{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}، من أفضل النعم التي يحصل عليها الإنسان هي أن يكون له ذرية وأولاد يخلفونه، فعلى حد تعبير القرآن الكريم انهم زينة الحياة الدنيا، نعم حقاً أن الاولاد عندما يحفون بآبائهم يزينون لهم حياتهم. ولكن حتى تكتمل هذه الزينة يجب أن يؤدى حق هذه النعمة، فكيف يمكن ذلك؟
أن ذلك يحصل من خلال جعل الاولاد صالحين، حيث أنهم يكونوا زينة لآبائهم “فالباقيات الصالحات خير”
وإذا “مات ابن آدم انقطع عن عمله إلا من ثلاث… وولد صالح يدعوا له”.
وصلاح الأبناء هو من مسؤولية الآباء، فقد جاء في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين، عليه السلام، “وأما حق ولدك، فأن تعلم أنّه منك، ومضافٌ إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنك مسؤول عما ولّيته من حسن الأدب والدلالة على ربّه، والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسك، فمثابٌ على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذّر إلى ربِّه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له منه”.
من أهم واجبات الآباء اتجاه أبنائهم هو أن يربوهم التربية الدينية الصحيحة وان يعلموهم الآداب الحسنة، فمن أهم وأفضل ما يعطيه الأب لابنه هو أن يعطيه الآداب والأخلاق الحسنة
فالابناء نعمة والنعم محاسب عليها ولا بد من أداء حقوقها ومن أهم حقوق الولد على أبيه كما جاء على لسان أهل البيت، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “وَحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ، ويُحَسِّنَ أَدَبَهُ، ويُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ” .
وقال الإمام علي، عليه السلام: “عَلِّمُوا صِبْيَانَكم من عِلْمِنَا ما يَنفَعُهم الله بِه لا تغلبُ عَلَيهم المرجِئة برأيها” .
وفي حديث آخر لرسول الله، صلى الله عليه وآله: “حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه، ويضعه موضعاً صالحاً”.
فمن خلال ماتقدم من الأحاديث الشريفة نستطيع أن نحدد بعض أهم حقوق الولد على والده وهي:
١- أن يحسن اسمه :اي لابد أن يختار له من الأسماء أجملها واحسنها ذات المعاني الحسنة ويبتعد عن الأسماء التي تعطي معنى سيء حيث أن الاسم له تأثير كبير على شخصية الإنسان وذلك لكثرة ما يتردد على مسامعه، فيترك تأثيره على صفات الإنسان إذ أنه يكتسب صفته من اسمه.
٢- أن يحسن أدبه: من أهم واجبات الآباء اتجاه أبنائهم هو أن يربوهم التربية الدينية الصحيحة وان يعلموهم الآداب الحسنة، فمن أهم وأفضل ما يعطيه الأب لابنه هو أن يعطيه الآداب والأخلاق الحسنة.
٣- أن يعلمه القرآن: من حقوق الولد أيضا على أبيه أن يعلمه القرآن ويحفظه اياه ويرشده لتعلمه وفهمه وحفظه.
٤- أن يعلمه من علوم أهل البيت، عليهم السلام، ويعرفه بهم ويحفظه أحاديثهم وكلماتهم ويبين له سيرتهم ويجعله سائرا على طريقهم.
٤- أن يضعه موضعاً صالحاً؛ فلكي يؤدي الأب هذه الحقوق اتجاه ابنه يحتاج إلى (إن يضعه موضعاً صالحاً)، إذ أنه لربما الأب بسبب متطلبات العيش وضرورات الحياة لا يجد الوقت الكافي لأن يؤدي هذه الحقوق، حيث انه لا تسمح له ظروفه بأن يربي ابنه التربية المثالية ويعطيه الأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة، ولا يجد الفرصة المناسبة لأن يعلمه القرآن ويعلمه علوم أهل البيت، عليهم السلام، فماذا يفعل آنئذ؟
الجواب نجده في كلام رسول الله، صلى الله عليه وآله: “إن يضعه موضعاً صالحاً”، ومعنى ذلك أن يبحث لابنه عن المكان المناسب الصالح الذي يأمن به على صلاحه ويتكفل بأن يربيه على الآداب الحسنة ويعلمه القرآن ويقربه من أهل البيت.
الابناء نعمة والنعم محاسب عليها ولا بد من أداء حقوقها ومن أهم حقوق الولد على أبيه كما جاء على لسان أهل البيت، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “وَحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ، ويُحَسِّنَ أَدَبَهُ، ويُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ
ومن مصاديق الموضع الصالح هو المساجد والمعاهد القرآنية والمراكز الدينية والمؤسسات الثقافية والتجمعات الإيمانية، فمثل هكذا مواضع كفيلة بأن توفر للأولاد كل ما يحتاجونه، وتجعل منهم نماذج خيرة يقتدى بها في الأخلاق والآداب وتعلم القرآن وعلوم أهل البيت والارتباط بهم، وتحملهم الثقافة الإسلامية الحقة وتعطيهم الوعي، حيث تجعل من الشاب فرداً صالحاً.
فما ينبغي على الآباء هو أن يبحثوا لأبنائهم عن مثل هكذا مواضع ويضعونهم بها ويأخذونهم بأيديهم لها ويحثونهم ويشجعونهم على ارتيادها وارتباطهم بهكذا أماكن ومراكز، كما على الآباء أيضا أن يكونوا قدوات لأبنائهم في الحضور في المساجد والمراكز وارتيادها، لأن الاولاد يرون في آبائهم القدوة والمثال ويحاولون أن يقلدونهم في كل شيء.
فإذا رأى الولد ابيه يذهب للمساجد ويأخذه معه فإنه بالطبع سيحب هكذا أماكن ويعتاد على الحضور بها، وكما في أمر القرآن الكريم حيث يقول: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وتفسر الزينة هي الاولاد بدليل الآية التي ابتدأنا بها الكلام والتي تؤكد على أن الأبناء هم زينة، وهنا أمر بأن نأخذ بهم عندما نذهب إلى المسجد. لأن مثل هكذا مواضع من مساجد ومراكز دينية وهيئات ثقافية تمنح الشباب الأخلاق الصالحة والآداب الفاضلة وتعطي لهم الدين وتبين لهم أحكامه وتعاليمه كما تزودهم بالأفكار البناءة والثقافة الصحيحة كما أنها هي تأتي مكملة لما يقوم به الأب من دور اتجاه ابنه لإصلاحه وصلاحه أو في بعض الأحيان وفي ظروف خاصة هي قد تتحمل ذلك الدور نيابة عن الآباء، فمسؤولية الآباء أن يدعموا مثل هكذا مراكز ومشاريع شبابية ويجعلوا أولادهم يرتادونها ليضمنوا بذلك صلاحهم وتحصينهم وعدم انحرافهم.
فإذا التزم الآباء بذلك سيضمنوا صلاح أبنائهم حيث سيكونوا قرة أعين لهم وزينة يتزينون بها في حياتهم وبعد مماتهم.