نظّم ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين مهرجانًا خطابيًّا في الذكرى السنويّة العاشرة لانطلاقة ثورة 14 فبراير، في العاصمة العراقيّة بغداد، بحضور شخصيّاتٍ سياسيّةٍ ودينيّةٍ وبرلمانيّة.
وأكد زعيم تحالف الفتح في العراق، هادي العامري، في كلمة له خلال المهرجان، “أنّ الشعب البحرينيّ قدّم أروع وأنصع صور الإباء والبطولة والشجاعة، في منازلة غير متكافئة، بوجه استبداد السلطة وطغيانها، وقاوم قرارًا خليجيًا عسكريًا وأمنيًا شاملًا يهدف إلى عزله وتطويقه وإبادته”.
وأشار إلى “أنّ الشعب أصرّ على استمرار التظاهرات الشعبيّة السلميّة، لتكريس الحقوق المدنيّة وإخراج البلاد من عنق التوريث إلى عزّ التداول السلميّ للسلطة، عبر صناديق الانتخابات، وتحرير الشرعيّة السياسيّة من عائلة مستأثرة بالمقدّرات، وإعادتها إلى الأمّة وشرعيّتها وروحها الثوريّة”.
وشدّد على “أنّ النظام حين أزال مجسّم اللؤلؤة من ميدانه، ظهرت ألف لؤلؤة في الميادين الأخرى، وصار كلّ شارع وحارة ومحلّة ومنزل وأسرة لؤلؤة بحرينيّة، وتحوّلت البحرين الغاضبة الموحّدة، بشخصيّاتها وعلمائها ورجالها الوطنيين، إلى أيقونات للحريّة والكرامة والعزّة”.
ودعا العامري المعارضة البحرينيّة إلى تأسيس تحالفات استراتيجيّة، وتجاوز تفاصيل الخلافات السياسيّة والحزبيّة، والاستمرار بالجهود الدبلوماسيّة، الرامية إلى إفهام المجتمع الدوليّ ما يجري في البحرين، بلغة بعيدة عن التسويق الطائفيّ، وقريبة من التأصيل الوطنيّ، الذي يستهدف ترسيخ مشروع النضال الوطنيّ، ضدّ سياسات التمييز الطائفيّ، ومحاولة تأسيس نظام ديمقراطيّ، بديل عن النسخة الملكيّة المستبدّة الموروثة.
من ناحيته اكد القيادي في المعارضة البحرينية راشد الراشد أن المسؤول الأول عن القمع الذي يمارسه نظام ال خليفة بحق الشعب البحريني الولايات المتحدة الامریکیة وبريطانيا.
وشدد الراشد خلال المهرجان على أن الثورة في البحرين قد تكون الثورة الوحيدة في العالم التي قمعت من قبل سبعة جيوش في المنطقة.
وأضاف ان المسؤول الاول عما وصلت اليه الاوضاع في البحرين وجود الاسطول الخامس الامريكي ووجود القاعدة العسكرية البريطانية في البحرين.
واعتبر انه ربما هذه الثورة البحرينية الوحيدة التي تمت مجابتها بقوات سبعة جيوش، ولم يحدث في التاريخ ولا توجد سابقة ان ترسل جيوش لقمع تظاهرات تطالب بحقوق سياسية.
بدوره قال رئيس جماعة علماء العراق «الشيخ خالد الملا»، إنّ حراك أهل البحرين تميّز بصفات قلّ نظيرها في العالم كلّه، إذ كانت الأكثر نصاعة وموضوعيّة وقدرة على التغيير، وتعبيرًا واضحًا عن جوهر روح الشعب البحرينيّ وطيبته وفطرته.
وأشار الشيخ الملا إلى أنّ “الشعب البحرينيّ خرج وطالب بالإصلاح والتغيير، ولم يكن شعبًا جائعًا، ولم تكن ثورته ثورة رغيف، بل كانت ثورة أصليّة حقيقيّة إيمانيّة إصلاحيّة”.
ولفت إلى أنّ “كلّ الثورات تبدأ أفقيًا ثمّ تكون عاموديّة، أي تبدأ بحراك على الأرض، ثم يتحوّل هذا الحراك إلى مطالبة بإزاحة السلطة وتغيير النظام وإسقاط الدستور، في حين أنّ ثورة البحرين، بدأت عاموديّة، فنادت منذ اليوم الأول بتغيير المنهج القائم والمسار الظالم”.
وأكد أنّ هذه الثورة شفّافة وليّنة، إذ لم يعمد المتظاهرون إلى العنف أبدًا، ولا إلى القتل والسحل والصلب، بل إنّ السلطة هي التي اتخذت إجراءات تعسفيّة ضدّ شعبها، وبدأت بإصدار أحكام الإعدام والسجن المؤبّد، وإسقاط الجنسيّة والتهجير، ورغم كلّ ذلك حافظت هذه الاحتجاجات على سلميّتها.
وشدّد على أنّ الوقوف مع الشعب البحرينيّ هو واجب دينيّ، ودعا إلى مصالحة شاملة حقيقيّة بين المعارضة والسلطة، بمتابعة ومراقبة ودعم دوليّ وإسلاميّ، وطالب بإيقاف حملات الاعتقال وإطلاق سراح المعتقلين، لا سيّما علماء الدين.