التطرف من أخطر الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، وتقتل روح التسامح بين الناس، وتخلق أنماطاً من العقول المتعصبة الملأى بالكراهية والحقد نحو الآخر، وهو آفة اجتماعية وأخلاقية تشير إلى الخروج عن القيم والسلوكيات الإيجابية في مجتمع معين، وبالمقابل تبني قيماً ومعايير سلبية دخيلة على المجتمع، وقد يتحول إلى أفعال ظاهرية قد يصل الدفاع عنها إلى حد اللجوء إلى العنف، بغرض فرض المبادئ التي يؤمن بها المتطرف بقوة على الآخرين، وقد تتفاقم المسألة لدرجة اللجوء للإرهاب الفعلي.
التطرف ينشأ وتنبت جذوره في المجتمعات التي تنعدم فيها كل أنواع التسامح، وما يقترن بذلك من إقصاء الآخر وتهميشه. والمتطرف يكون على استعداد دائم لمواجهة الاختلاف في المعتقد أو الرأي بالعنف، ويسعى دائماً إلى فرض هذا المعتقد بالقوة على الآخرين، وأن يكون مصدرا لذلك فمصدره طبيعة الفكر الذي يتبناه الفرد، فالفكر هو أصل الأفعال وتحديد نوعيتها وبيان طبيعتها.
ومن ذلك نجد الإمام علي، عليه السلام، في محطات من حياته وبمواقف مختلفة حاول غرس الفكر الذي يعزز ثقافة التسامح، والابتعاد عن روح التعصب، والتعامل بمرونة مع المواقف، بعيدا عن التهميش والتكفير من خلال التصحيح أو المعالجة الفورية للمواقف التي تتطلب ذلك، من خلال إظهار قيمة الإنسان وجعلها مبدأ من المبادئ التي ينطلق منها في تعالمه مع الآخرين، والنظر لهم بدافع القاصر لا بدافع المقصر من خلال تحليل الأفعال والأقوال، والأفكار.
وقبل ان نقف على مواقفه، عليه السلام المشرقة في هذا الجانب لابد من الإحاطة عن مفهوم الإرهاب الفكري، كون أصبحت عملية التعاطي مع هذه المعضلة الاجتماعية العالمية ضرورة ملحة، أذ لا يجب الاقتصار فقط على الجهود الأمنية المبذولة من الدول للحد من خطورتها وانتشارها، بل أصبح من الضروري نشر وتعزيز قيم التسامح بين كافة شرائح وفئات المجتمع في جميع النواحي.لاسيما وأن الإمام علي، عليه السلام، يمثل الأنموذج والمثال العالمي الذي نجد تراثه وآثار أفكاره تتعاطى على مختلف مراحل التاريخ ومن كل بلدان العالم المختلفة.
حاول الإمام علي بفكره الإلهي ان يعلمنا ان السلام والأمان وعدم التعصب يجب ان ينطلق منا باتجاه الآخرين الذين يختلفون معنا في المعتقد والدين والأفكار وان نتعامل معهم على أساس ما ينبغي التعامل به مع غيرهم
وكيف لا وهو باب مدينة علم رسول الله وأمير العدل والسلام الذي شهد له في مواطن كثيرة ومشاهد مختلفة، وما يجب على كل فرد وبحسب درجة القرب والبعد من هذه الشخصية العظيمة ان يتثقف بثقافتها، وأن يعمل بما ينسجم وذوق التعامل الذي تتعامل به مع الأطراف التي تقابلها بالفكر. ولدقة الإمام علي، عليه السلام في التعامل مع المسائل الحساسة التي تنعكس أثارها بشكل سلبي على المجتمعات نجده تعامل مع الإرهاب الفكري بطرق مختلفة.
لأنه يجد فيه الخطورة التي تأخذ بيد المجتمعات نحو التفكك والتعصب والتسافل باتجاه الوحشية الحيوانية والابتعاد عن القيم الإنسانية التي أكد عليها الله سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، ومن هذا نجد الوقوف على مفهوم الإرهاب الفكري ضرورة لها من الأهمية ما يجعلنا ان نلتفت على طبيعة تعاملنا مع الآخرين، فضلا عن جعلنا نحدد دائرة أو محيط ما يكفل إنسانيتنا.
-
الارهاب الفكري المفهوم والمصداق
مفهوم الإرهاب الفكري مفهوم مركب من مصطلحين الأول هو الإرهاب الذي جاء في تعريفه لغة وبحسب الصورة أو الشكل الذي يمارس فيه (الرهبة :الخوف والفزع، فارهبه وأستر هبه، أي : أخافه وأفزعه. أما اصطلاحا فكثيرة التعاريف التي عرف بها الإرهاب منها (القتل، والاغتيال، والتخريب، ونشر شائعات، والتهديد، وصنوف الابتزاز، أي أنشطة أخرى تهدف الى إشاعة جو من عدم الاستقرار، والضغوط المتنوعة.
أما الفكر لغة : فكر في أمره، وتفكر، ورجل فكير، كثير الإقبال على التفكر، وكل ذلك معناه واحد، الفكر أعمال الخاطر في الشي.
أما الفكر اصطلاحا فانه : “حركة عقلية وقوة مدركه يكتشف الإنسان عن طريقها القضايا المجهولة لديه التي بحث عنها ويستهدف تحصيلها فتنمو معارفه وعلومه وأفكاره في الحياة”.
ومن هذا نفهم ان الإرهاب أسلوب في تقديم الأفكار أو الأعمال والفكر هو الادارك الذي ندركه أو نعقله لشي معين، وبذلك إذا كان الفكر خاطئا تكون له نتائجه الخطرة على المجتمع، فالإرهاب الفكري كمفهوم انه : “نشاط يستهدف أفساد المعتقد، أو السلوك، باستخدام الوسائل والأساليب المعنوية، يخل بالأمن العام”.
و قد يكون بقصد أو بغير قصد نتيجة وبحسب المعتقد الذي يعتقد به الفرد، ومن ذلك جاء ما يسمى بمفهوم الغزو الفكري الذي يعني : “مجموعة الجهود التي تقوم بها أمه من الأمم؛ للاستيلاء على امة أخرى، أو التأثير عليها، حتى تتجه وجهة معينة”. وهو اخطر من الغزو العسكري لأنه ينحو نحو السرية، وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر.
-
أمير المؤمنين يطرح الحلول الناجعة
ومن ذلك نقف على ما تعامل به الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام، من مواقف محاولا منها قلع جذور الفكر الخاطئ الذي يشكل إرهابا بتأثيره على المجتمع بشكل عام، وعلى المجتمع المسلم بشكل خاص كونهم أصحاب رسالة يقع عاتقهم مسؤولية توجيه وإرجاع المجتمعات الى جوهر إنسانيتها وغايتها السامية فنجده يؤكد على حق الإنسان بما هو إنسان بغض النظر عن انتماءه ومذهبه.
التطرف ينشأ وتنبت جذوره في المجتمعات التي تنعدم فيها كل أنواع التسامح، وما يقترن بذلك من إقصاء الآخر وتهميشه. والمتطرف يكون على استعداد دائم لمواجهة الاختلاف في المعتقد أو الرأي بالعنف
وهو ما حدث عندما مر عليه شيخ مكفوف كبير يسأل، أي يستجدي الصدقة من الناس، فانزعج الإمام، عليه السلام، من هذا المشهد وقال: ما هذا؟ ولم يقل من هذا؟ أجابه أصحابه: يا أمير المؤمنين هذا نصراني! ردهم الإمام غاضبا بقوله: استعملتموه حتى أذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال.
هنا نجد الإمام، عليه السلام قد عالج قضية مهمه وواجه فكرا إرهابيا خطرا يظهر التعامل على أساس الانتماء الديني وعلى أساس المنفعة والقوة والضعف، ففي الوقت الذي يتعاملون معه على أساس انه نصراني نجده عليه السلام، تعامل على أساس أنه إنسان، والإنسان له قيمة ويجب ان لا يتعامل معه على أساس القوة والضعف لذا نجده تجاوز المعتقد الذي يعتقد به الرجل وركز على القيمة والاستعمال في محاولة منه لغرس درسا قيما يظهر للجميع من خلاله حقا في هذا الكون، وان الله وهب كل شي ليقوم بينهم بالعدل لأنه الأولى في العطاء مادام الإنسان يسلك في أرضه مسلكا مسالما.
كما نجده، عليه السلام، حاول بفكره الإلهي ان يعلمنا ان السلام والأمان وعدم التعصب يجب ان ينطلق منا باتجاه الآخرين الذين يختلفون معنا في المعتقد والدين والأفكار وان نتعامل معهم على أساس ما ينبغي التعامل به مع غيرهم، ومن هنا نجده قد طبق ابسط ما يجب ان يكون عليه الفرد المسلم في آداب السفر فيظهر لنا من ذلك صورة واضحة وجميلة وناصعة بان فكر التقاطع والتدابر والتعصب ليس حلا ولا سبيلا في شق الحياة، لأن ذلك يولّد الحقد والضغينة والاختلاف السيئ بين أبناء المجتمع الواحد.
وبذلك يفقد به أسَّ السلام الذي يجب ان تنعم به البشرية على حد سواء وهو ما نجده عندما سأله رجل ذمي عن وجهته قال، عليه السلام: أريد الكوفة. فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي، فقال له الذمي: أليس زعمت تريد الكوفة؟
قال: بلى
فقال له الذمي: فقد تركت الطريق؟
فقال الإمام عليه السلام: قد علمت.
فقال له الرجل : فلم عدلت معي وقد علمت ذلك؟
فقال له علي عليه السلام: هذا من تمام حسن الصحبة ان يشيع الرجل صاحبه هنية أذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا
فأمام هكذا موقف وفعل من الإمام علي عليه السلام،الأوهام والفواصل التي وضعت والتي سفكت من اجلها دماء بين أبناء الأمم وبين أبناء المجتمع الواحد لا معنى لها سوى يراد منها السوء لهذه المجتمعات، ومن هنا حاول بقدر ما يمكن ان لا تشيع مثل هكذا أمور بين أبناء المجتمع، للمردود السيئ الذي أساسه الخسران والتسافل وفقدان القيمة الإنسانية التي تميز بها بني ادم، وهو ما تجسد حينما سئل عن أهل الجمل.
قال: قيل أمشركون هم؟
قال من الشرك فروا.
قيل: أمنافقون هم؟
قال: ان المنافقين لا يذكرون الله آلا قليلا.
قيل: فما هم؟
قال: “أخواننا بغوا علينا”، فهو يريد ان يذوّب الأوهام والمسميات التي لا أثر لها سوى الخسران بين أبناء المجتمع الواحد وآلامه الواحدة التي أساس وجودها وقيمتها مبني على نشر العدل والسلام وهو بذلك اراد ان يقول لهم أن لا نقابل كل من يختلف معنا بالتكفير والشرك و النفاق، بل نحمل الطرف الآخر على أي محمل له أساسه أو دافعه النفسي الذي جعله يبغي علينا.
وهو ما حدث مع الخوارج أيضا عندما كان الإمام علي عليه السلام، على المنبر و جاء رجل فقال: لا حكم آلا لله، ثم أقام آخر فقال: لا حكم ألا لله، ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون الله، فأشار عليهم بيده: اجلسوا نعم، لا حكم ألا لله، كلمة حق يراد بها باطل، حكم الله أن يذكر فيكم، إلا ان لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا: لن نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا، ثم اخذ في خطبته.
فهو بذلك أطفأ نار الفتنة التي أرادها أصحاب المنافع الخاصة وأصحاب الفكر المنحرف فهو واجه فكرا إرهابيا بطريقة متحضرة مبنية على أساس الاختلاف أمر طبيعي، لكن عندما يصل الفكر الى القتل والتعدي يجب ان يكون التعامل معه بطريقة تضمن اجتثاثه.
فلغة القتل ولغة التهديد ولغة التعصب المبنية على أساس الفكر والاعتقاد والانتماء لغة ليست صحية ويجب ان لا تكون في مقدمة طرق التعامل مع الآخرين، لان ذلك يخلق التعصب المنبوذ ولا أخلاقي وهو ما تعامل به الإمام علي عليه السلام، مع أصحابه عندما كان جالسا بهم فمرت بهم امرأة جميلة، فرمقها القوم بإبصارهم فقال عليه السلام: “ان أبصار الفحول طوامح، وأن ذلك سبب هبابها فإذا نظر أحدكم الى أمراءه تعجبه فليلامس أهله، فإنما هي أمراءه كإمرته”. فقال رجل من الخوارج: “قاتله الله كافرا ما افقهه”؟ فوثب القوم ليقتلوه لسبه الإمام وتكفيره له .فمنعهم الإمام قائلا: “رويدا أنما هو سب بسب أو عفوا عن ذنب”.
فهو عليه السلام اراد بذلك أن يلغي أو يعالج فكر الانتقام الذي يثار على أساس ابسط ما يحدث بين الأطراف ومن ذلك أوصل لهم درسه البليغ بما معناه اتركوا ما بينكم وبين الرجل من خلاف وتعاملوا معه بما يؤطر الحدث الآني الذي حدث وبذلك تجدونه أما يستحق الرد أو لا يستحق، فهو بذلك عالج الاندفاع بالانتقام على أبسط ما يحدث.
-
لغة الحوار الأرضية الأولى لنسف التعصب
مفهوم الحوار والتفكر ونشر الفكر الصحيح هو ما كان يسعى اليه والذي يجب ان يغلب على كل لغات الخوف والتهديد والوعيد، لان التعامل بها يكون تعاملا مستمرا وان القتل يولد القتل وبالتالي تكون سلسلة من الانتقامات التي لا نهاية لها والخاسر هو المجتمع نفسه، إلا ان النبي محمد، صلى الله عليه واله، وكذلك الإمام علي عليه السلام، لم يريدوا ذلك وبذلك نجدهم عندما غيروا نظام المجتمع في قريش لم يدخلوا لمكة بمدخل القوة والقتل بل بمدخل السلم غايه من ذلك انهم ليريدوا تأسيس دولة لتحل محل أخرى بل أرادوا تأسيس نظام فكري صحيح محل فكر خاطئ وكان سائدا وهو ما جعل النبي ان بتعامل مع سادة ورؤساء قريش بالعفو لان هدفه ليس الانتقام وتغيير دولة بقدر ما يريد تغيير فكر لأنه لو قتلهم لقيل دولة محمد تخلصت من دولة ابو سفيان.
نجد الإمام علي، عليه السلام، في محطات من حياته وبمواقف مختلفة حاول غرس الفكر الذي يعزز ثقافة التسامح، والابتعاد عن روح التعصب، والتعامل بمرونة مع المواقف، بعيدا عن التهميش والتكفير من خلال التصحيح أو المعالجة الفورية للمواقف التي تتطلب ذلك
ومن ذلك فهو، صلى الله عليه واله، اراد ان يؤسس فكرا صحيحا حتى لا يكون مثل ذلك وهو ما نجده في التعامل احذر والدقيق حينما دخل المسلمون مكّة كانت إحدى الرايات في يد سعد بن عبادة وهو ينادي برفيع صوته: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحلّ الحرمة. يا معشر الأوس والخزرج، ثأركم يوم الجبل. فأتى العبّاس النبي، صلى الله عليه وآله، وأخبره بمقالة سعد. فقال: ليس بما قال سعد شيء، ثمّ قال للإمام علي، عليه السلام: أدرك سعداً فخذ الراية منه وأدخلها إدخالا رفيقاً. فأخذ أمير المؤمنين الراية منه وأخذ ينادي برفيع صوته: اليوم يوم المرحمة.. اليوم تصان الحرمة.
كما انه أكد على اجتثاث الفكر السطحي في التعامل مع الأمور والحث على الرؤية بعمق وبتحليل والأخذ بالنوايا الصالحة في التعامل والابتعاد عن التعامل الشكلي المبني على أسس عقلية حادة وهو ما حدث حينما مر وهو ذاهب إلى صفين على كنيسة ”وقال بعض أصحابه هذا مكان طالما عُصي فيه الله قال: “مه قل طالما عُبد فيه الله. فهو عليه السلام، اراد أن يظهر القصد من بناءها أي الكنيسة، ألا أن الوسيلة أو طرق الوصول قد تكون خاطئة وبذلك نحمل الآخرين على أساس كم المعرفة أو مقدارها لديهم ومن ذلك يكون لدينا المجال الواسع والمرن لاحتواء الآخرين وتقبلهم والتعامل معهم .
فالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام طالما وقف أمام نمو حالات التطرف والحدية لدى أصحابه في التعامل مع الناس وتصنيفهم، ودأب على توجيههم للالتزام بخلق القران الداعي الى سعة الصدر والانفتاح على الآخرين وتذويب الحواجز والفواصل بين ابناء المجتمع، فهو الرجل المتسامح والعادل والديمقراطي الذي مسك قصب السبق بعد رسول الله في الدعوة الى نبذ العنف بكافة أشكاله وما يميز هذه الشخصية مبدأها الثابت في محاربة الإرهاب الفكري وغير المتزعزع بين مواقعه الاجتماعية المختلفة فكان له دورا عظيما في مواجهة ذلك، والشاهد ما تركه لنا من مشاهد ومواقف تاريخية مشرقه .
——————————————–
المصادر
- الصدر، السيد علي الحسيني، أخلاق أهل البيت (عليهم السلام) أشعة من أنوار أهل البيت عليه السلامبدروسهم التربوية في مدرستهم الأخلاقية.، مطبعة نكارش،ط1، قم –إيران، 1432.
- الصفار، حسن موسى، بحث حول حرية المعتقد وتعدد المذاهب ،التعددية والحرية في الإسلام، ط2، 2009
- القريش، خالد بن عبد الرحمن،الإرهاب الفكري 0مفهومه، بعض صوره، سبل الوقاية منه، المؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب، المملكة العربية السعودية، 2004.
- داماد السيد مصطفى المحقق، حقوق الإنسان وإشكاليات النظرية والتطبيق جولة في حقوق الإنسان عند الإمام علي عليه السلام، بحث منشور في المنهاج، العدد الحادي والثلاثون، 2003
- مناقب آل أبي طالب: ج1 ص208 فصل في غزواته (صلى الله عليه وآله).