ما لنا وقد عَدَّونا لمشاهدة ما كشف الله من فلان من الناس، متناسين ما ستره ويستره الله من افعالنا، التي لولا فضله لن ينظر احدٌ من العالمين إلينا لشدة قبحها. كلنا مخطئون ونملك ما لا يُعد من الذنوب إلا من عَصِمَ الله من عباده، فلماذا نفرح بفضيحة شخص ما؟
أنفرح لاننا نكرهه او نختلف معه، أم نفرح لاننا اثبتنا لأنفسنا الدنية انه أقل منا وقد تنكس رأسه بين الناس؟
متجاهلين قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}. فلو تفكرنا لوهلة، ماذا سيحدث لو ان الله رفع حجاب الستر عن ما نفعله ونخفيه من أعين الناس؟
أولم يكن حالنا اسوء بكثير من حال الآخرين؟
والأمر ليس فقط متعلق في الفضيحة الجنسية فحسب و انما في كل شي من زلل الإنسان التي اخفاها هو و كشفها غيره جزاءاً من الله لفَضح غيره او ابتلاءاً له.
إنْ علمت شيئاً قبيحاً لشخص لا يحق لك ان تفضحه لتُسقطه من أعين الناس، حتى وان كنت تكرهه او على خلاف معه، لأن من يفعل ذلك سيُفضح في يوما ما و (كل ساقٍ سيسقى بما سقى ولا يظلم ربك احدا)، وبذلك تسقط من اعين الناس
إنْ علمت شيئاً قبيحاً لشخص لا يحق لك ان تفضحه لتُسقطه من أعين الناس، حتى وان كنت تكرهه او على خلاف معه، لأن من يفعل ذلك سيُفضح في يوما ما و (كل ساقٍ سيسقى بما سقى ولا يظلم ربك احدا)، وبذلك تسقط من اعين الناس.
ومسموح لك ذلك في حاله واحده فقط وهي ان تدافع عن نفسك ضد من ظلمك بقدر المَظلَّمة، {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} او ان كان المقابل هو من قام بفضح افعاله من الاساس و(ناقل الكفر ليس بكافر).
ابدأ بأشغال نفسك في معالجة عيوبك بدلا من البحث عن عيوب الناس ولا تصبح كالذي “يرى القشة في عين اخيه ولا يرى الجذع الذي في عينه” فتزداد بذلك عيباً من دون ان تشعر. وتعلم ان تستر غيرك كي يسترك الله في الدنيا و تبْ من افعالك كي يسترك في الآخرة.