوير الخطاب الديني في العالم، وتجريده عما اختلط به من الخطاب العنصري أو الشخصي أو الطائفي، مبيّناً أن الدين لله سبحانه، ويجب أن يكون الخطاب الديني داعياً إلى الله سبحانه وحده.
جاء ذلك في كلمةٍ سماحته الأسبوعية المتلفزة، حيث بيّن سماحته أن طريق إنقاذ البشرية من المنحدر الذي تسلكه نحو الهاوية، يتمثّل في العودة إلى رشدها والإستغفار من ذنوبها والتراجع عن غيّها، وطلب الرحمة من الله سبحانه، وقال: “حين تكون الحاجة شخصية يدعو صاحبها ربه لقضائها كما أمره الله بذلك، ولكن حين تكون الحاجة عامة ومرتبطة بالجميع، فعلى الجميع أن يدعو ولا يمكن الإكتفاء بدعاء البعض، وكذلك لا يكون الصوت الواحد كافياً في عالمٍ امتلأ بالإعلام المزيّف والمخادع، فعلى كل من يعرف الحقيقة ويملك البصيرة أن يقوم بدوره في نشرها”.
وبيّن المرجع المدرسي، أن سنّة الرب في إنقاذ البشرية من مشاكلها العظمى يكمن في التضرع إلى الله والإطاعة للقيادة الربانية، وإستمرار صلاح أمرهم رهين إستمرارهم في الطريق الصحيح، مستشهداً بالآيات القرآنية المبينة لمصير بني اسرائيل، الذين أنقذهم الله سبحانه باتباع النبي موسى من براثن ظلم فرعون، ولكنهم حين كفروا وقتلوا الانبياء سقطوا من القمة إلى الوادي السحيق وتحولوا الى شرذمةٍ ذليلة.
وفي ختام كلمته، قدّم سماحته توصيات من أجل تحقيق هذه الغاية السامية:
أولاً: توحيد الخطاب الديني في العالم من قبل أتباع الديانات الإلهية، في الدعوة إلى الله سبحانه وحده، والتكامل في الخطاب، أو على الأقل أن لا يتناقض الخطاب، وكما قال الله سبحانه: [قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا]، مشيداً بالتقارب بين أتباع الرسالات السماوية الحاصل في العصر الحديث.
ثانياً: الدعوة إلى العقل وثوابت أحكامه، باعتباره حجةً باطنيةً لله سبحانه، وأحكامه متطابقة تماماً مع القيم السماوية، كالعدالة والمساواة والسلم والأمن.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا