يحتفلُ اليمنيون كل عام، بإحياء ذكرى حلول الإمام علي (عليه السلام) ضيفاً عليهم ودخولهم الاسلام على يده سلام الله عليه، والذي يصادف أوّل جمعة من شهر رجب الأصب.
وبحسب ما يتناقله اليمنيون والمصادر التاريخية، فإنّ “أول جمعة من شهر رجب الأصب، يعتبر عيداً ويوماً للفرح في عموم مدن ومحافظات اليمن، حيث يحيي أتباع أهل البيت (عليهم السلام) هذا اليوم بإقامة الفعاليات وبرامج الاحتفال بمناسبة حلول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ضيفاً بينهم”.
ويقول الباحثون بأن “النبيّ الأكرم محمد (صلى الله عليه وعلى آله) قد أرسل الإمام عليّاً (عليه السلام) إلى اليمن خلال حكومته المباركة سنة (8 للهجرة)، وقد نزل ضيفاً عند أمرأة يمنية تدعى (سعيدة البزرجية)، حيث نزل الإمام علي (عليه السلام) في منزلها وأقام الصلاة فيه”.
ويبينون بأن “الإمام علياً (عليه السلام) قام بتعليم المرأة اليمنية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية والفرائض الدينية، كما صلى في منزلها وخطب في الناس من على السطح لدعوة الناس إلى الإسلام”.
ويشير الباحثون إلى أن “هذه الحادثة وقعت في أول جمعة من شهر رجب الأصب، ولا يزال أهل اليمن عامة وأهل صنعاء خاصة يحتفلون بهذا اليوم ويتخذونه عيداً لهم، تشرّفاً بقدوم أمير المؤمنين (عليه السلام) إليهم ودعوتهم للدين الإسلامي الأصيل”.
كما توضّح المصادر التاريخية بأن “هذه المرأة اليمنية (سعيدة) قد جعلت من منزلها مسجداً قربة الى الله (سبحانه وتعالى) وأسمته بمسجد الإمام علي (عليه السلام) وهو معروف ومشهور إلى هذا اليوم في سوق الحلقة بمدينة صنعاء القديمة”.
وتسمّى (صنعاء القديمة) اليوم بمدينة الصلاة، نسبة للعدد الكبير من المساجد التي بُنيت فيها، كان أولها المسجد الكبير ومن ثم مسجد الإمام علي (عليه السلام).
كما تسمى المنطقة التي تضّم مسجد الإمام علي (عليه السلام) بسوق الحلقة، بحسب المصادر التاريخية، التي بينت أنّ “اليمنيين تجمعوا حول الإمام علي (عليه السلام) بشكل (الحلقة) وهو يقرأ عليهم كتاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عندما وّلاه على اليمن، ويعتبر اليوم من الأسواق المشهورة، إذ تحوّلت المنازل القيدمة إلى محال تجارية تحيط بالمسجد”.