دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، إلى تحمّل الحكومة والأسرة والمؤسسات المختلفة مسؤوليتها في تعليم الجيل الناشئ، لاسيما في ظل جائحة كورونا التي أثّرت كثيراً في نسَب حضور الأبناء إلى حصصهم الدراسية، مبيناً أن التهاون في هذا المجال سيؤدي إلى نتائج كارثية، حيث التأثير على عموم المسيرة العلمية للطلاب، والخشية من تخريج جيل من الأميين يمتلكون شهاداتٍ ظاهرية.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “ليس هناك خيارٌ لأي بلدٍ إلا اللحاق بركب الحضارة، ويبدأ التقدم أولاً بتنمية الإنسان، وجعله مهيمناً على العلم”، مبيّناً أن العلم هو الأساس في بناء الحضارات، وأن الإسلام ونصوصه لم ينيا عن التأكيد على العلم باعتباره العمود الفقري لكل تقدم.
وانتقد المرجع المدرسي، الضعف العام الحاصل في المجال التربوي بسبب جائحة كورونا، وعدم إهتمام الحكومة بتطوير المنصات الإلكترونية التعليمية، مبيّناً: أن من مسؤولية الجميع الإنتباه إلى هذه المشكلة وعدم الإلتهاء عنها، بالإنتخابات القادمة أو الصراعات السياسية.
وفي ختام كلمته قدّم المرجع المدرسي جملةً من التوصيات في المجال التعليمي في العراق:
الأولى: الإهتمام بالطفولة المبكرة، التي تبدأ بالسن الرابعة، واستثمارها من خلال رياض الأطفال، داعياً إلى تخفيف بعض القيود فيما يرتبط برياض الأطفال وإعطاءها المزيد من الإهتمام لتجد طريقها حتى في القرى والأرياف، كتمهيدٍ لجعل الإلتحاق بالروضة إجبارياً.
الثانية: إهتمام المجتمع بتعليم الأبناء، وذلك بتشجيع المستثمرين على انشاء المدارس الخاصة، مع قيام الدولة باعطاء نصف أجور الدراسة في المدارس الخاصة للأسر، ليتم التنافس بين المدارس في مسألة التعليم، شريطة أن تكون الأجور محددة ومراقبة.
الثالثة: وجود تثقيف عام عبر وسائل الإعلام فيما يرتبط بأساسيات العلم، والتي يقصد منها الثقافة والأخلاق الحسنة ومعرفة الله سبحانه ومعرفة سننه في الحياة، ومعرفة التاريخ لا سيما تاريخ البلد، مبيّناً أن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع المؤسسات.
الرابعة : الدعوة الى التثقيف الديني المركز، ولا يعني ذلك ان ينتمي جميع الابناء الى الحوزات، بل ان يجعل كل واحدٍ من ابناء المجتمع وقتاً لتعلم الثقافة الدينية المركزة عبر عالمٍ ديني أو الإنتماء إلى حوزة الكترونية أو ما أشبه.