تتعرض الاسرة في وقتنا الحاضر الى هجمات فكرية وثقافية وأخلاقية..، في محاولة لتفتيت هذا الكيان الاجتماعي، واليم تنوعت الاساليب الدعائية والفكرية والاعلامية التي توجهت الى عوائلنا، والتي تحاول جرها الى الضياع والتفكك.
والأسرة المسلمة وضعت في قائمة الأولويات التي يتم استهدافها من قبل الأعداء، لأن الاسرة تشكل الركيزة الأولى والأساس في البنيان الإجتماعي الإسلامي.
والدين الإسلامي يتكون من منظومة متكاملة من شأنها بناء اسرة سعيدة قائمة أساس المبادئ والقيم والأخلاق، والتعاليم الدينية المختلفة، سواء كانت في الجانب الفقهي أو الأخلاقي..، تشكل وسائل بناء ووسائل تحصين في نفس الوقت.
بين أيدينا كتاب قيّم يتوجه الى الأسرة المؤمنة وينطلق الكتاب في جميع أفكاره من القضية المهدوية، وهو أن على الأسرة ـ حتى تكون سيعدة ـ ان تنطلق في كل تحركاتها ومواقفها وجميع سلوكياتها واضعة أمامها صاحب العصر والزمان، عجل الله تعالى فرجه الشريف.
” 101 فكرة مهدويّة في بناء مجتمع انتظار سليم” هذا هو اسم الكتاب الذي ينطلق مؤلِّفه، الدكتور أمين عدنان السفير، من هذه القضية العظيمة ليأصل للقيم والأخلاق التي يجب على الأسرة أن تسعى لتوفيرها، حتى تتمكن من بناء نفسها بناءً ايمانياً، وفي ذات الوقت تحصن كيانها من عواصف الانحلال والإنفلات.
يقول المؤلف في تقديمه: “في الوقت الحاضر، الزمن الذي كثرت فيه الاتجاهات الفكرية وسار الناس في طرق الإنحراف عن الصواب بسهولة؛ وحيث وسائل الإنخراط في زوابع الظلام التي تنتجها هذه الاتجاهات متوفرة في كل بيت من بيوتنا.
لابد لنا أن نجد الوسائل المضادة التي تحصن انفسنا وعوائلنا من السير نحو الضياع، لذا فإننا بحاجة الى مجموعة من الأفكار الأخلاقية والعقائدية والاجتماعية والإنسانية، التي تمنح المنتظِر قاعدة رصينة للدفاع عن نفسه ضد رياح الانحرفات التي قد تؤدي به وعائلته ومجمتعه نحو الفساد والضلال، وعتمة الفكر والروح”.
-
معلومة مهدويّة
ينتقل المؤلف في أولى أفكاره المهدوية للفت النظر الى الاهتمام بأخذ المعلومات الصحيحة عن هذه القضية الحساسة التي تعرضت للتشويه قديما وحديثا، يقول المؤلف: “المجتمع الآن مليء بالمعلومات التي تختلف مصادرها، فمنها ما هو غير صحيح، ومنها ما هو صحيح وبعض ما هو صحيح منقول بطرق غير صحيحة، ولأن القضية المهدوية من القضاي العقائدية المهمة التي يجب ان تكون مصادرنا للمعلومات عنها دقيقة ومنقولة بأمانة علمية من المصادر الموثوقة، يتوجب علينا كرساليين نهدف الى بناء مجتمع انتظار سليم ان نمهد لدولة الحق بالمعرفة الصحيحة والعلم النافع، وهذه الفكرة تتضمن عدة محاور:
المحور الاول: تصحيح الافكار والمعلومات الخاطئة عن القضية المهدوية، وهذا يحتم علينا البحث عن المعلومة من مصادرها الحقيقة فيها، لكي تصل الى المجتمع بالصورة التي تخلو فيها من الضلالة، فالعلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والخرفات على حد تعبير عالم الاقتصاد الاستكلندي آدم سميث، لذلك ينبغي إزالة الخرافات الجهل الذي يعتري المجتمع تجاه ثقافة الانتظار من خلال مواجهتها بالمعرفة الصحيحة.
المحور الثاني: تزويد المجتمع بالعلومات والمعرفة التي ينبغي أن يمتلكها لتكون كخلفية ثقافية مهدوية تأهله لبناء مجتمع انتظار سليم، فخلا المعرفة لا يمكن الإتيان بأي خطوة سليمة ولا يمكن بناء أي قاعدة رصينة، وهذا يتطلب أن نقرأ ونبحث في مصادر معلومات القضية المهدوية كالاحاديث والروايات عن اهل البيت، عليهم السلام، فضلا عن الدراسات العقائدية التي تهتم بهذا الشأن”.
بعدها ينتقل المؤلف لمناقشه القضايا المختلفة بداءً من الاسرة ومرورا بالشباب ومن ثم المجتمع، وجعل المؤلف الأسرة كنواة لتأسيس المجتمع المهدوي الفاضل القائم على المبادئ والأخلاق والقيم الإسلامية التي من شأنها اسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة.
يقع الكتاب في ثلاث مئة وستة وسبعين صفحة، ومتوفر في معرض الكتاب الدائم التابع للعتبة العلوية المقدسة في النجف الأشرف، ويتوفر أيضا في دار تمكين للطباعة والنشر في العاصمة بغداد.